استسلام جبهة النصرة في عرسال.. ونصرالله يهدي هذا الانتصار لكل اللبنانيين
كشفت مصادر موثوقة لفضائية الميادين أنه جرى إتمام اتفاق لوقف اطلاق النار بين حزب الله ومن بقي من فلول مسلحي جبهة النصرة في جرود عرسال، وأن سريان وقف اطلاق النار قد بدأ رسمياً ودخل حيز التنفيذ الساعة السادسة صباح اليوم الخميس بتوقيت بيروت.
اتفاق وقف إطلاق النار أعلن بعد ساعات على كلمة متلفزة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أعلن فيها الانتصار على جبهة النصرة في جرود عرسال.
وأشارت المصادر إلى أن بيان الاتفاق بوقف إطلاق النار كلياً سيذيعه اللواء عباس ابراهيم, مدير الامن اللبناني المعروف, في وقت لاحق اليوم، مشيرة إلى أن اللواء ابراهيم نجح كوسيط لاتمام الاتفاق.
ولفت مراسل الميادين إلى أن وساطة اللواء إبراهيم تأتي استكمالاً لوساطات ناجحة أخرى قام بها خلال السنوات الماضية.
وقالت المصادر للميادين إن فلول ما تبقى من النصرة وعوائلهم سيتوجهون إلى محافظة إدلب السورية.
وأكدت مصادر أمنية لبنانية أن عملية التفاوض غير المباشرة مع النصرة تشارك فيها جهات إقليمية ومحلية.
وقال مراسل الميادين إن الأمن العام اللبناني سيتولى تأمين عبور عناصر النصرة وعائلاتهم إلى الأراضي السورية، حيث سيقوم الأمن العام بتأمينهم إلى نقطة في المصنع اللبناني، بالإضافة إلى مراحل أخرى سيتم نقلهم من المصنع إلى إدلب السورية، على أن يضمن حزب الله سلامتهم، وهو ما نصّ عليه الاتفاق.
وأشار المراسل إلى أن حزب الله سيتكفل بضمان أمان وصول المسلحين إلى منطقة قلعة المضيق في ريف حماة.
كما ذكرت المصادر أن حزب الله قد حصل على طلب انساني يخصه ويتعلق ببعض مقاوميه الاسرى في معارك سابقة, حيث سيتم إطلاق سراحهم عبر معبر بري بين سوريا و تركيا.
ميدانيا، قال مراسل الميادين إن كل جبهات القتال في جرود عرسال تشهد هدوءاً ملحوظاً حيث لم تخرج أي طلقة من أي بندقية أو قذيفة منذ السادسة صباحاً، مشيراً إلى أن جبهة النصرة نجحت في الوصول إلى الاتفاق بعد الهزيمة التي منيت بها والانتصار الذي حققه حزب الله في المنطقة.
وأضاف المراسل أن من أهم بنود الاتفاق هو خروج المسلحين مع عائلاتهم من الجرود إلى إدلب، إضافة إلى نجاح حزب الله عبر المساعي إلى إطلاق عدد من مقاوميه ممن أسروا في معارك ومناطق غير جرود عرسال، مشيراً إلى ان الاتفاق تمّ بعد ساعات طويلة من المفاوضات بحسب المصادر الموثوقة للميادين.
وكان الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله أكد في كلمة له مساء الأربعاء أن قرار معركة جرود عرسال اتخذ، وهو ليس قراراً إيرانياً أو سورياً، وان توقيت المعركة ليس له علاقة بأي تطورات إقليمية أو عربية، معلناً أنّ المقاومة جاهزة لتسليم الأرض التي حررتها من الجماعات المسلّحة في الجرود إلى الجيش اللبناني.
كذلك أهدى السيد حسن النصر إلى كل طوائف ومذاهب الأمة وخصوصاً السنّة الذين سقطوا ضحايا الإرهاب التكفيري.
وقال السيد حسن نصر الله اننا “الآن امام انتصار كبير ومنجز” في جرود عرسال وفليطة “وسيكتمل ان شاء الله عبر الخطوات الاخيرة اما بالميدان او التفاوض وستعود كل هذه الارض الى اهلها وسيأمن الناس جميعا”.
واضاف يقول : “ان العمل جار على خطين الاول في الميدان والثاني في المفاوضات، يستمر التقدم الميداني ولكن مع اصراري انا على الاخوة ان يتقدموا بشكل مدروس ولا يعجلوا ، السبب الرئيسي في ذلك انه المسلحين باتوا محصورين في مساحة ضيقة جدا ، وكذلك لاعطاء فرصة لتسوية من خلال المفاوضات تقضي يخروج المسلحين”.
واعلن السيد نصر الله ان “هناك مفاوضات تقودها جهة رسمية لبنانية وهناك جدية ولكن لا يزال هناك بعض البعد (من النصرة) عن الواقع حيث يجب ان تعرف جبهة النصرة ان وضعها حاليا في جرود عرسال لا يضعها الان في موقع من يفرض الشروط”.
وحول المرحلة المقبلة قال سماحته “سأدع الكلام عن باقي الجرود الى حين الانتهاء من ملف جبهة النصرة”.
