اشتباكات مسلحة في محافظة القطيف السعودية تهدد بقرب اشتعال حرب اهلية هناك على خلفية مذهبية
ترك المئات من السعوديين بلدة العوامية، الواقعة شرقي المملكة، مساء أمس الثلاثاء، حيث تقاتل قوات الأمن السعودية بعض المسلحين.
ذكرت وكالة “رويترز” أن الاشتباكات اشتدت بين قوات الأمن والمسلحين في الأيام الأخيرة بمدينة العوامية في محافظة القطيف، مؤكدة أن قوات الأمن أجلت السكان من المدينة، يومي السبت والأحد الماضيين، عبر عدة طرق، وشهدت النقاط الأمنية خروج أعداد كبيرة من العائلات.
وقالت “رويترز”، نقلاً عن موقع “سبق” السعودي، إن أمير المنطقة الشرقية، سعود بن نايف، أمر بإرسال تلك العائلات إلى محافظة القطيف وتقديم مساعدات لها، وقال المحافظ المكلف، فلاح الخالدي، إن إمارة المنطقة الشرقية تلقت طلبات من سكان ومزارعين في العوامية لمساعدتهم على الخروج بعيداً عن الاشتباكات، مؤكداً نقل عشرات الأهالي والأسر من الأحياء سيكون بشكل مؤقت لحين إزالة أوكار الخارجين عن القانون داخل حي المسورة، وأوضح أن الأهالي رحبوا بمبادرة المحافظ لمحاصرة الإرهابيين الذين استغلوا المباني المهجورة ملجأ للأعمال الخارجة عن القانون وتجارة الأسلحة وترويج المخدرات.
كما نقلت “رويترز”، عن موقع “مرآة الجزيرة” الإخباري، أن السكان المحليين في العوامية قالوا إن الحياة في البلدة باتت لا تحتمل بسبب الانقطاع المتكرر للمياه والكهرباء في ظل درجات حرارة تزيد على 40 درجة مئوية.
وذكرت “رويترز”، نقلاً عن نشطاء محليين، قولهم إن القوات السعودية سهلت خروج الأفراد الهاربين من الاشتباكات التي أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل بينهم شرطيان، مؤكدة أن عشرات الأسر حصلوا على أماكن إقامة مؤقتة في بلدة قريبة.
في هذه الأثناء، قال التلفزيون الرسمي، إن السلطات السعودية دعت النازحين للتوجه إلى مقر المحافظة لطلب مساكن مؤقتة أو الحصول على تعويض عن المنازل التي اضطروا لتركها.
وتشهد العوامية، وهي جزء من محافظة القطيف المنتجة للنفط، اضطرابات وهجمات مسلحة بين الحين والآخر، ينفذها مسلحون على قوات الأمن منذ احتجاجات الربيع العربي في 2011، وتحاول السلطات السعودية، منذ أيار الماضي، هدم الحي القديم بالبلدة بهدف منع المسلحين من استخدامه في هجماتهم.
وفي وقت لاحق حلّقت الطائرات الحربية السعودية في سماء بلدة العوامية لأول مرة منذ نحو 3 أشهر على فرض السلطات حصاراً محكماً على البلدة واجتياحها بمئات المدرعات والآليات العسكرية في إطار ما تقول أنه عملية مطاردة لمسحلين ومطلوبين أمنيين، فيما يقول الأهالي ونشطاء حقوقيون أن السلطة تمارس حرباً طائفية تستهدف اقتلاع الشيعة من مناطقهم الغنية بالنفط، وتطارد نشطاء ومحتجون على خلفية مشاركتهم في التظاهرات التي شهدتها المنطقة منذ شباط 2011.
وفيما لم ترد أنباء مؤكدة عن مشاركة السمتيات الحربية في عمليات القصف الدائرة والتي تكثقت منذ الأربعاء 26 تموز الماضي بواسطة المدافع المتنقلة وقذائف الـRBG والرصاص المتفجر والحارق والتي طالت مختلف أحياء البلدة ومزارعها وبساتين النخيل فيها, إلا أن الصور التي التقطها الأهالي والنشطاء تؤكد قيام الطائرات بعدة طلعات جوية فوق أجواء البلدة.
وفيما التقط بعض سكان الأحياء صوراً لقذائف سقطت قرب منازلهم دون أن تنفجر, نقل شهود عيان سماع دوي انفجارات بعضها متتابع وأخرى متفرقة خلال ساعات المساء وحتى قبل منتصف الليل.
وكانت القوات السعودية قد عَمَدت خلال الأيام الثلاثة الماضية إلى توسيع دائرة الحصار ليشمل مدينة القديح وقرية البحاري المجاورتين للعوامية، مستعينة بحفر خندق على طول امتداد شارع أحد “الهدلة” الذي يفصل مناطق شمال محافظة القطيف عن جنوبها, إضافة لإغلاق عدد من الشوارع والطرق بالحواجز الخرسانية الصلبة.
وازاء كل هذه الاحداث فقد جدد أهالي العوامية مطالباتهم بتدخل الأمم المتحدة وإلزام السلطات السعودية بوقف الحرب على المدنيين.