قصة من التاريخ.. هكذا بكى جمال عبدالناصر في حب سورية

في مقال له بجريدة الاهرام تحت عنوان “حين بكى عبدالناصر” قال الكاتب المصري الكبير الدكتور عمرو عبد السميع: البعض ما زالوا لا يفهمون طبيعة العلاقة الوثيقة التي تربطنا بسورية وتدفعنا منذ بداية أزمتها أن نعلن بوضوح أننا مع وحدة الأراضي السورية، ومع احترام ارادة الشعب السوري في اختيار قائده.

وأريد اليوم أن أوضح هنا حقيقة ما يربطنا بسورية من خلال حادث تاريخي جدير بالتذكير به، وهو تقديم الدكتور سامي الدروبي أوراق اعتماده للزعيم جمال عبد الناصر سفيرا لسورية في الجمهورية العربية المتحدة في الأول من سبتمبر/ ايلول عام 1966 أي بعد وقوع جريمة الانفصال بين سورية ومصر.

حينها بكى السفير سامي الدروبي وهو يقول خلال تقديم اوراق اعتماده: إذا كان يسعدني ويشرفني أن أقف أمامكم مستشرفا معاني الرجولة والبطولة، فإنه ليحز في نفسي أن تكون وقفتي هذه كأجنبي، كأنني ما كنت في يوم مجيد من أيام الشموخ مواطنا في جمهورية أنت رئيسها، الى أن استطاع الاستعمار متحالفا مع الرجعية أن يفصم عرى الوحدة الرائدة في صباح كالح من صباح خريف حزين يقال له 28 أيلول، صباح هو في تاريخ أمتنا لطخة عار ستمحى، ولكن عزائي في هذه الوقفة التي تطعن قلبي يا سيادة الرئيس والتي كان يمكن أن تشعرني بالخزي حتى الموت أنك وأنت تطل على التاريخ ترى سيرته رؤية نبي وتصنعه صنع الأبطال”.

وختم الدكتور عبد السميع مقاله بالقول: “ومضى السفير سامي الدروبي في كلمته بصوت متهدج يبكي، وفي أثناء كلمته، بكى جمال عبد الناصر، ورئيس مجلس الوزراء علي صبري ووزير الخارجية محمود رياض، ونشرت الصحف الأجنبية صور تقديم أوراق الاعتماد في صدور صفحاتها الأولى مسجلة أول حادث في التاريخ يبكي رئيس جمهورية في أثناء تسلمه أوراق اعتماد سفير يبكي هو الآخر”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى