فضائح الفساد تلاحق نتنياهو وستعجل بنهايته.. اما بدخول السجن واما باعتزال العمل السياسي

نقلت مصادر إعلامية اسرائيلية، عن كبار المسؤولين في الليكود، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لن يقدم استقالته قبل تقديم لائحة اتهام ضده، حتى لو أوصت الشرطة أو المستشار القضائي للحكومة بذلك، كما هو متوقع.

وقالت صحيفة “هآرتس” الصادرة امس الجمعة، إن المسؤولين في حزب الليكود الحاكم  يعتقدون أن نتنياهو لن يقدم للمحاكمة في وقت قريب، ولكن يتضح من المحادثات الداخلية لوزراء وأعضاء كنيست من حزب الليكود، أن نتنياهو سوف يضطر للاستقالة في حال اتهامه بالرشوة،  في حين يعتقد آخرون أنه يتوجب عليه أن يستقيل حتى في حال تقديم لائحة اتهام ضده بشأن مخالفة أقل، مثل خيانة الأمانة، بينما يعتقد آخرون أن بإمكانه البقاء في منصبه إذا كانت التهمة الموجهة إليه خفيفة”.

وأشارت الصحيفة الى أن  مسؤولي حزب الليكود يتجنبون الحديث عن هذا الموضوع بشكل علني، وذلك كي لا يتم تصنيفهم كمن ينتظرون سقوط نتنياهو، باستثناء عضو الكنيست أورون حزان، الذي قال في مقابلة مع “إذاعة الجيش” إنه في حال تم تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو، فإن ذلك يقتضي الإعلان عن عدم إمكانيته القيام بدوره كرئيس حكومة.

يذكر أن الشرطة الإسرائيلية تحقق منذ أشهر مع رئيس الوزراء في دولة الاحتلال نتنياهو بشبهة الفساد، ولكن دون أن تقرر حتى الآن ما إذا كانت ستوصي بتقديم لائحة اتهام ضده.

.غير ان المستشار القضائي الإسرائيلي، أفيحاي مندلبليت، سبق ان أعلن عزمه تقديم لائحة اتهام ضد سارة نتنياهو، زوجة  نتنياهو، في أربعة ملفات فساد كلفت خزينة الدولة الاسرائيلية مئات آلاف الدولارات.

وتسجّل قضايا الفساد في المجتمع الإسرائيلي، تفاقما كبيرا، لا سيّما في أعقاب تورّط عددٍ ملحوظ من المسؤولين والشخصيات الإسرائيلية الرفيعة المستوى، في قضايا فساد مالي وأخلاقي.

وهكذا يبدو أن نتنياهو يقترب حاليا من اواخر ايامه السياسية, نظرا لانه يحتاج الى معجزة كبيرة كي يستطيع الحفاظ على تشكيلته الحكومية، وذلك على خلفية فضائح الفساد التي تلاحقه، وتراجع شعبيته بشكل كبير بين أوساط المستوطنين.

وفي هذا السياق اكدت أغلب التحليلات السياسية أن تقديم لائحة الاتهام لنتنياهو من الناحية الأخلاقية يعني استقالة رئيس الحكومة، واحتمال عدم عودته لرئاسة الحكومة، حتى لو لم تثبت الدلائل ضده وقامت المحكمة بتبرئته، وبالتالي سيكون المستشار القضائي قد أسقط نتنياهو تحت شبهات لم تثبت، ولكن يجب الاخذ بعين الاعتبار أن المستشار القضائي يشعر بمسئولية الحفاظ على الاستقرار السياسي والائتلافي لنظام الحكم، وعليه فان القضية حساسة جداً ومجرد تقديم لائحة الاتهام ستؤدي لمحاكمة حقيقية وإدانة أكيدة.

ماهي قضايا الفساد التي يتم التحقيق فيها مه نتنياهو:

قضايا عديدة يتم التحقيق فيها مع نتنياهو تتعلق جميعها بقضايا فساد، أظهرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، ويتهم فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بتلقي الرشوة وسوء استعمال السلطة وخيانة الأمان، ولكن ما خفي ربما أعظم.