واكد انه “يجب التوقف عند المستوى العالي من التاييد الذي حظيت به المعركة المحقة من السياسيين ووسائل الاعلام والنخب الاعلامية والثقافية والاجتماعية وعلى المستوى الشعبي وأشكال التعبير المختلفة من شبكات التواصل والبيانات والتبرع بالدم وأشكال الدعم المختلفة، لكل من ايد ودعم وساهم بكلمة او خط يد او دعاء، كل الشكر”.
وتوجه الى المضحين كلهم، الى الشهداء وعوائل الشهداء والجرحى وعائلات الجرحى والمجاهدين والمقاومين بالقول ان فيكم روح زينب وروح الامام الحسين الذي عندما حاصره العالم قال هيهات منا الذلة “. وقال “بأبي انتم وامي ونفسي كيف اصف حسن ثنائكم، اللسان عاجز عن مدحكم، فأنتم النجباء الكرام وبكم أخرجنا الله من الذل والهوان والضعف والخوف والهزيمة، وفرج عنا بكم”.
واكد السيد نصرالله انه “بفضل الشهداء والجرحى والمقاومين وعوائلهم بات كل لبنان آمنا عزيزا وقادرا على مواجهة كل التهديدات والمصاعب”.
السيد نصر الله اكد في مستهل حديثه عن معركة الجرود الى اننا “في معركة مسؤولة ينزف فيها دماء ويصنع فيها مصير بلد” متحدثا ان هدف المعركة “اخراج المسلحين والجماعات المسلحة من المنطقة التي تسيطر عليها جبهة النصرة في جرود فليطة وعرسال وقد شرحنا كثيرا مخاطر تواجد هذه الجماعات على لبنان وسوريا والجميع”.
واضاف “يمكن لأي احد متردد ان يذهب الى اهل الهرمل والقاع والفاكهة وراس بعلبك وعرسال والنبي عثمان والبزالية ومقنة ويونين ونحلة والجمالية وصولا لبعلبك ويسأل ويذهب للمناطق التي ضربت بالسيارات المفخخة والتي كان يحضر لاستهدافها ويجيب نفسه لماذا يجب ان نخرج لتحقيق هذا الهدف”.
وحول توقيت المعركة اشار الى انها “عملية مؤجلة من 2015 وقد ثبت مؤخرا ان الجرود عادت ليعتمد عليها في تحضير السيارات المفخخة ولم يعد هناك مصلحة ان تؤجل”، مشيرا ان “هذا قرار داخلي لا علاقة له بأي جهة اقليمية وكنا نعد لهذه المعركة منذ الشتاء الماضي والتوقيت لا علاقة له بجنيف واستانا ولا بلقاء بوتين ترامب ولا الازمة الخليجية لأنه سابق على كل هذه الاحداث”.
واشار السيد نصر الله ان “المنطقة التي كانت تسيطر عليها النصرة مساحتها حوالي 100 كم مربع وهي عبارة عن منطقة جبلية ووديان سحيقة وجرداء والقتال في هذه المنطقة من اصعب انواع القتال ، في هذه التلال عدو في وضعية دفاع ومحصن لذا له الارجحية ووضعهم مرتاح يهبون الى عوائلهم وعندهم سلاح ومواد غذائية وطبية”.
واشار الى اننا “كنا نعرض تسويات وان تتم تسوية تخرج المسلحين وتحدثنا عن الخيارات ولم يكن ذلك سرا”. واكد اننا “امام انتصار عسكري وميداني كبير جدا تحقق خلال 48 ساعة وهذا الانتصار فاجأ الجميع”. اضاف “عمليا هماصبحوا في مكان ضيق ، من جهة هناك حزب الله ومن جهة الجيش اللبناني ومن جهة ثالثة داعش التي ترفض ان تستقبلهم الا بعد اذلالها لهم”.
واشاد السيد نصر الله بدور الجيش وقال ان “ما قام به الجيش اللبناني في محيط عرسال وعلى خط التماس كان اساسيا جدا في صنع هذا الانجاز، وأي مجموعات كانت تحاول ان تاتي باتجاه عرسال كان يتصدى لها”، واشار ان “الحماية الامنية التي قدمها الجيش لعرسال والبلدات على خط التماس انتجت جوا من الاطمئنان”.
واردف سماحته “نتوقف عند السلوك العقلاني والمسؤول ل”سرايا اهل الشام” حيث اخذوا قرار عقلانيا في اليوم الثاني بالانسحاب من الخطوط الامامية الى مخيمات النازحين وسهلنا لهم هذا الانسحاب وحاضرون للعمل على تامين خروجهم والامر يعود اليهم”.
واكد الامين العام لحزب الله ان “لدينا التزام ان لا تمس مخيمات النازحين في وادي حميد والملاهي”. واكد ان “عرسال لم تكن يوما مستهدفة وحاول البعض اثارة فتنة وكله كان ظلما واتهاما غير صحيح والدليل مسار الاحداث”.
واعلن اننا “جاهزون ان نسلم الارض الى الجيش اللبناني ونامل ان تتحمل قيادة الجيش هذه المسؤولية لكي يتاح لاهل عرسال العودة الى ارضهم وبساتينهم ومقالعهم”.