السينما المصرية تقدم المثقف العربي في عدة صور مختلفة
دأبت السينما المصرية, منذ خمسين عاما على تقديم المثقف العربي في عدة صور بعضها سلبي والاخر ايجابي والثالث هزلي وعبثي, ففي فيلم “عصفور من الشرق” هذا العمل الفني الماخوذ عن رواية بنفس الاسم للأديب توفيق الحكيم نال العديد من الجوائز نظرا لإتقانه وبراعته في توصيل المعني المقصود من الرواية حيث تعرض لشخصية “المثقف” بصورة إيجابية فقد أظهرت مشواره البطولي والنضالي في الحياة وجسد شخصية “المثقف” النجم الراحل نور الشريف والذي كشف جانبا من حياة عميد المسرح العربي الكاتب توفيق الحكيم ونضاله خلال رحلته الدراسية الثقافية في باريس فجاءت صورة المثقف في هذا العمل صورة إيجابية تعكس فهم ووعي القائمين علي العمل الفني.
“فيلم ميرامار” قصة الأديب نجيب محفوظ وإخراج كمال الشيخ حيث جسد فيه النجم عبد الرحمن علي شخصية الشاب المناضل المثقف “منصور باهي” والذي يقيم في أحد الفنادق بمدينة الإسكندرية وهناك يقابل شخصيات مختلفة في الفكر والقناعات فيحاول أن ينقذ الفتاة “زهرة” المتخبطة بين اضواء المدينة وبين تقاليدها الريفية ويحاول أن يأخذ بيدها ويعلمها القراءة والكتابة.
المثقف الرومانسي
يظهر هذان العملان صورة المثقف بالشكل الرومانسي المحترم المؤمن بمبادئه واحلامه وتم تجسيد شخصية الرجل المثقف بأنه شخص رومانسي يعشق محبوبته ويضحي من أجل الحفاظ عليها باغلي الأشياء فجاء المثقف رومانسيا عاشقا إلا أنه وصف بالأنانية في حبه وامتلاكه للحبيبة.
الطالب المثقف الكوميدي
هذا الفيلم عكس صورة الطالب المثقف بطريقة هزلية كوميدية حيث لعب النجم محيي إسماعيل شخصية “عمران” الطالب المثقف المتزمت الذي لا يعبأ باي شيء في الحياة إلا أن يسخر وينتقد أسلوب زملائه في الجامعة وعلي راسهم زميلته “زوزو” فتاة شارع محمد علي والتي بدا ينتقص من قدرها وطموحها في أن تكون فتاة جامعية مثلها مثل بقية الزملاء.
المثقف “المعذب”
في فيلم “الكرنك” المأخوذ عن رواية الاديب العالمي نجيب محفوظ وإخراج علي بدرخان نجد أنه جسد شحصية المثقف النجم محمد صبحي “حلمي” حيث تألق النجم في تجسيد شخصية المثقف اليساري المتمرد علي الأوضاع السياسية في البلد والتي كانت الشرارة التي اشعلت حرب 1967.
فيلم “البريء”
فيلم من تاليف وحيد حامد وإخراج عاطف الطيب يرصد عدة شخصيات من المثقفين منهم ممدوح عبد العليم الذي جسد شخصية الطالب الجامعي المثقف “حسين وهدان” الذي زج به في المعتقل ظلما وشخصية الكاتب المثقف “رشاد عويس” الذي جسد شخصيته النجم صلاح قابيل حيث يتم الزج به في المعتقل وجسد الكاتب الهوان والقهر والذل التي تعرض لها كلا المثقفين عندما اجتمعا في زنزانة واحدة , والأهوال التي أدت في نهاية الامر إلى رحيل “حسين وهدان” ما تسبب في ثورة وهياج الجندي “أحمد سبع الليلـ” الذي جسد شخصيته الراحل أحمد زكي بلديات “حسين وهدان” والذي يدين له بالكثير في تثقيفه وتشجعيه علي الالتحاق بالقوات المسلحة ليكون له دور وطني فيقرر الانتقام له بقتل مأمور القسم.