أولاً : “ملف 1000” نتنياهو مشبوه بالحصول على مئات آلاف الشواكل من رجل الأعمال ارنون ملتشن، من خلال تزويد نتنياهو بالسيجار والشمبانيا والمجوهرات بواسطة الوسطاء. ونتنياهو قدم خدمات لملتشن بالمقابل في صفقة لبيع القناة العاشرة، وساعده في الحصول على تأشيرة دخول للولايات المتحدة.

ثانياً: “ملف 2000” هو في الأصل ملف متعلق بالرشوة؛ فقد تم توثيق نتنياهو وهو يقوم بإجراء اتصالات مع مالك “يديعوت احرونوت”: موزيس يقوم بترجيح كفة رئيس الحكومة في التغطية الإعلامية، ونتنياهو يقوم بالعمل ضد صحيفة “إسرائيل اليوم” من خلال التشريع أو الحد من انتشارها، ويتهم نتنياهو بتلقيه هدايا بخلاف القانون، وتبادل المنفعة مع ناشر “يديعوت أحرونوت” العبرية، وسيتم التحقيق في القضية سالفة الذكر حتى نهاية شهر أبريل المقبل، لأن الرحلات المتكررة لنتنياهو أعاقت الانتهاء من عملية التحقيق.

ثالثاً:ملف آخر يحمل رقم “3000”، يتم التحقيق فيه مع نتنياهو ومتهم فيه بالفساد وخيانة الأمانة، والذي يتعلق بصفقة الغواصات الألمانية التي اشترتها تل أبيب من برلين لتعزيز أسطولها الحربي البحري.

رابعاً: ” ملف رقم 4000″ حيث كشفت القناة العاشرة الإسرائيلية عن خضوع رئيس الوزراء الإسرائيلي للتحقيق، الإثنين الماضي، في قضية رابعة حملت رقم “4000”، ويواجه فيها نتنياهو اتهامات فساد جديدة، ولكن لم تكشف وسائل الإعلام الإسرائيلية عن تفاصيل القضية.

وبحسب صحيفة هآرتس فان الناحية القانونية، توصية الشرطة بتقديم لائحة اتهام لا تلزم الشخص المنتخب بالاستقالة، لكن هذا الأمر قد يتسبب بالضغط من أجل إقالة نتنياهو. وإذا تحدثت الشرطة عن الرشوة فسيكون على موشيه كحلون الحسم في موضوع ترك الحكومة والذهاب إلى الانتخابات أو الاستمرار في تأييد نتنياهو.

وبالرغم من كون نتنياهو يمثل عمودًا فقريًا لتيار اليمين، الا أن شخصيات اسرائيلية عديدة تقف ضده، فضلا عن ان كل الاحزاب السياسية الاسرائيلية الفاعلة بدأت تتحدث عن خليفة لنتنياهو، حيث تذهب الترجيحات الى أن الوزير السابق والقيادي في حزب الليكود الذي اعتزل الحياة السياسية بشكل مؤقت، غدعون ساعار، هو الأنسب لرئاسة الحكومة في وسط جمهور الناخبين العام، في حين أن نفتالي بينيت هو الأنسب بنظر ناخبي اليمين، كذلك كان موشيه كحلون حاضراً وحصل على المركز الثاني بنسبة من أصوات مجمل الناخبين، تلاه موشيه يعالون بينما احتل بينت غابي أشكنازي على، غلعاد إردان ويسرائيل كاتس وأييليت شاكيد وأفيغدور ليبرمان المراكز الاحقة بالترتيب

وبالرغم من ان قضية التحقيق وتوجيه لائحة الاتهام لنتنياهو لم تتأكد بعد، الا ان ما بات مؤكداً حتماً ان الاخير قد تعرض لزلزال كبير، لن يستطيع أن ينهض منه نهائياً, بل سيبقى عار الفساد يلاحقه، مما يعني أن نتنياهو أصبح مدفوناً سياسيا ان لم يكن السجن مقبرته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى