مشاحنات الدول الخليجية تحول جلسات الجامعة العربية الى سيرك مؤسف لتبادل الاتهامات الشنيعة والكلمات النابية

 

بحث الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان الجهود المبذولة لحلّ الخلاف القائم مع قطر.

وشدد ترامب بحسب بيان البيت الأبيض على أهمية الوحدة بين شركاء الولايات المتحدة في المنطقة، وحاجة جميع البلدان لعمل المزيد من أجل وقف تمويل الجماعات الإرهابية، ومواجهة الفكر المتطرف، وهزيمة الإرهاب.

وكان أمير الكويت صباح الأحمد الصباح قال خلال لقائه الرئيس الأميركي إن قطر مستعدة لتلبية كل المطالب الـ 13 المقدمة لها، وأن تجلس على طاولة الحوار، إلا أنه استدرك أن بعض المطالب “ليست مقبولة وتمس سيادة قطر ويمكن حل المسألة عبر الحوار”.

يأتي ذلك في ظل تخبط سعودي – قطري بعد وقت قصير من إعلان الدوحة عن اتصال أمير قطر بولي العهد السعودي واتفاق على تكليف مبعوثين من الطرفين لبحث الخلافات ليلي ذلك نفي سعودي وإعلان الرياض تعطيل أي حوار أو تواصل مع الدوحة إلى حين إصدارها تصريحاً توضح فيه موقفها بشكل علني.

وكان ترامب أجرى اتصالات مع زعماء الدول المعنية بالأزمة بهدف إيجاد حلّ لها ورأب الصدع في البيت الخليجي من أجل مواجهة إيران.

وكان سلطان بن سعد المريخي، وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري قد كشف في جلسات الجامعة العربية امس, أن “هدف الدول الأربع المقاطعة للدوحة تغير في قطر من وقف دعم الإرهاب إلى تغيير النظام داخل دولة قطر، وأن جمهورية إيران أثبتت أنها دولة شريفة”.

وقال المريخي في كلمته بافتتاح أعمال الدورة 148 العادية لمجلس جامعة الدول العربية، على مستوى وزراء الخارجية امس الثلاثاء بالقاهرة “دول الحصار فشلت بعد 100 يوم على تقديم أي أدلة تثبت أن قطر تدعم الإرهاب”، مضيفاً أن “مطالب دول الحصار تغيّرت من وقف دعم الإرهاب إلى تغييّر النظام في قطر”.

وأوضح المريخي  أن “إيران التي يتحدثون عنها أثبتت أنها دولة شريفة فهي لم تجبرنا على فتح أو إغلاق سفارة هنا وهناك”.

من جهته، قال السفير السعودي في القاهرة ردّاً على كلمة المندوب القطري “لا نعمل على تغيير نظام الحكم في قطر ،ولكن السعودية قادرة على فعل أي شيء تريده”.

واعترض مندوبو الدول العربية المقاطعة لقطر على الكلمة التي ألقاها وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري خلال اجتماع الجامعة واتهم فيها الدول الأربع بتغير هدفها من وقف دعم الإرهاب إلى محاولة تغير النظام في قطر.

وفي السياق، كرر وزير الدولة للشؤون الخارجية الإمارات أنور قرقاش اتهاماته لقطر بدعم الإرهاب فأشار إلى أن الحوار يجب أن يتم وفق المطالب الـ13 التي وافقت عليها الدوحة، وأن الدول الأربع اتخذت إجراءات لحماية نفسها من نشاطات قطرية كانت تستهدفها.

كذلك اعتبر قرقاش أن هروب قطر نحو تركيا وإيران لا يحل الأزمة الخليجية.

كما قال سفير السعودية لدى مصر ومندوبها لدى جامعة الدول العربية، إن “قطر ستندم على علاقاتها بإيران” وكرر اتهامات بلاده لطهران “بالتآمر على دول الخليج”.

وكان قطان يتحدث رداً على كلمة لمندوب قطر لدى الجامعة العربية وصف فيها إيران بأنها دولة “شريفة”.

وقال قطان خلال الاجتماع: “يقول مندوب قطر إيران دولة شريفة، والله هذه أضحوكة، إيران التي تتآمر على دول الخليج.. التي لها شبكات جاسوسية في البحرين والكويت أصبحت دولة شريفة.. التي تحرق سفارة السعودية.. هذا هو المنهج القطري التي دأبت عليه”.

وأضاف: “هنيئاً لكم بإيران وإن شاء الله عما قريب سوف تندمون على ذلك”.

ومن جانبه أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش أن الدول الأربع المقاطعة لقطر ستواصل إجراءاتها ضد الدوحة حتى تغير سياستها، مشيراً إلى أن بلاده ترى الحل ليس في التصعيد وإنما في الحوار السياسي.

وقال قرقاش في كلمته خلال أعمال هذه الدورة : “هدفنا لا يقتصر على دولة قطر ولكن نحن ضد سياستها، وسوف نواصل إجراءاتنا ضدها حتى تغير سياستها”.

وأضاف قرقاش: “ومع ذلك، نرى أن الحل ليس في التصعيد، وإنما الحوار السياسي هو الطريق الوحيد لحل أزمة قطر”.

كما أكد على وقوف الامارات إلى جانب مصر قيادة وحكومة وشعباً في حربها على الإرهاب الغاشم، وأبدى استعداد بلاده لمساعدة كافة دول المنطقة على مكافحة الارهاب ومواجهة التحديات الإقليمية.

وأكد قرقاش على تصميم بلاده على مواصلة التصدي لسياسات دولة قطر والضغط من أجل استجابتها لمطالب دول المقاطعة، معتبراً أن الأزمات في المنطقة تستمد قوتها من أطراف لا تريد السلام.

اما الدكتور سامح شكري، وزير الخارجية المصري، فقد انفعل على مندوب دولة قطر في الجامعة العربية، بشأن ما ردده خلال الاجتماع، ووصف ما قاله مندوب قطر بـ«مهاترات وحديث غير ملائم وعبارات متدنية»، متهمًا الدوحة بـ«دعم الإرهاب».

وشدد شكري على أن مصر لها الحق في الحفاظ على مصالحها واتخاذ جميع الإجراءات التي يكفلها لها القانون الدولي، لافتًا إلى قيمة مصر التي يمتد عمرها إلى أكثر من 7 آلاف عام.

وقال إن مصر «تتصرف بمسؤولية», معتبرًا أن كلام مندوب قطر «خارج لا يجب أن يثار وغير مقبول».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى