غارات التحالف الامريكي قد “تحرر” الرقة من سكانها وليس من الدواعش

سوريا - قدس برس

 

تتزايد المخاوف بشأن التكلفة المدنية لحملة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لاستعادة معقل تنظيم الدولة في الرقة، وسط تقارير عن غارات جوية قتلت وجرحت مئات المدنيين السوريين.

وتثير هذه التقارير، التي نشرتها الأمم المتحدة، تساؤلات حول التزام الولايات المتحدة بحماية المدنيين في المعركة وسط ما أفيد عنه من تخفيف قواعد الاشتباك في ظل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقال أغيد الخضر، أحد كبار المحررين في “صوت وصورة”، وهي منظمة تحافظ على شبكة من المراسلين السريين في مدينة الرقة السورية، “إن التحالف لا يتخذ اي احتياطات لتجنب وقوع ضحايا بين المدنيين”.

وأضاف الخضر في تصريحات لصحيفة “الغارديان” البريطانية امس الجمعة، أن “عدد مقاتلي التنظيم في المدينة لا يتجاوز 500، ولكن إذا كانوا سيدمرون مبنى سكنيا ويمسحون كل الناس فيه في كل مرة يريدون قتل مقاتلين، فسيحررون المدينة من داعش والسكان “.

ومنذ شهرين، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية انطلاق معركة الرقة بالتعاون مع  “قوات سوريا الديمقراطية”، وهي مزيج من وحدات حماية الشعب الكردية وقوات عربية.

وأطلقت الولايات المتحدة مئات الغارات الجوية، بالتزامن مع حملة برية أطاحت تنظيم داعش من مناطق كبيرة تحيط بالرقة، مما أدى إلى نزوح مئات الآلاف من المدنيين الذين فروا من المسلحين والقتال، واستقروا في مخيمات اللاجئين أو مع أفراد قبائلهم في شرق سوريا.

وأشارت الصحيفة البريطانية في تقرير نشرته صباح امس إلى أن الأوضاع الإنسانية في مدينة الرقة صعبة جداً، ونقلت عن أحد سكان المدينة قوله: “إذا لم تمت من الضربات الجوية، فإنك تموت بقذائف الهاون، إن لم يكن من خلال قذائف الهاون، فمن خلال طلقات قناص، إن لم يكن من قبل القناصة، ثم عن طريق عبوة ناسفة، وإذا كنت تعيش، فإنك محاصر بالجوع والعطش، لأنه لا يوجد طعام ولا ماء ولا كهرباء”.

وحسب تقارير حقوقية، فإن الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي، أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين في الأسابيع الأخيرة، ودفن بعض العائلات تحت الأنقاض.

وتقول جماعات حقوق الإنسان، “إنه يجب على التحالف أن يكون أكثر شفافية في كيفية اتخاذ قرارات الاستهداف، لأنه يبدو أنه استهدف في بعض المناسبات مقاتلي داعش، مثل القناصة، على أسطح المباني السكنية، مما يعرض مجموعات كبيرة من المدنيين للخطر في محاولة قتل مسلح واحد”.

وذكر بيان نشرته شبكة “الرقة تذبح بصمت” أن 84 مدنيا قتلوا وأصيب تسعون آخرون خلال اليومين الماضيين خلال هجمات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة  التي استهدفت الرقة يومي 26 و27 تموز الماضي.

وفي 1 آب، قال ناشطون، إن حوالي 50 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، قتلوا في أحد أحياء المدينة بعد غارة شنتها قوات التحالف على مبنى سكني.

ويقدّر المرصد السوري لحقوق الانسان، أن 523 مدنيا لقوا مصرعهم خلال شهرين من القتال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى