السينما المصرية تتصدى لظاهرة الارهاب والتطرف.. ولكن الحذر واجب
من أرض الواقع إلى شاشة السينما، ينتقل الإرهاب والتطرف وما يواجهه المجتمع خاصة خلال السنوات الأخيرة إلى الشاشة خلال الفترة المقبلة، حيث تستقبل الصالات السينمائية عددا من الأفلام التى تتناول مواجهة الإرهاب والتطرف، إما بشكل مباشر مثل فيلم «الخلية» بطولة أحمد عز، الذى يتناول فرق العمليات الخاصة لمكافحة الإرهاب، أو بشكل غير مباشر مثل فيلم «الشيخ جاكسون» بطولة أحمد الفيشاوى، وذلك بعد تجارب محدودة قدمت مؤخرا كان آخرها «جواب اعتقال» بطولة محمد رمضان، الذى تناول قصة شاب يلتحق بإحدى الجماعات الإرهابية التى تقوم بأعمال القتل، معتقدًا أنها جهاد فى سبيل الله، وسط مخاوف من تحول الأفلام التى تتناول الإرهاب إلى موجة وموضة بين صناع السينما، تفقد الهدف من تقديمها، وتُصرف الجمهور عنها، فلا هى تواجه الإرهاب ولا هى تحقق العائد المادى والربح المتوقع منها، مع ارتفاع ميزانية بعض هذه الأعمال، كما حدث مع فيلم «جواب اعتقال» الذى كان يتوقع تصدره إيرادات دور العرض فى موسم عيد الفطر، ولكن البعض رآه قد خرج بمستوى سيئ فى الكتابة والإخراج ليحجم عن تحقيق إيرادات كبيرة.
بينما يطالب كثيرون بزيادة الأعمال الفنية التى تناقش الإرهاب والتطرف خلال الفترة المقبلة لمواكبة ما يحدث على أرض الواقع.
الناقد د.وليد سيف طالب بصناعة أفلام تواجه الإرهاب والتطرف، شرط أن تكون غير مباشرة، مؤكدا أن المباشرة ضد الفن، ولأن فكرة التلقين عن طريق الفن عادة ما يكون أثرها عكسيا، وقال: بالتأكيد نحن فى حاجة إلى موجة من هذه الأفلام بأساليب متنوعة، وبتناول عميق للقضية وأسبابها وجذورها الحقيقية، والحقيقة أن الفن له دور قوى نحتاجه بشدة الفترة الحالية والمقبلة، لكن من خلال منظومة متكاملة وبالتعاون مع الجهات المسؤولة فى الإعلام والتعليم والثقافة.
وحول التخوف من حدوث تشبع لدى الجمهور وانصرافه عنها فى حين تحولت تلك الأفلام إلى موجة وموضة لصناع الأفلام أكد «سيف» أن المشكلة ليست فى الموضوع، أو الفكرة وإنما فى أسلوب التناول المتكرر والمباشرة الفجة ومسألة التعامل مع التطرف والإرهاب باعتبارها حرب أسلحة وعضلات بالدرجة الأولى ولكن الحقيقة أنها حرب ضد فكر يجب أن يُجتث من جذوره، وأن يتم التعبير عن ذلك سينمائيا، فالاعتماد على الأكشن فى تناول الإرهاب والتطرف ربما لا يجدى، لأن أفلام الاكشن التى تتعامل مع الإرهاب تنتمى لنوع واحد قد يمل منه الجمهور، بسبب أفكارها وأساليبها المحدودة، نحتاج معالجة الإرهاب سينمائيا وأن تكون درامية وفنية أكثر منها تجارية، ومن خلال أفكار مبتكرة غير مستهلكة ومعالجات جديدة، وليس بمحاولة مسك العصا من المنتصف بتقديم عمل يناقش الإرهاب فى إطار الأكشن لجذب جمهور المراهقين والشباب.
إبراهيم إسحاق منتج فيلم «الخلية» الذى يتناول إحدى العمليات الخاصة من رجال القوات المسلحة لمواجهة الإرهاب قال إن الفيلم يكشف الدور القذر للجماعات الإرهابية فى اغتيال شخصيات مهمة، وأكد فى تصريحات صحفية أن السينما يجب أن تكون فى مقدمة الأدوات التى تستخدمها الدولة فى مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أنه لا يخشى من رد فعل الجماعات المتطرفة عند عرض الفيلم، المتوقع أن يخوض المنافسة فى موسم عيد الأضحى المقبل، لافتا إلى أن مثل هذه النوعية من الأعمال تحتاج ميزانية كبيرة، فميزانية الفيلم بلغت نحو 36 مليون جنيه، وهو من تأليف صلاح الجهينى، وإخراج طارق العريان. وتابع أن قضية الإرهاب أصبحت تؤرق كافة شرائح المجتمع، فى ظل الحرب التى تواجهها مصر حاليا مع الجماعات المتطرفة، وتحصد الأرواح.
فيلم «الشيخ جاكسون» بطولة أحمد الفيشاوى وإخراج عمرو سلامة، أحد النماذج الدرامية التى تتناول ظاهرة التطرف بشكل آخر من خلال قصة شاب يتأرجح بين هوسه بالمطرب العالمى مايكل جاكسون وتدينه الذى يقوده فى إحدى المراحل من حياته إلى التطرف والاقتراب من الجماعات الإرهابية.