فتاوي دينية عاجلة وجاهزة على قارعة الطريق في مصر السيسي

بعد سلسلة طويلة من الفتاوي وادوات الافتاء الممتدة من خطوط الهاتف إلى البرامج التلفزيونية والإذاعية وصولا إلى المئات من المواقع على الإنترنت، ظهر أخيرا “كشك الفتوى” في محطات المترو ما أثار سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكان الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، محي الدين عفيفي، لخص أسباب مبادرة المجمع بإنشاء “أكشاك” الفتوى في محطات مترو الأنفاق بالعاصمة المصرية القاهرة بـ”محاربة التطرف”.

ونفذت لجنة الفتوى التابعة للمجمع، وهو أحد أكبر الهيئات الدينية في البلاد، أول تجربة بإنشاء مركز (كشك) للإفتاء داخل محطة مترو “الشهداء”، أكثر المحطات ازدحاما، لتقديم الفتوى لمن يطلبها من المرتادين.

ويقول المسؤولون عن المبادرة إنها جاءت لتلبية احتياجات المواطنين للمعرفة ومواجهة الفتاوى المضللة التي تحاول بعض التيارات المتطرفة ترويجها.

لكن المبادرة لم تلق تأييدا، بل أثارت جدلا وصل إلى حد التهكم ووصفها بعضهم بـ”المزايدات التافهة”.

وكتب مغرد “سيطروا أولا على فتاوى المساجد والزوايا في المدن والقرى والنجوع التي أسست التعصب والتطرف والخلط والتزييف”.

وأضاف آخر “كفى عبثا وارتجالا في عملية تصحيح الخطاب الديني، مخزون الفتاوى لدى المواطن طفح وأنتج تشوها مفزعا نلمس جميعا آثاره”.

وتساءل مغرد “فتاوى في أكشاك في محطة المترو! وكأن سيل الفتاوى على الفضائيات ليس كافيا. من صاحب هذه الفكرة العبقرية؟”.

وأكد بعضهم أنه من الأجدى تركيز خدمات “أكثر إلحاحا بالنسبة لراكبي مترو الأنفاق على غرار واي فاي جيد ودورة مياه نظيفة أو مكتبة وغيرها”.

وفي هذا السياق كتب مغرد “لو ركزوا حمامات عمومية في محطات المترو لكانت أكثر فائدة من الدين ورجاله”.

وقال آخر “محطات المترو تفتقر إلى كشك ‘إسعافات طبية أولية’ لكن فيها كشكا للفتوى العاجلة”. وسخرت معلقة “زنقة الحمام أصعب من زنقة الفتوى يا بشر”.

وقال عمار علي حسن، أستاذ علم الاجتماع السياسي، إنها “طريقة تقليدية عفا عليها الزمن، وعلى المؤسسة الدينية اتباع أساليب أكثر حداثة للوصول إلى عموم الناس”. وأضاف أن “التنظيمات الإرهابية لم تعد تعتمد على علاقات الوجه بالوجه لنشر أفكارها، بل على الوسائل الأحدث، كوسائل التواصل. الاجتماعي”.

وقال ساخر “كبرنا ونحن نعرف أن الشيوخ مكانهم في المساجد، الجيل الجديد سيكبر وهو يعرف أن الشيوخ في أكشاك في محطات المترو! هزلت!”.

ودافعت أصوات خجولة عن الكشك. فكتب أحد المغردين “على فكرة #كشك_الفتوى لا يجري وراء الناس ليعطيهم الفتوى غصبا”.وتندر مغرد “#كشك_الفتوى، الخوف من أن تكون لكل محطة فتواها الخاصة لنفس الموضوع”.

وفي نفس السياق تهكم آخر “بدل أن نقول اختلف العلماء نقول اختلفت الأكشاك..!”.

ووصلت السخرية إلى حد التكهن بالفتاوى المقدمة. وقال معلق “هل أدون الباقي (ما بقي من مال) على ظهر التذكرة؟ أم تأخد به فتوى؟

وتساءلت مغردة “سؤال لـ#كشك_الفتوى هل يجوز النزول في محطة مارجرجس؟ وما هي الكفارة؟”. واقترح مغرد أسماء لأكشاك الفتوى فكتب “كشك الأسلمة، كشك الدعوة”.

وأكد معلق “نسمع كلام الرئيس عن الإصلاح الديني نصدقه، ونرى الواقع على الأرض فنتعجب. السلفيون على المنابر والأزهر في المترو”. وفي نفس السياق أكد مغرد ساخرا “أكشاك الفتاوى هي الترجمة الواقعية لتجديد الخطاب الديني”. وأضاف مغرد “اليوم سنبدأ مرحلة جديدة وهي الإسلام بعد أكشاك الفتاوى! يعني توصيل التخلف والتواكل على عقول البشر السابقين ديلفري!”.

واعتبر معلقون أن الأكشاك علامة على التخلف وزيادة التطرف. وكتب “انتظروا الشرطة وأهل الحل والعقد والمطوعين”.

في نفس السياق كتبت مغردة “#شيلوا_أكشاك_الفتاوى_في_المترو. هل نحن في انتظار الخطوة التالية بتعيين مطوعين في المحطات والشوارع؟”، مضيفة “وصل البعض إلى حالة هوس بالفتاوى الدينية إلى درجة إلغاء العقل تماما والتوقف عن التفكير”.

وتساءل مغرد باسم ميشيل مش مايكل “مساواة بالمسلمين أطالب بتركيز أكشاك اعتراف في محطات المترو كمثيلاتها من أكشاك الفتاوى… جنون بجنون”.

ودون متفاعل مع هاشتاغ #شيلوا_أكشاك_الفتاوى_في_المترو “ما تشيلوهاش (لا تزيلوها).. ارسموا على جدرانها هان الدين.. فهانت الفتوى فهانت مكانتها فصار حسن البنا إماما!”.

وأضاف “ما تشيلوهاش واكتبوا عليها العقل الذي سمح بوجودها هنا.. هو نفسه الذي جعل من وجدي غنيم وأمثاله فقهاء وأئمّة”.

ولخص معلق “الشعب المصري خرج في الـ30 من حزيران رفضا للحكم الديني أيا كان نوعه وليس جماعة الإخوان المسلمين فقط افهموا لا نريد حكما دينيا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى