استقبال حافل لباخرة القمح الأمريكية

 

سقطه ضمن سقطات كثيرة لهذه الحكومة كان المفترض أن تؤدي إلى استقالتها ومحاسبة الوزير المعني ،  ذلك لان ما حدث يعتبر أغرب من الخيال.. الدولة الأردنية كلها في العقبة ، تنظيف الرصيف حتى أصبح وكأنه واجهة لفندق خمسة نجوم وليس رصيف عمل مخصصاً لتفريغ بواخر القمح.

وبعد تعب طويل للعمال فرشت على الرصيف سجادة حمراء حتى خيل للمشاهد أن هناك رئيس دولة كبرى قادم إلى الأردن عبر البحر ، وفجأة توقف عدد من السيارات الفارهة ذات اللون الأسود  حيث خرج وزير التخطيط عماد الفاخوري بينما الموسيقى تعزف بعض أغاني التراث من العقبة كمدينة سياحية.. قام معاليه باستعراض المستقبلين وسلم عليهم واحداً تلو الآخر  .

الفاخوري جاء هنا لاستقبال شحنة معونة من القمح الأمريكي, وهذا الاستقبال الذي حير كل من شاهده اتضح أنه مخصص اصلا لمندوب السفارة الأمريكية  الذي حضر أيضا شحنة تسليم القمح.

السؤال الآن : فهل أصبحنا شعباً من الشحادين حتى يجري كل هذا الاحتفال بباخرة قمح ولموظف من السفارة الامريكية ؟  ولماذا لم نسمع أحدا من مجلس النواب يطرح هذه القضية  التي تعتبر اهانة لشعبنا.

ما حدث في العقبة شكل صدمة لكل مواطن لديه كرامة واباء, فحتى في أكثر الدول مجاعة في العالم لم يحدث مثل هذا الاجراء.. فهل السيد فاخوري قادم إلينا من عالم آخر؟  وهل أصبح مندوب السفارة الامريكية يشكل دولة داخل الدولة ؟

لو كان لدينا مجلس نواب فاعل لأقام الدنيا وما اقعدها على هذه الواقعة, ولكن منذ معاهدة وادي عربة أصبحنا نخجل حتى من مواطنتنا, فليست ببعيدة  قضية الرابية الشهيرة  داخل السفارة الصهيونية , وإخراج قاتل مواطنين أردنيين بلا أي محاسبة منا.

نقول اخيراً.. ان الاستقبال الحافل في العقبة لوزير التخطيط ومندوب السفارة الأمريكية وباخرة القمح, امر جاوز حدود المعقول والمقبول, ولعل هذا التخطيط هو الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه من مديونية.. فإلى متى يبقى وطننا رهين سياسات المحافظين الجدد ؟

ولا عزاء للصامتين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى