هزلت.. المئات من قادة “داعش” يستعينون بالمهربين للفرار من سورية

قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية إن المئات من عناصر تنظيم داعش في إدلب بسوريا يتجمّعون قرب الحدود التركية؛ في محاولة منهم للفرار إلى الدول التي جاؤوا منها.

وبحسب الصحيفة، فإن الأسابيع الأخيرة شهدت نقل عشرات المقاتلين عبر الحدود من سوريا باتجاه المدن والبلدات التركية في الجنوب، بينهم أربعة مقاتلين سعوديين، وصلوا مطلع سبتمبر، بعد أن دفعوا مبلغ 2000 دولار لمهرّبين، كما أن موجة نزوح مقاتلي التنظيم مستمرّة من مناطق ما زال يسيطر عليها التنظيم في كل من العراق وسوريا، بعد أن فقد التنظيم أجزاء كبيرة من الأراضي التي كان يسيطر عليها؛ إثر سلسلة من الهزائم العسكرية التي مُني بها في كل من العراق وسوريا.

موجة النزوح لعناصر التنظيم، ومحاولة العودة إلى بلدانهم مع أسرهم، تشكّل تحدّياً كبيراً لمجتمع الاستخبارات العالمي، الذي ينظر إلى هؤلاء المقاتلين على أنهم تهديد كبير يصعب السيطرة عليه، وأن فرص إعادة دمجهم بالمجتمع تبدو ضئيلة.

وتنقل الصحيفة عن مواطن سعودي يدعى أبو سعد، التقت به أواخر آب الماضي، بعد أن وصل إلى جنوب تركيا، أن نحو 300 عنصر من أعضاء التنظيم السابقين، وبينهم سعوديون، تجمّعوا في شمال مدينة إدلب، التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)؛ في محاولة منهم لمغادرة الأراضي السورية، “معظمهم يريدون المغادرة مثلي، لقد تعرّضنا لخداع، كما أن هناك آخرين لا يثقون بجبهة النصرة”.

أبو سعد لا يعتزم العودة إلى بلاده؛ لأنه يخشى السجن، كما يقول: “ذهبت إلى سوريا عام 2012 لدعم الشعب السوري، وفي أشهر قليلة وجدت نفسي ضمن كتيبة المهاجرين، لم أتوقع أنني أصبحت جزءاً من تنظيم داعش”.

ويصف أبو سعد الوضع الداخلي لتنظيم الدولة قائلاً: “مع تصاعد الضغط على التنظيم ازداد التوتر الداخلي داخل صفوف التنظيم، كما أن عمليات الإعدام نُفّذت بعد محاكمات سريعة وعاجلة، وبتهم مختلفة؛ منها العصيان، أو إجراء اتصالات مع جماعة سورية معارضة”.

ويضيف: “كانت مهمتي داخل التنظيم هي تفتيش السجون التابعة للتنظيم، والإبلاغ عن أي انتهاكات قد تكون موجودة في تلك السجون، ذات مرة أبلغت عن وجود امرأة محبوسة لمدة 13 يوماً في سجن تابع للتنظيم بمدينة منبج بتهمة تهديدها بقتل زوجها، كان مكان الاعتقال خالياً من أي مرحاض أو ماء نظيف، كان هناك أشخاص أسوأ من حال هذه السيدة، بينهم أناس اعتُقلوا لا لسبب على الإطلاق”.

وتشير بعض التقديرات إلى أن عشرات الآلاف من مقاتلي التنظيم يُعتقد أنهم قُتلوا في المعارك التي خاضوها دفاعاً عن الأراضي التي سيطر عليها التنظيم بعد 2014 في كل من العراق وسوريا، كما أن هناك اعتقاداً بأن الآلاف من المقاتلين المحليين من تنظيم الدولة قد عادوا إلى مجتمعاتهم المحلية، إلا أن أعداد المقاتلين الأجانب الذين نجوا ويتطلعون للعودة إلى ديارهم ما زال غير معروف، كما أن نوايا هؤلاء العائدين، أو الذين يحاولون العودة إلى ديارهم أيضاً، غير معروفة.

مسؤولون فرنسيون قالوا إنهم يفضّلون أن يكون المقاتلون الفرنسيون الذين انضمّوا إلى تنظيم الدولة قد قتلوا، وأن من بقي منهم ليس لديه خطط للعودة، وهو ذات ما تأمله الدول الأوروبية الأخرى.

وتلفت الصحيفة البريطانية النظر إلى أن الإحصائيات بشأن أعداد المقاتلين الأجانب داخل صفوف تنظيم الدولة تتفاوت، إلا أنها تجمع تقريباً على أن غالبية عناصر التنظيم هي عناصر محلية؛ من العراق وسوريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى