عباس لا يحبذ التفاوض مع نتنياهو ما دام خاضعاً للتحقيق بتهم الفساد

صرح مصدر مسؤول فلسطيني، بأن سلطة محمود عباس لا تفضل حالياً الخوض في مفاوضات حقيقية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو، لكونه يخضع للتحقيقات بتهم تتعلق بالفساد.

ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية عن ذات المسؤول، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن نتنياهو “لطالما يتعرض لملاحقة قضائية، ويبدو أن مصيره ليس بيده، ولذلك فثمة مغامرة في الدخول في مفاوضات جادة ومرهقة وتفصيلية معه”.

وتابع المسؤول الفلسطيني مبرراً سبب هذه الخطوة: “لا نريد أن يتكرر سيناريو رئيس الوزراء لإسرائيلي السابق إيهود أولمرت. فقد كنا وقتها على وشك اتفاق، لكنه استقال بسبب قضايا فساد”.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد كشف قبل أعوام قليلة أنه كان على وشك اتفاق نهائي مع أولمرت لو لم يضطر إلى ترك الحكومة، وتحدث عن اتفاق يشمل تسلمه الضفة الغربية، وإجراء تبادل أراضٍ، ونشر قوات للحلف الأطلسي على عمق 10 كيلومترات داخل الأراضي الفلسطينية.وطالما طرح الفلسطينيون العودة إلى طاولة المفاوضات من حيث انتهت مع أولمرت، لكن حكومة بنيامين نتنياهو رفضت. ومع زيادة الضغط الأميركي على الطرفين من أجل العودة إلى المفاوضات يخشى الفلسطينيون أن يتبخر جهدهم وجهد الأميركيين.

وتساءل المسؤول في هذا السياق: “إذا تعذر الوصول إلى اتفاق مع نتنياهو في الوضع الطبيعي، فكيف يمكن تحقيق ذلك الآن… والسؤال هو إلى أي حد يمكن أن يذهب نتنياهو نحو اتفاق تاريخي، وهو تحت الملاحقة القضائية”.

ويواجه نتنياهو تعقيدات كبيرة بعدما وافق مدير طاقمه السابق آري هارو أن يصبح “شاهد ملك” في قضيتي شبهات بفساد ورشى وخيانة أمانة.

وحسب مراقبين، فإن شهادة هارو ستساعد في تقديم نتنياهو إلى المحكمة في ملفي فساد على الأقل: الملف رقم “2000” والملف رقم “1000”، وتخص القضية 2000 صفقة المقايضة بين نتنياهو وناشر صحيفة “يديعوت احرونوت”، أما القضية 1000 فيشتبه فيها بأن نتنياهو وزوجته حصلا على هدايا غير شرعية من رجال أعمال.

لكن الزوجين نفيا ارتكابهما أي مخالفة.ويعتقد أن هارو يمكن أن يدلي بشهادة أيضاً فيما يسمى “ملف الغواصات”، المعروفة أيضاً باسم “ملف 3000″، التي تبحث في صفقة يفترض أنها فاسدة لشراء غواصات من ألمانيا، ويمكن أن تؤدي إلى لوائح اتهام ضد مسؤولين رفيعين.

وبسبب هذا الوضع المليء بالشكوك وعلامات الاستفهام يفضل الفلسطينيون التروي حتى تنتهي التحقيقات.وجاءت التحفظات الفلسطينية على إطلاق مفاوضات مع نتنياهو، فيما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يعتزم إرسال وفد رفيع إلى المنطقة في محاولة لإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى