نحو خدمة علم ولكن بمفهوم جديد

إن نماء العامل البشري لآية أمة من الامم هو المكسب الحقيقي لها, لذا فالدولة القوية التي تعتمد على ابنائها المتسلحين بالعلم والمهارات التدريبية اللازمة لادارة شؤونها انما هي الدولة التي تستطيع ان تنمي وتبني رأسمالها البشري بحيث يكتسب افرادها التدريب الكافي و الخبرة العملية والمهارات العالية لإدارة شؤونها بكل كفاءة واقتدار, فالاردن دولة صغيرة الحجم قليلة الموارد ومحدودة الامكانيات, ولكنها مع ذلك تقوم بواجبات ومهام اكبر بكثير من حجمها فهي كبيرة في عطائها وتاثيرها في محيطها الاقليمي والدولي.

فموقع الاردن الجغرافي يفرض عليه ان يكون دائما مستعدا ومتيقضا لحماية امنه الوطني, فالعدو الصهيوني لا زال يهدد كيانه السياسي بطروحاته المتجددة كل يوم, والمحيط العربي المأزوم يفرض ايضا تبعات اضافية عليه, كما ان المحافظة على المنجزات التي تمت تستدعي دائما ايضا وجود قوى مدربة في كافة المجالات الصناعية والخدمية والزراعية والعسكرية لاستدامة المحافظة عليها.

من هنا فأن اعادة النظر بمفهوم خدمة العلم- مفهوما واساليبا واليات – جديدة تساعد على خدمة الامن الوطني وبرامج التنمية المحلية, وفي نفس الوقت تعمل على اعداد اجيال قادرة على تحمل المسؤولية واقتحام الصعاب من اجل الوطن والواجب هو ضرورة في هذا الوقت وليس ترفا اداريا.

ان مصلحة الوطن العليا تستدعي الاستفادة من كافة القوى البشرية من خلال دمج الحياة العسكرية بمتطلبات الحياة المدنية فهذا بحد ذاته مساهمة في بناء القدرات المحلية والاعتماد على الذات وتوفيرا لمئات الملايين من الدنانير التي تذهب الى خارج البلاد من خلال تحويلات العمالة الوافدة التي تعمل في مهن لو تم اشغالها من قبل الايدي العاملة المحلية لتم توفيرها وصرفها في مشاريع تنموية وتم من خلالها الانتهاء من ثقافة العيب التي تجذرت في الوجدان المحلي.

ان اعادة خدمة العلم بمفهوم جديد وبثقافة جديدة تصنعها المؤسسة العسكرية بقوانينها وقيمها العريقة والراسخة لقدسية العمل والواجب هو الشىء المطلوب, علاوة على بناء الشباب بناءً جسديا وفكريا يصب في صالح الوطن وينعكس اثرا ايجابيا على المواطن وتنمية الوطن, اننا نعتز بقواتنا المسلحة التي بتضحياتها صنعت ملحمة الاستقلال ,وما زالت هذه التضحيات بارزة للعيان ويشهد بها القاصي , والداني, على اسوار القدس , وباب الواد , واللطرون ,وجبل المكبر , والكرامة , وغور الصافي , ومازالت تعمل باليل ,والنهار للمحافظة على حدود الوطن ,وجبهته الداخلية.

خدمة العلم مطلب اساسي, لاعداد جيل يؤمن بالعمل الجاد ,وبالقيم السامية, وبتحمل المسؤولية , ويؤسس لمرحلةٍ قادمةٍ لمزيدٍ من البناء, والاعمار, والمحافظة على انجازات الوطن, باكثر إطمئنان لحاضرنا, وقوة, ومنعة لمستقبل اجيالنا من بعدنا .

فخدمة العلم تجسد مفهوم المواطنة, الصالحة في الانتماء الى الوطن , والولاء له , والاعتزاز به , والاسهام في بنائه وتقدمه والتضحية من أجله.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى