قطر ترتمي في احضان ايران نكاية بدول المقاطعة الخليجية

ذكرت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية، أن ازدياد ضغط دول المقاطعة الخليجية على قطر سوف يجبرها على الارتماء في احضان ايران.

وقالت الصحيفة: لقد كان متوقعا، إن استمرار ضغوط السعودية ومصر والإمارات والبحرين على قطر سوف يجبرها على الارتماء في احضان ايران. فقبل أيام قررت قطر استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إيران، حيث يُنتظر عودة سفيرها إلى طهران خلال هذه الأيام. وبالطبع كان رد فعل “الرباعية” معروفا أيضا، فقد أعربت عن سخطها لمبادرة الدوحة.

ويذكر أن قطر كانت قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران في شهر كانون الثاني 2016 بعد الهجومين اللذين تعرضت لهما سفارة المملكة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد. وجاء هذان الهجومان كرد فعل لإعدام المملكة الداعية الشيعي نمر النمري و47 آخرين. حينها وقفت الدوحة إلى جانب الرياض، واليوم تعمل تشفيا بها.

ومن حيث المبدأ، يعدُّ استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدان وخاصة بين قطر وإيران، اللتين تتعاونان في استخراج الغاز من أحد أكبر الحقول في العالم، مسألة اعتيادية. وكانت المسألة غير الاعتيادية هي انعدام هذه العلاقات بين الجارتين. وعادة ما يكون استدعاء أي بلد سفيره لدى البلد الآخر آخر خطوة قبيل إعلان الحرب. أما في حالة قطر وإيران، فإن تطبيع العلاقات بينهما لن يخفف التوتر في المنطقة، بل على العكس قد يؤدي إلى تصاعد النزاع في الخليج. فقد رأت دول “الرباعية” العربية في قرار قطر ليس فقط صفعة لها، بل “خطوة في الاتجاه الخاطئ” ووقاحة. لأن من ضمن الشروط، التي طرحتها “الرباعية” لتطبيع العلاقات مع قطر، هو قطع إي علاقة ممكنة مع إيران.

ويبدو أن قرار الدوحة لم يرض واشنطن أيضا، لأنه عمليا يقوض جهود الولايات المتحدة الرامية إلى تشكيل حلف مضاد لإيران. ووجد البيت الأبيض نفسه في موقف محرج، حيث إن زيادة الضغط على قطر قد يؤدي إلى تدهور العلاقات معها، وبالتالي قد يؤثر في مستقبل قاعدة العديد، التي يعدُّها البنتاغون الأهم من بين 35 قاعدة عسكرية موجودة في الشرق الأوسط. ومن جانب آخر، فإن الاستمرار في السكوت عن سلوك قطر سيؤدي إلى انتقاص جدي من هيبة واشنطن.

أما إيران فقد استقبلت قرار قطر بسرور متحفظ، لأنهم يدركون أن تطبيع العلاقات مع قطر سيؤدي إلى تعميق الانقسام بين بلدان مجلس التعاون الخليجي الذي ترأسه المملكة السعودية، ويؤجل إلى أجل غير مسمى خطط واشنطن لتشكيل حلف سياسي–عسكري مناهض لإيران. ولكن الإيرانيين يدركون في الوقت نفسه أن تصعيد النزاع قد يتخذ طابع التفاعل المتسلسل، حيث ستقابل أي خطوة من أحد أطراف النزاع بخطوة مماثلة من الطرف الآخر، وهذا ما سيؤدي إلى عواقبه وخيمة. وغير معروفة نتائجه بالنسبة إلى إيران.

وفي هذه الظروف، عندما وصلت الأزمة إلى طريق مسدود لا مجال للخروج منه، يصبح من الأفضل عدم تأجيج النزاع، لكيلا يصل إلى درجة الانفجار، بل بالعكس من ذلك يجب السعي من أجل تهدئة الوضع أو حتى تجميده بعض الوقت. ومن أجل ذلك يجب ضبط النفس، الذي لا وجود له لدى الطرفين منذ بداية الأزمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى