لأنه النصف.. عبد الناصر عدو والأمة العربية سراب

بقلم : محمود كامل الكومي/مصر

لعبة الأمم … قناة الميادين …حلقة يوم الاربعاء الماضي.. الموضوع هل فشل المشروع العروبى والناصرى فى وقف الدمار ؟…مع المذيع سامى كليب”.

ضيف الحوار سامى عبد اللطيف النصف , وزير الأعلام الكويتى الأسبق , الرجل مثال حى للبترودولار الخليجى , يشذ فى أرتدائه الملابس الأفرنجية عن لباس الدشداشه والكوفية.. درس الطيران في لندن ولكنه سرعان ما ذهب بعيدا عن الطيران , ليركب وزارة الأعلام ويغوص فى الجدران وليهدم الجداريات.

وبعد أن أستقال من وزارة الاعلام أرتدى البدلة والكاب وتفتق ذهنه وصار من الكتاب, وفى كتاباته الصحفية , حاول بلا مقدمات أن يعتلى العرش بالعنتريات والأدعاءات , وبقذف فارس الصحافة العربية وأحد أشهر الصحفيين  فى العالم الأستاذ محمد حسنين هيكل فأدعى أنه قتل عبد الناصر , متخذاً من ذلك الهراء , أملاً عسى أن يرنو اِلى عرش الصحافة العربية , وهو المستأسد بمخزون من العملات الأجنبية والدنانير الكويتيه – التى أتت من غنيمة مبيعات البترول التى تستحوذ عليها الأسر الحاكمة الخليجية وأتباعها من عليةِ القوم هناك والفتات منها  هبات من الذات الأميرية أو الملكية لميزانية البلاد – يفوق بمراحل ماجمعه الأستاذ هيكل من مال  نتيجة فكره ونتاج عقلة التى باحت بها كتبة ومقالاته المنشورة فى كل بقاع الدنيا وبمعظم اللغات الحية فى كل وسائل الأعلام العالمية , لكن هيهات , فلم يبارح كلام  الوزير الكويتى النصف , حتى المِداد الذى كتب به .

فى البرنامج المشار اليه , شن الوزير( النصف) الهجوم على عبد الناصر ,وأدعى أنه عدو الأمة العربية ومن دمرها وأنه هو الذى شن الحرب على أسرائيل , وصدر الثورة الى العراق وسوريا واليمن ووقف ضد حلف بغداد الأستعمارى وضد ايران ايام الشاه العميل ,ولو كان ترك الحلف الى أهدافه (الأستعمارية) لصارت أسرائيل حليف من يومها , ولم ير فى كل تقارير البنك الدولى التى قررت أن مصر  عبد الناصر حققت التنمية والفائض والعدالة الأجتماعية وانها سبقت نمور آسيا بمراحل , لم ير هذا كله واقع , رغم  التنبيه بأنها تقارير البنك الدولى الذى كان يكن العداء لعبد الناصر , ولم يشفع لعبد الناصر عنده وقوفه  الى جانب الكويت فى1961 أثناء فترة حكم عبد الكريم قاسم الذي طالب بضم الكويت بعد أن أعلنت استقلالها عن بريطانيا وأجهض محاولته , فكان الجحود وبدى أن الوزير الكويتى ( النصف) مصفوفا صهيونيا فى حملة قتل عبد الناصر الرمز الوحدوى .

عند الوزير ( النصف) أسرائيل ليست عدو , من أضاع فلسطين أهلها ومن أنتظم فى تنظيمات فدائيه لعودة أهلها وترابها , كلهم قضوا على فلسطين! – حتى الشعب الجزائرى ضحى هباءاً ب مليون ونصف المليون شهيد ,وبالمفاوضات قرر ديجول منح الجزائر الأستقلال , وصارت دماء الشهداء بلاطريق !.

الأمة العربية فى شريعة ( النصف) هى مجلس التعاون الخليجى , وغير ذلك وَهمُ وسراب ,والقواعد الأمريكية والبريطانية والأجنبية الموجوده على أراض دول مجلس التعاون الخليجى , وجدت بأرادة تلك البلدان , أنها صنعت من دبى وأبو ظبى لاس فيجاس ( مدينة القمار الأولى فى العالم ) هكذا يتباهى الوزير الأسبق , يتابع ( النصف) رداً على سؤال المذيع سامى كليب لوكان عبد الناصر وموجودا وترشح ضده أى من حكام الخليج لنزعوا منه زعامة الوطن العربى .

ولن نرد على الوزير الكويتى الأسبق سامى ( النصف ) فذلك ماتريده الرجعية العربية الآن أن نكون دائما فى موقع التبرير , فأمتنا العربية حقيقة راسخة  كحقيقة الوجود ذاته –

إن الذين يحاولون طعن فكرة الوحدة العربية من أساسها مستدلين بقيام خلافات بين الحكومات العربية، ينظرون إلى الأمور نظرة سطحية، إن مجرد وجود هذه الخلافات هو فى حد ذاته دليل على قيام الوحدة، إن هذه الخلافات تنبع من الصراع الاجتماعى فى الواقع العربى، واللقاء بين القوى التقدمية الشعبية فى كل مكان من العالم العربى، والتجمع الذى تقوم به العناصر الرجعية والانتهازية فى العالم العربى هو الدليل على وحدة التيارات الاجتماعية التى تهب على الأمة العربية، وتحرك خطواتها وتنسقها عبر الحدود المصطنعة, فهكذا علمنا الزعيم جمال عبد الناصر.

أن الصراع العربى -الصهيونى هو صراع وجود وليس صراع حدود , ولن يفهم ذلك أى نصف فى أى من دول الخليج أو الرجعية العربية وأنما مَن يعِ ذلك ويدركه هو كلُ صحيح .

أن زعامة جمال عبد الناصر للشعب العربى من المحيط الى الخليج وثورته الخالده فى 23 يوليو 1952 ستظل نبراسا للثورة العربية الكبرى التى ستقطلع الرجعية العربية عميلة الأمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية من جذورها , والتى ستحرر فلسطين وتعيد شعبها الى أرضه كخطوة لابد منها لتحقيق الوحدة العربية الشاملة للشعب العربى من المحيط الى الخليج .

وبعد قرابة نصف قرن من الزمان على وفاة عبد الناصر سيظل اسمه يؤرق منام كل ” نصف” فى عالمنا العربى وكل أنصاف الرجال .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى