انشقاق المحيسني والطحان يزلزل اركان هيئة تحرير الشام القاعدية

أحدث انشقاق السعودي عبد الله المحيسني ومواطنه مصلح العليان عن “هيئة تحرير الشام”؛ ضجة في الأوساط السورية، وما إذا كان هذا التطور يُضعف الهيئة بالفعل.

ولم تقتصر الانشقاقات على الشرعيين السعوديين، بل تعدتها لتطال القيادي البارز أبو صالح طحان الذي يتزعم “جيش الأحرار”، وقبلها ذلك أعلنت حركة نور الدين زنكي انفصالها عن الهيئة. ووفق مراقبين، تأتي هذه الانشقاقات في مرحلة حرجة تمر بها هيئة تحرير الشام، ويذهب بعض المحللين إلى أن هذه الانشقاقات تعتبر ضربة للهيئة؛ ستضعف موقفها داخليا.

الإعلامي المقرب من هيئة تحرير الشام، أبو عبادة الشامي، يوضح ملابسات انشقاق جيش الأحرار بقيادة طحان عن الهيئة، قائلا: “كان إجمالي من انضم للهيئة من جيش الأحرار يزيد عن 2000 بقليل في أفضل الأحوال، ثم حدث بعدها على مدار ثمانية أشهر؛ خروج عدد كبير من العناصر المنتمين لجيش الأحرار سابقا، بسبب عدم تأقلمهم مع وضع الهيئة الجديد أو بسبب إغراءات قدمتها لهم الأحرار أو غير ذلك من أسباب، ليصل عدد من تبقى من المنتمين سابقا لـجيش الأحرار ضمن الهيئة إلى أقل من 850 عنصرا”.

وبين أنه “بسبب مشاكل متراكمة وعدم انسجام في العمل، كان أبو صالح الطحان يفكر كثيرا في ترك الهيئة مع مجموعة من جيش الأحرار سابقا، وقد علق عمله أكثر من مرة طوال الأشهر الثمانية الماضية، ليعلن الأسبوع  الماضي خروجه من الهيئة مع مجموعة كانت منتسبة لجيش الأحرار”.

ويقلل أبو عبادة من أهمية انشقاق طحان عن الهيئة بالقول: “لا يصح أن نقول إن جيش الأحرار انفصل من الهيئة، فهو لم ينضم كجيش أحرار أولا، ومن بقي ما زال يعمل في الهيئة من قياداته، كثير كالشيخ أبي جابر، قائد الجيش، وأبو الفتح الفرغلي، الشرعي العام له، والشيخ أبو الطاهر الحموي أبرز الشرعيين فيه، وغيرهم، كما بقي الكثير من العناصر داخل الهيئة”.

ويرى، في تصريحات صحفية، أن “ما يحاك للهيئة في الخارج يؤثر عليها بشكل أو بآخر، ولكن هذا التأثير لن يؤدي حتما إلى زوال الهيئة أو تحجيم دورها في الشمال السوري”، مضيفا: “حركة الزنكي مثلا كان عملها في قطاع حلب فقط. وبالاشتراك مع بقية فصائل الهيئة في هذا القاطع، فلن يكون لخروجهم أثر كبير على مستقبل الهيئة، وكذلك الكتلة التي خرج بها الطحان”.

واعتبر الإعلامي المقرب من الهيئة؛ أنه “لا يوجد في الساحة حاليا مشروع منافس للهيئة، بالمعنى الحقيقي والواقعي”.

من جهته، يرى الباحث محمد الأمين؛ أن انشقاق المحيسني عن الهيئة لن يكون له أهمية، ولن تتأثر تحرير الشام بانشقاق المحيسني ما لم يهاجمها ويدعو للانشقاق عنها، وهذا مستبعد جدا”,

ويقول الأمين في حديث صحفي: “جيش الأحرار لم يكن يشكل شيئا مهما لتحرير الشام، ومهمته انتهت بعد ما كسبت تحرير الشام منه السلاح الثقيل وقد فعل وانتهى دوره”.

واعتبر أن هناك انشقاقات بسبب التدخل التركي “القادم”، وقال إن “بعض الانشقاقات نتيجة الخوف من التدخل التركي وتهربا من المواجهة الخاسرة مع الأتراك، مثل الزنكي فهي غير راغبة بالاصطدام مع تركيا”.

من جانبه، قال الناشط عامر الحلبي، في تصريحات صحفية، إن “خسارة تحرير الشام للمحيسني كبيرة من عدة نواح.. الأولى مالية، فهو استطاع ان يجمع تبرعات مالية لصالح قتال الهيئة ضد النظام، والثانية أنه يمثل آلة إعلامية دعائية تستطيع أن تلهب حماس شباب تحرير الشام، بل كان له دور في انضمام كثير من الشباب العاطل عن العمل، والذي كان مع بعض الفصائل، إلى تحرير الشام”.

ولفت الحلبي إلى أن المحيسني قدم نفسه باعتباره “رجلا توافقيا يرتضيه الجميع، وبالتالي خسرت تحرير الشام رجلا مهما تكمن قيمته في هذه الأمور”.

ويضيف: “خسارة تحرير الشام للطحان أهمها أن وجوده مع تحرير الشام أضعف، إن لم نقل ساهم في اضمحلال أحرار الشام، وتكمن أهمية الرجل أنه له علاقة مع قادة الفصائل، وبالتالي يمكن أن يلعب وقد لعب بالفعل دورا في التهدئة لكثير من توترات الساحة”.

ورأى أن تحرير الشام “خسرت الكثير بفقدها للمحيسني والطحان، حيث أنهما كانا عامل جذب لانضمام لكثير من الفصائل والأشخاص للهيئة، لكن الهيئة اليوم تعود تدريجيا لمركزيتها الأيدلوجية، وهذا ليس في صالحها، خاصة في ما يحاك لها إقليميا ودوليا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى