هاجَني الشَّوْقُ جَدارا

هاجَني الشَّوْقُ جَدارا

رَفْرَفَ القَلْبُ وطارا

فَرَحاً .. لا لستُ أَدْري

حَزَناً.. لا لستُ أَدْري

كُلُّ ما أَدْريهِ أَنَّ الوَجْدَ..

في قاموسِهِ الوَرْدِيِّ غارا

كُلُّ ما أَدْريهِ أَنَّ المَجْدَ..

في مَلَكوتِهِ العُلْوِيِّ سارا

دُرَّةُ الماضي جَدارا

أَزْهَرَتْ في السِّفْرِ، أَضْحَتْ أُمَّ قَيْسْ

أَوْ إِذا ما شِئْتَ – يا خِلِّي – مُكَيْسْ

تُوِّجَتْ أَيْقونَةً في كُلِّ نَفْسْ

عَلَّمَتْنا، أَيُّ دَرْس!

زَوَّدَتْنا، أَيُّ غَرْسْ!

أُمُّ قَيْسْ..

ذاتُ جاهةْ

غَرَّدَتْ في كُلِّ عُرْسْ

بالجمال إذا تَجَلَّى، بالجلال إِذا تَماهَى

بالجَليلِ، بهام باسِقِها تَضاهَى

 يا نسيمَ الرُّوحِ هَيَّا:بَلْسِمِ الأَحْزانَ، طَبِّبْ كُلَّ عاهَةْ

طَبَرِيَّا بُعْدَ آهَةْ

بُعْدَ تَنْهيدٍ عن الجولانِ

تَطْوي الحُلْمَ طَيَّا

قَصْدُها وِرْدُ النَّزاهَةْ

أَبْرَقَتْ واهاً وَواها

طائِرُ الفينيقِ هاها:

أُمُّ قَيْسْ

قابَ قَوْسَيْنِ وقَوْسْ

عن شَذا الحِمَّةِ.. عن إيقاعِ جَرْسْ

آهِ كم رِمْسٍ ورِمْسْ

أَضْرَمَتْ في الشِّعْرِ نارا

زُرْتُها عَصْراً جَدارا

صَفَّقَ الصَّمْتُ انْبِهارا

إِنَّهُ للذَّوْدِ ثارا..

أَيْنَ أَمْجادُ النَّصارَى؟

أَيْنَ أَجْراسُ الكَنيسةْ؟

أَيْنَ تَرْتيلُ المَحاريبِ..

وأَحْواضٌ تُغَنِّي في المَمَرَّاتِ الأَنيسَةْ؟

أَيْنَ ديموسُ المعَنَّى وهو يَرْوي:

كيف سِرًّا، كيف جَهْراً، يأْسِرَ الحادي جَليسَةْ؟

أَيْنَ غَنَّى مانِيوسُ عن ارْتِعاشاتِ الحَيارَى؟

أَيْنَ مِلْياغْروسُ يُنْشِدُنا بأَلْحانِ العَذارَى؟

يا لَشِعْري.. أُمُّ قَيْسْ

نَبْضُ أَمْجادٍ وأُنْسْ

عن رُبَى اليَرْموكِ جادَتْ بالمَواويلِ الحَبيسَةْ

رَغْمَ أَنْفِ الغَدْرِ والظُّلَمِ الخَسيسَةْ

غُرَّةُ الماضي جَدارا

سَيِّدُ الإِفْرَنْجِ حارا

تاهَ لا يَحْميهِ تُرْسْ

لا.. ولا يُجْديهِ قَوْسْ

قائِدُ الإِفْرَنْجِ غارا

غَمَّهُ هَوْلٌ ونَحْسْ

هَمَّهُ ذُلٌّ وبُؤْسْ

سَيِّدُ الإِفْرَنْجِ خارا

لَفَّهُ بالخِزْيِ تَعْسْ

لَوَّحَتْ نَصْراً جَدارا

زَغْرَدَتْ لَيْلاهُ قَيْسْ

حَوَّلَتْ ليلَ المُحِبِّينَ نَهارا

بانْبِلاجِ المَجْدِ في اليَرْموكِ..

إِكْليلاً وغارا

ذاتَ فُجْأَةْ

ذاتَ هَدْأَةْ

هَزَّها الزِّلْزالُ لم يُبقي بَقِيَّةْ

من شَظايا بارِقاتِ المَسْرَحِيَّةْ

من مَقاصيرَ اسْتَكانَتْ بين أَضْلاعِ المَقاعِدْ

سَوْأَةٌ تَجْتاحُ سَوْأَةْ

يا لَتَعْسِ المَسْرَحِ الحُرِّ المُجاهِدْ

صارَ إِثْراً.. دونَ جُمْهورٍ يُشاهِدْ

 للتَّوابيتِ انْتِظارٌ للمَحاريبِ الغَنِيَّةْ..

بالتَّماثيلِ الأَبِيَّةْ

مَتْحَفٌ في الرُّكْنِ يُنْبي عن حَضاراتٍ سَنِيَّةْ

عَمَّدَتْ يَوْماً جَدارا في بحارِ السَّرْمَدِيَّةْ

بَخَّرَتْها بالطُّيوبِ العَسْجَدِيَّةْ

جَلَّلَتْها بانْتِصاراتٍ جَلِيَّةْ

أَشْرَقَتْ فينا جَدارا

هَلَّلَ الشَّوْقُ.. اسْتَخارا

جادنا غَيْثُ المَعالي

أَنْبَتَ الإيمانُ أَشْجانَ الأَسارى

هَلِّلويا.. هَلِّلويا

آنِساتي.. سَيِّداتي.. سادتي

هَلِّلوا للهِ: هَيَّا

شيمَةُ البَيْدَرِ أن يأوي البِذارا

أن يُعَدَّ الزَّرْعُ..أَن يَنْمو ثِمارا

يا لَعَمْري

يا لَشِعْري

في جَدارا..

رَفْرَفَ القَلْبُ وطارا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى