وفود شعبية تزور ضريح عبدالناصر امس في ذكرى ثورته المجيدة
القاهرة – بوابة الاهرام
اعتادت حشود من المصريين والعرب، على إحياء ذكرى ثورة 23 يوليو بزيارة ضريح مفجرها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.
في الذكرى الـ 65 للثورة امس، اختلف المشهد ما بين من يقرأ له الفاتحة، ويتلوا القرآن الكريم، وكذلك من يتغنون بأغاني النصر والكفاح، مرددين الأغاني الحماسية الوطنية، ومنها تسلم الأيادي.
هناك من لم يتمالك نفسه، أو يحبس دموعه لفراق عبدالناصر، إلى جانب آخرين جاءوا شاكين أحوالهم، وباكين حظهم على ما وصلوا إليه، وما وصل إليه عالمنا العربي، من فراق وصراع ونزاع، واعتداءات غير مبررة من بني صهيون.
كانت البداية، في التاسعة صباح امس، عندما وصل الوفد الأسيوطي من عائلة عبدالناصر وأحبابه من أقربائه وجيرانه، ثم تتابع وصول الناصريين والاشتراكيين من الأحزاب الناصرية المختلفة، وكذلك أبناء الجاليات العربية، ومسئولين حاليين وسابقين، كقادة بعض الأحزاب السياسية، وكمال أبوعيطة، وزير القوى العاملة سابقًا، وجمال زهران، أستاذ العلوم السياسية، وغيرهم.
ويتباين المشهد عند ضريح جمال عبدالناصر، الكائن بجوار وزارة الدفاع بالعباسية، فيختلف بين مفرح ومحزن.. محزن لفراق زعيم عربي، عمل من أجل مصر والعرب كثيرًا، ومفرح عندما ترى كبار السن، من أقصى شمال مصر وأقصى جنوبها، والأشقاء من اليمن والعراق وسوريا وفلسطين، جاءوا برغم كبر سنهم، منهم من جاء من الولايات المتحدة، أو من بلده الأصلي، حرصا منهم على ألا يفوتوا ذكرى ثورة يوليو، أن تمر دون لقاء زعيمها وقائدها ومفجرها، اعترافًا منهم بفضله، الذي لا ينسي ولا يذوب.
وكاد أن يجمع الحاضرون، على أن جمال عبدالناصر، هو رمز العروبة الأول، ومفجر ثروتها، وراعي وحدتها، واستقلالها، وأنه استوطن قلوبهم ودمهم جميعًا، بعدما ترك فيهم نبراسًا كبيرًا من الحرية والعدالة الاجتماعية، مؤكدين، أن عبدالناصر لا بديل له، وقلما يتكرر في وقتنا الحالي، الذي نحن أحوج ما يكون لزعيم عربي مثله، يجمع شتات العرب، ويحرر الأراضي العربية، ومسجدها الأقصى، من الصهاينة المغتصبين.
وتحل اليوم الذكرى الخامسة والستون لثورة 23 يوليو المجيدة، التي تعتبر الأب الروحي لثورات مصر في يناير ويونيو، وكانت علامة فارقة في تاريخ مصر، بعدما قضت على الإقطاع وملكت البسطاء، وبادرت بإعلان مجانية التعليم، وألغت الملكية الليبرالية، لتعلن عن الجمهورية الاشتراكية، وتطلق منابر الحرية والديمقراطية، وتكون نواة لبداية الجلاء الإنجليزي عن مصر، وأممت القناة، وبدأ في تأسيس جيش مصر، الذي قهر الصهاينة في حرب أكتوبر.
إلى جانب إنشاء عدد من المشاريع القومية العملاقة، التي مازال المصريون يجنون ثمارها حتى الآن، كل هذا ما كان أن يحدث، دون أن فكر مجموعة من شباب الضباط الذين يئسوا من حال بلادهم، ولم يرضوا لها الذل والاستعباد والهوان، فأسسوا “الضباط الأحرار” بقيادة الزعيم المغوار جمال عبدالناصر، الذي كان له دور عظيم في حرية مصر والعالم العربي واستقلاله.