المغرد “مجتهد” هل هو سعد الفقيه، المعارض السعودي الموالي لقطر ؟

مجدداً عادت صحيفة “عكاظ” السعودية امس الى اتهام المعارض السعودي سعد الفقيه بانه المغرد الشهير “مجتهد”  , وتلقيه الدعم المالي والاعلامي من قطر.

“عكاظ” وفي مقال للكاتب محمد الساعد بعنوان “لماذا لا يعترف سعد الفقيه أنه مجتهد؟” اتهمت الفقيه بأنه إخواني سروري يتلقى الدعم من المخابرات القطرية والليبية، كما زعمت أنه صاحب حساب مجتهد الذي تحول لمنصة تؤجر لوكالات المخابرات حول العالم للنيل من الدولة السعودية ورموزها، مشيرة إلى أن الفقيه خشي من الملاحقة القانونية لتغريداته “الموغلة في الفحش والتحريض” في بلده بريطانيا، فآثر الكتابة تحت معرف “مجتهد”.

ورغم أن الفقيه نفى في أكثر من مناسبة صلته بحساب “مجتهد”، فالسلطات السعودية لم تجد “تهمًا” جديدة توجهها له، حيث نشر المستشار بالديوان الملكي سعود القحطاني تغريدة على حسابه بـ”تويتر” يدعي فيها أن سعد الفقيه هو مجتهد، فمن سعد الفقيه الذي “دوخ” السلطات السعودية؟

من سعد الفقيه؟

سعد بن راشد بن محمد الفقيه العنقري التميمي، هو معارض سعودي بارز، يقطن بالعاصمة البريطانية لندن بعد أن هرب من المملكة العربية السعودية في العام 1994 مع زوجته وأبنائه الأربعة هربًا من بطش نظام الملك فهد بن عبد العزيز الذي لم يتقبل دعوته للإصلاح.

يعد الفقيه أحد أبرز النشطاء الإسلاميين الإصلاحيين الموقعين على بيان المطالب في أبريل 1991 ومذكرة النصيحة في يوليو 1992 وهما خطابان قدما للملك فهد بن عبد العزيز للمطالبة بالإصلاح السياسي ومحاربة الفساد ثم شارك عام 1993 في تأسيس لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية.

بعد تأسيس اللجنة اعتُقِل الفقيه لأربعة أسابيع في إطار سلسلة اعتقالات شملت بعض مؤسسي اللجنة وداعميها وتعذيب بعضهم وفصلهم جميعًا من وظائفهم بأمر ملكي وإغلاق مكاتب محاماة بعضهم وفرض الإقامة الجبرية عليهم والتشهير بهم إعلاميًا ومنعهم من السفر.

في عام 1994 غادر الفقيه السعودية مع زوجته وأبنائه الأربعة متجهًا إلى لندن بدعوى وجود دعوة وجهت له لحضور مؤتمر طبي بسويسرا حتى يقنع وزارة الداخلية بالسماح له بالسفر بعد منعه من السفر والتنكيل به في الداخل، فسافر إلى سويسرا ومنها إلى بريطانيا ليعلن في أبريل 1994 رفقة الدكتور محمد المسعري معاودة نشاطات لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية ولكن هذه المرة من لندن.

مشايخ النظام يحذرون منه

وصف مفتي السعودية السابق عبد العزيز بن باز المعارضة الإسلامية الإصلاحية السعودية في لندن ممثلة بسعد الفقيه بأنها “من ناشري الدعوات الفاسدة الضالة” ودعا إلى “الحذر من نشراتهم والقضاء عليها وإتلافها وعدم التعاون معهم في أي شيء يدعو إلى الفساد والشر والباطل والفتن”، كما انتقد عضو هيئة كبار العلماء الشيخ صالح اللحيدان الدكتور سعد الفقيه بسبب إقامته في “بلد الكفر”، متسائلاً إن كان الفقيه قد بقي على الإسلام أم لا، في حين أفتى عضو هيئة كبار العلماء الشيخ صالح الفوزان بأن من يشاهد قناة الإصلاح التابعة للدكتور الفقيه آثم.

رد الفقيه لم يتأخر كثيرًا، حيث تحدى اللحيدان أو أي أحد من معارضيه بمناظرته شرعيًا أو سياسيًا أو بأي منهجية كما جزم بعجز اللحيدان على مناظرته لأن ولي أمره لن يسمح له بذلك.

قائمة الإرهاب الأمريكية

اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية سعد الفقيه بالاشتراك بمكتب مع المهندس خالد الفواز، أحد معاوني زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، إضافة إلى اقتناء الهاتف الفضائي الذي استعمله ابن لادن لتنسيق هجوم استهدف سفاراتها في كينيا وتنزانيا عام 1998، وقالت أكثر من مرة إن موقعه على الإنترنت يتم استغلاله لحشد الدعم الإيديولوجي والمادي لتنظيم القاعدة.

وبناء عليه جمدت الولايات المتحدة أمواله، وقد صنفته وزارة الخزانة الأمريكية على أنه إرهابي عالمي، كما تبعتها بريطانيا في ديسمبر 2005 بتجميد أرصدة الحركة الإسلامية للإصلاح، وقدمت مع الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية طلبًا لمجلس الأمن بإضافة الحركة الإسلامية للإصلاح إلى قائمته الخاصة بأسماء الأفراد والمنظمات التي يشتبه في صلتها بحركة طالبان أو تنظيم القاعدة، ليقوم مجلس الأمن في 19 من يوليو 2005 بالطلب من حكومات العالم تجميد الأرصدة المالية للحركة.

رغم قلة ظهوره الإعلامي، فإن الدكتور سعد الفقيه يعتبر “نجمًا” على شبكات التواصل الاجتماعي، فهو دائم الحضور بالتغريد على حسابه الرسمي بـ”تويتر” كما ينشر دوريًا مقاطع فيديو طولية وقصيرة للتعليق على الأحداث التي تمر بها المنطقة وفي مقدمتها الشأن السعودي.

نفى الدكتور سعد الفقيه أن يكون للحركة الإسلامية للإصلاح أي حسابات أو أموال داخل الولايات المتحدة، وأكد أن القرار لن يؤثر على نشاط الحركة حيث إنها لا تملك سوى بضع مئات من الجنيهات في البنوك، كما نفى صلته بتنظيم القاعدة والإرهاب، وقال إن الحركة تتبع الوسائل السلمية سبيلاً للتغيير الإصلاحي ليتمكن في 2012 من إزالة العقوبات المفروضة عليها بعد إثبات براءته من التهم التي وجهت له.

محاولة اختطاف فاشلة

في لقاء إعلامي بقناة الحوار اللندنية قبل سنوات، تحدث الدكتور الفقيه عن نجاته من محاولة فاشلة لاختطافه من بيته بلندن، متهمًا السلطات السعودية وعلى رأسها الأمير عبد العزيز بن فهد آل سعود بالوقوف وراء هذه الحادثة الغامضة.

رغم قلة ظهوره الإعلامي، فالدكتور سعد الفقيه يعتبر “نجمًا” على شبكات التواصل الاجتماعي، فهو دائم الحضور بالتغريد على حسابه الرسمي بـ”تويتر” كما ينشر دوريًا مقاطع فيديو طولية وقصيرة للتعليق على الأحداث التي تمر بها المنطقة وفي مقدمتها الشأن السعودي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى