بعدما كان الجيش ينقلب على حكامه.. اردوغان ينقلب اليوم على جيشه
قررت أعلى السلطات العسكرية والحكومية التركية امس الاربعاء استبدال قادة قوات البر والجو والبحر في الجيش بعد عام على محاولة الانقلاب، وفق وسائل إعلام تركية.
واتخذ قرار استبدال قائد سلاح البر الجنرال صالح زكي تشولاك وسلاح البحرية الاميرال بولنت بوسطان اوغلو وسلاح الجو الجنرال عابدين اونال، في اجتماع للمجلس العسكري الأعلى، بحسب قناة سي ان ان تورك.
وسيتولى الجنرال ياسر غولر الرئيس الحالي لقوات الدرك والنائب السابق لرئيس الأركان، قيادة سلاح البر مكان الجنرال تشولاك.
وتم استبدال بوسطان اوغلو باللواء البحري عدنان اوزبال، فيما سيتولى الجنرال حسن كوتشوك اكيوز قيادة سلاح الجو مكان أونال، بحسب “سي ان ان تورك”.
وتقول أوساط سياسية إن التغييرات تأتي ضمن جهود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإحكام قبضته على الجيش، وأنه لا يمكن تناول تلك التغييرات بمعزل عن طموحات أردوغان ونزعته التسلطية.
وأضافت أنه من المستبعد أن تجري تلك التغييرات إلا على اساس واحد وهو ضمان ولاء القيادات الجديدة للرئيس التركي.
واتخذت القرارات في اجتماع للمجلس العسكري الأعلى برئاسة رئيس الوزراء بن علي يلديريم وحضره قادة الجيش وعدد من الوزراء. وسيسري القرار بعد مصادقة الرئيس رجب طيب أردوغان رسميا عليه في وقت لاحق من امس الاربعاء.
وعادة ما يجتمع المجلس مرة فقط سنويا، لكنه الاجتماع الثالث له منذ محاولة الانقلاب في 15 تموز 2016 التي وجهت أصابع الاتهام فيها للداعية فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة والذي ينفي التهم.
وزادت الحكومة عدد المكون المدني في المجلس في أعقاب محاولة الانقلاب لتفسح مجالا أكبر لمشاركة الوزراء.
وكانت اجتماعات المجلس تعقد في السابق في مقرات عسكرية لكنها الآن تنعقد في مقر رئيس الوزراء.
وفي أعقاب محاولة الانقلاب شملت التغيرات الحكومية إقالة 149 من الجنرالات، أي تقريبا نصف عددهم الذي كان يبلغ آنذاك 358 جنرالا.
وخلال حكم أردوغان، تراجع النفوذ السياسي للجيش المسؤول عن الاطاحة أربع مرات بحكومات منذ 1960، وخاصة منذ محاولة الانقلاب.
وتم اختطاف غولر لعدة ساعات مع رئيس الأركان الجنرال خلوصي اكار وشخصيات عسكرية أخرى ليلة محاولة الانقلاب.
ولم يرد أي مؤشر على إمكانية استبدال اكار ويبدو أنه باق في منصبه، كما هو متوقع، حتى العام 2019 على الأقل.