رحيل المفكر والمناضل اليساري المصري رفعت السعيد
شيع العشرات من السياسيين وقيادات وأعضاء حزب التجمع من مسجد الحمد في القاهرة امس الجمعة، جثمان الدكتور رفعت السعيد، رئيس المجلس الاستشارى لحزب التجمع، الذى توفى أمس الاول عن عمر يناهز 84 عاما.
وقد شارك فى تشييع الجثمان الدكتور سيد عبد العال، رئيس حزب التجمع، ومصطفى بكرى، عضو مجلس النواب، وحسين عبد الرازق، القيادى بالحزب، وأحمد بهاء الدين شعبان، والكاتبة أمينة شفيق، وآخرون من السياسيين وقيادات وأعضاء الحزب.
وقال الدكتور سيد عبد العال، رئيس حزب التجمع، :”إننا فقدنا واحدا من أبرز القادة السياسيين فى مصر، والذى كان معروفا بدوره الوطنى، وظل خادما لهذا البلد”.
وأضاف فى تصريحات له قبيل تشييع الجنازة، إن تاريخ رفعت السعيد وكتاباته توكد دوره الوطنى الذى كان دائما عليه، لافتا أن الحزب ليس فقط من افتقده بل مصر كلها.
وقد بعث نايف حواتمة, امين عام الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين برقية التعزية بالفقيد رفعت السعيد قال فيها : “بألم شديد تلقيت نبأ رحيل أخي وصديقي ورفيقي في النضال الدكتور رفعت السعيد، وأحسست بمرارة الفراق، وأدركت حجم الفراغ الذي ستخلفه قامة سامقة، كقامة راحلنا، وهو الذي أجاد النضال في العمل الحزبي الداخلي، وفي ميدان السياسة، والفكر والثقافة، والصحافة، والاعلام، فكان علماً من أعلام مصر، والحركة الثورية العربية والعالمية.
لقد أسهم الراحل الكبير اسهاماً مميزاً في دعم القضية الوطنية الفلسطينية، ونذر نفسه لدعم عدالتها، ومكافحة الظلم الذي لحق بشعبنا على يد الحركة الصهيونية والاستعمار البريطاني والامبريالية العالمية.
إن المنارة الوهاجة التي اضاءها الفكر الثري للراحل الكبير، سوف تبقى تضيء عالمنا وسيبقى فكره وأدبه وتراثه نبراساً يقود شعوبنا نحو الطريق السليم.
وإن المكانة التي احتلها الراحل الكبير سوف يحفظها التاريخ، على صفحاته المضيئة”.
وكان حزب التجمع الوطني، قد نعى للشعب المصري والأمة العربية فقيده الراحل الدكتور رفعت السعيد الذي وافته المنية أمس بعد تاريخ حافل احتل خلاله مكانة سامية فى ذاكرة اليسار والحركة الوطنية المصرية.
وقال الحزب في بيان اصدره امس الاول: “قبل أن يكون احد أهم رموز اليسار المصري ومؤسسي حزب التجمع الوطني، كان الدكتور رفعت وطنياً مصرياً مخلصاً خاض منذ صباه كل معارك شعبنا المصري ضد الاستبداد والتخلف والفساد والظلم الاجتماعي؛ وعندما عصفت الأهوال بمصر وشعبها لم يفقد بوصلته الثورية مبشراً بحتمية انتصار الشعب ضد سلطة الإرهاب والتمييز بين المصريين باسم الدين”.
وتابع البيان: “ونحن ننعي الدكتور رفعت الذى عاش فى السجون والمعتقلات من أجل الحرية والعدالة، ولم يضعف أو يستنكر، نقول لروحه نحن زملاؤك وتلاميذك وأصدقاؤك سنفتقدك مكافحاً صبوراً جريئاً شجاعاً متفائلاً، وكما وحدتنا وأنت بيننا فإن وحدتنا الحزبية ستبقى قوى وأصلب من أجل مصر وطناً لكل المصريين بدون تمييز ديني أو طائفي”.
وأضاف: “سنبقى مخلصين لأفكارك ضد الإرهاب الأسود وأعداء الحرية والحياة وسنواصل موحدين الفكر والهدف ضد الظلاميين مدافعين عن الكرامة الانسانية، محطمين الاستغلال والكراهية ونكون دعاة الاستنارة والمساوة وسيبقى حزبك وتلاميذك على العهد معك، لا انحناء ولا تراجع ولا هدوء بال إلا بتحقيق ما تعاهدنا عليه.”
جدير بالذكر ان رفعت السعيد سياسي يساري بارز، ترأس حزب التجمع خلفًا للدكتور خالد محيي الدين، واعتقل عدة مرات بسبب مواقفه المعارضة لنظام الرئيس الراحل محمد أنور السادات، كما اتخذ موقفًا رافضًا لجماعة الإخوان.
وحصل السعيد، على شهادة الدكتوراه في تاريخ الحركة الشيوعية من ألمانيا، وصدرت له العديد من المؤلفات أبرزها: “تاريخ الحركة الاشتراكية في مصر 1900-1925″، وكتاب “حسن البنا متى كيف لماذا؟”.
وقد نعت رئاسة الجمهورية المصري، السعيد، وقالت في بيان لها: “فقدت مصر رمزاً من رموز العمل السياسي الوطني الذي أثرى الساحة السياسية المصرية بفكره ومواقفه. كما مثل الدكتور رفعت السعيد حركة اليسار السياسي المصري باقتدار، وكانت له اسهامات ممتدة على مدار تاريخه السياسي، والذي تكلل برئاسة حزب التجمع”.
ومن المعروف ان الدكتور السعيد، يعتبر من أشد المعارضين لجماعة الإخوان المسلمين وله العديد من المؤلفات النقدية لحركات الإسلام السياسي، مثل “حسن البنا: متى؟.. كيف؟.. لماذا؟” و”ضد التأسلم”. وتضمنت معتقدات السعيد، أن جماعة الإخوان كانت سببًا في خروج اليسار المصري من العملية السياسية، نتيجة لما يعتبره قيامها من خلط الدين بالسياسية.