هكذا امكن انتاج البسة أنيقة وعصرية وواقية من الرصاص

لم تكن صناعة ملابس مضادة للرصاص تقنية جديدة في عالم الألبسة والأمن أو حتى الموضة؛ إذ امتلكت السترات الواقية من الرصاص أشكالاً مختلفة، واستطاع مصمموها دمج الملابس العصرية مع ملابس واقية من الرصاص، لتظهر بحلة تواكب المرحلة الحالية.

وأحدث المصمم الكولومبي، ميغيل كاباليرو، صيحات عالية في عالم الملابس الواقية من الرصاص من تصميم شركة “أرماني المدرعة”، وأقام كاباليرو عدداً من المعارض المميزة في عالم “الموضة والعنف”، خلال السنوات الماضية، بتقديم ملابس غريبة وواقية من الرصاص، لا سيما في المكسيك، التي تعد أكثر المناطق استهلاكاً لمنتجاته، بالإضافة إلى منطقة الشرق الأوسط، بحكم تصاعد نسبة الجرائم والصراعات.

ويمتلك “كاباليرو” شركة “أرماني المدرعة”، والمتخصصة في صناعة ملابس الرجال والنساء المقاومة للرصاص منذ أكثر من 25 عاماً، وتجمع تصميماته بين الأناقة العصرية والموضة مع الحماية الشديدة ضد الرصاص، وأحياناً يصعب تفريقها عن الملابس العادية، وفقاً لموقع “نيوز فيز” الإخباري.

ولا تتعامل شركة “أرماني المدرعة” إلا مع أصحاب النفوذ ورؤساء العالم، وكذلك المشاهير، ويختار “كاباليرو” دولاً تحتوي على نسبة عالية من العمليات الإجرامية لتصريف بضاعته، وآخرها المكسيك؛ لأنها أولى دول العالم في نسبة الجريمة. ويعتزم تقديم خط كامل من الأزياء لأبناء السياسيين؛ ليرتدوا سُترات واقية من الرصاص فوق ملابسهم المدرسية.

وتتميز صناعة الملابس الواقية من الرصاص بأنها عملية سهلة، حالها حال صناعة الملابس العادية، لكنها تمر بمراحل عديدة؛ تبدأ بإنتاج خيوط تُصنع من مزيج كيميائي خاص، تكون خفيفة ومتينة، ومن أشهر أنواعها (كيفلر).

وبعد إنتاج الخيوط، يتم تجميعها في بكرات وغزلها ضمن نسيج متماسك يكون الأساس في صناعة ملابس واقية من الرصاص، وبعد ذلك يتم نسجها في ألواح طويلة تشكل المواد المضادة للرصاص.

تلي عملية إنتاج الخيوط المرحلة الثانية، وتتضمن استخدام أجهزة ومعدات خاصة لقص وقطع الألواح الطويلة المضادة للرصاص؛ لاستخدامها في ملابس واقية، وعادة ما تحوي تلك الملابس مواد مضادة للرصاص من الأمام والخلف بقياسات مختلفة لكل منها، وتتم خياطة المقدمة والخلفية معاً بالشكل المراد لقطعة الملابس.

وتتم تغطية الأساس المضاد للرصاص بغشاء أو غلاف حامٍ من البلل أو الصدأ، وهو يزيد من كفاءة قطعة ملابس واقية من الرصاص وقدرتها على التحمل، ثم المرحلة الأخيرة، التي توضع فيها السترة المضادة للرصاص ضمن القماش الحامل لها، الذي يصمَّم بشكل يجعلها في مكانها المناسب لحماية الجسم، بحسب موقع “آلفيكسو” الاقتصادي.

ويمتلك ميغيل كاباليرو، ثلاثة متاجر للتجزئة تختص ببيع ملابس مضادة للرصاص، وقد مضى عليه 25 عاماً في هذه المهنة، حيث تمزج بضاعته ما بين الموضة والأناقة مع ملابس واقية من الرصاص، وتتميز بكونها غير مثيرة للملاحظة بحيث لا يعلم الشخص أن من أمامه يرتدي ملابس مضادة للرصاص.

وتضم قائمة زبائن شركة كاباليرو، التي تحمل اسم مؤسسها نفسه، العديد من الشخصيات المشهورة، مثل رائد الأعمال مايكل بلومبيرغ، ونجم السينما الأمريكي ستيفن سيغال، وفرناندو ملك إسبانيا.

وتشير وسائل إعلام أمريكية إلى أن كاباليرو زوّد الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، بملابس مضادة للرصاص في مراسم أداء القَسم عام 2009، في حين لم يعتمد الرئيس دونالد ترامب على الشركة نفسها، بحكم خلافه مع المكسيك، في وقت يستعمل فيه رؤساء دول، مثل كينيا ونيجيريا والباراغواي وغيرها، منتجاته.

وبحسب قناة “الجزيرة”، فإن مؤسس الشركة التي تقع في العاصمة الكولومبية، بوغوتا، أكد أن منتجاته تخضع للعديد من الاختبارات وأنها على مستوى عالٍ من الجودة، حيث تستطيع مجموعة الملابس الواقية من الرصاص الخاصة به تلقي 12 رصاصة من عيار 9 ملم؛ 6 من الأمام و6 من الخلف، كما أن السترات الأكثر سماكة في منتجاته تستطيع أن تتحمل رصاصاً أقوى مثل رشاش MP5.

القطعة الأكثر شعبية بين زبائن كاباليرو هي السترات من دون أكمام “تانك توب – Tank Top”؛ إذ تُباع القطعة الواحدة منها بمبلغ 1500 دولار، كما تصل أسعار القطع المخصصة للشخصيات الهامة (في آي بي – VIP) إلى 4 آلاف دولار.

وكاباليرو ليس الوحيد الذي يقدم منتجاته الخاصة التي تمزج بين ملابس واقية من الرصاص والموضة؛ فهناك العديد من الشركات التي تقدم تصاميمها العصرية الخاصة في مجال الملابس المضادة للرصاص.

أحد أبرز الأمثلة هي شركة “جاريسون بيسبوك – Garrison Bespoke”، التي صممت بدلات رسمية مضادة للرصاص، وتتميز هذه البلدة بأنها تمكن الشخصيات الهامة من ارتداء ملابس أنيقة ومهنية وآمنة ضد الرصاص في آن واحد، وتستخدم هذه الشركة المواد نفسها المستخدمة في بدلات الجيش الأمريكي.

فضلاً عن الملابس، فإن شركة “بوليتساف – Bulletsafe” قدمت ابتكاراً خاصاً في هذا المجال بإنتاج قبعة بيسبول مضادةللرصاص؛ إذ تتميز القبعة بأنها خفيفة الوزن ومريحة للرأس، ولا يتجاوز وزنها 8 أونصات.

وقبعة “بوليتساف – Bulletsafe” تستطيع تحمُّل عدة عيارات من الرصاص من مختلف الأسلحة، والهدف الرئيس منها -بحسب الشركة- هو السماح للشرطة في الملاعب أو التجمعات الكبيرة بأن يكونوا آمنين دون إثارة مشاعر سلبية بارتداء خوذ أو ملابس واقية من الرصاص تكون واضحة للعيان.

ويبدو أن سوق الملابس المضادة للرصاص لها زبائن خاصون جداً، كما هو الحال في قائمة زبائن شركة كاباليرو، فهم غالباً رجال أعمال كبار أو شخصيات سياسية وأمنية مرموقة أو مشاهير رياضيون أو ممثلون؛ إذ من النادر أن تجد شخصاً عادياً يدفع مبلغاً كبيراً لشراء ملابس واقية من الرصاص.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى