رغم اختلاف الاسباب.. قطر وفرنسا تشتركان في جريمة اغتيال القذافي
نقلت وكالة الأنباء الليبية عن اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، استياءها مما وصفته بصمت المحكمة الجنائية الدولية “حيال جريمة قتل القذافي ونجله المعتصم بعد أسرهما أحياء عام 2011″.
ونقلت الوكالة عن بيان لهذه اللجنة قوله إن:”جريمة مقتل القذافي ونجله المعتصم بالله بعد أسرهما أحياء والتنكيل بجثمانيهما بصورة وحشية ودفنهما في مكان مجهول جريمة حرب مكتملة الأركان وانتهاك للقانون الدولي الإنساني”.
وطالبت اللجنة في بيانها المحكمة الجنائية الدولية فتح “تحقيق شامل في مقتل القذافي ونجله المعتصم بالله، باعتبار المحكمة الجنائية الدولية مسؤولة بشكل مباشر عن إصدار مذكرة التوقيف والملاحقة للقذافي، وتحديد الأطراف المحلية والإقليمية والدولية المتورطة والمسؤولة عن جريمة قتله وفي مقدمتها حكومتا قطر وفرنسا”.
وطالبت المنظمة الحقوقية الليبية أيضا “الأمانة العامة للأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية بتشكيل لجنة تحقيق دولية خاصة بجريمة قتل القذافي ونجله، باعتبار هناك معلومات وتقارير مؤكدة حول دور دولتي قطر وفرنسا في تصفية القذافي، حتى يصمت نهائياً ولا يعترف بعدة أمور وأسرار تتعلق بقضايا دولية ذات حساسية معينة، في حال تقديمه للمحاكمة”.
واتهم البيان أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني بأنه كان وراء مقتل القذافي، لافتا إلى وجود “معلومات تشير إلى تورط دولة قطر من خلال حمد بن خليفة آل ثاني في مقتل القذافي، بعدما أمر شخصيا قائد قواته الخاصة بالإجهاز عليه نتيجة لمعلومات خطيرة كانت بحوزة القذافي عن حكام دولة قطر ودورهم التخريبي ودعمهم لتنظيمات إرهابية ومتطرفة في النيجر وتشاد وأفغانستان والصومال ومحاولاتهم إثارة الفوضى ودعم قوى المعارضة بالمملكة العربية السعودية والبحرين وسوريا واليمن”.
وذكرت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان أيضا أن “القذافي قتل من قبل وكيل المخابرات الفرنسية، بناء على أوامر مباشرة من الرئيس السابق الفرنسي نيكولا ساركوزي، وذلك من أجل إخفاء معلومات وأسرار بحوزة القذافي من بينها الدعم المالي للرئيس الفرنسي السابق ساركوزي في الانتخابات الرئاسية وكذلك الصراع الاستثماري والاقتصادي في إفريقيا”.
وكانت رسائل هيلاري كلينتون الإلكترونية التي نشرتها وزارة الخارجية الأمريكية في نهاية العام الماضي قد اتاحت الكشف المزيد من الأسرار والاسباب المتعقلة بسعي حلف شمال الأطلسي إلى الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي.
وبيّنت مجلة “فورين بوليسي” أن تلك الرسالة كشفت أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي قاد حملة الاعتداء على ليبيا وضع نصب عينيه خمسة أهداف محددة: الاستيلاء على النفط الليبي وتأمين بقاء النفوذ الفرنسي في المنطقة وتوطيد سمعة ساركوزي داخل البلاد، وتأكيد القوة العسكرية الفرنسية ومنع نمو نفوذ القذافي في البلدان الافريقية الناطقة بالفرنسية.
وتناولت الرسالة بالتحليل الخطر الهائل الذي شكله احتياطي القذافي من الذهب والفضة (143 طنا من الذهب ونفس الكمية تقريبا من الفضة) على العملة الفرنسية، مشيرة إلى أن هذا الذهب خصص لإنشاء عملة افريقية تعتمد على الدينار الذهبي الليبي.
وكان يفترض أن تكون العملة المزمع إنشاؤها بديلا عن الفرنك الفرنسي في جميع البلدان الأفريقية الناطقة بالفرنسية كما جاء في الرسالة.
وقالت جريدة “بوليتيتشيسكويه أوبوزرينييه” إنه بعد كشف المخابرات الفرنسية خطط القذافي لإنشاء الدينار الذهبي الليبي، تقرر إطلاق الحملة ضده