انتفاضة القدس فرسانها “جبارين”

 

يسعى الفلسطينيون منذ احتلال فلسطين لاسترداد حقوقهم المنتهكة وطرد المحتل بالأفعال والأقوال, فكانت انتفاضة القدس الامتداد الحقيقي للنضال الوطني ضد الاحتلال.. انتفاضة استخدمت مختلف الأساليب والوسائل المتاحة من حجر وسكين ورصاصة ودهس لجنود الاحتلال ، حيث سعى الشباب الفلسطيني المنتفض لامتلاك القوة التي يواجهون من خلالها المحتل بعدما أيقنوا أن من حاز الحق وامتلك القوة و الايمان فقد عرف طريق النصر.

لقد انطلق  الشباب الثلاثة من عائلة جبارين من مدينة أم النور “أم الفحم” الى باحات المسجد الأقصى  ليثبتوا للجميع حقيقة دامغة تقول أنه بالجهاد والدماء تستعاد البلاد وليس بالتنسيق الأمني مع المحتل.

رغم سياسة الترهيب والوعيد التي تمارسها الأجهزة الأمنية الصهيونية في مدينة القدس ومحيط المسجد الأقصى الا أن المجاهدين الثلاثة استطاعوا اختراق هذه القبضة الأمنية مسلحين بمسدس وسلاحي كارلو, حيث تمكنوا من قتل إثنين من جنود الاحتلال واصابة آخرين قبل أن يرتقوا شهداء في ساحات المسجد الأقصى المبارك ليثبتوا بدمائهم أهمية نصرة الحق وأن الجهاد هو السبيل الأمثل لاستعادة الحقوق.

تكمن أهمية هذه العملية من عدة جوانب, أولها أن الشهداء الثلاثة من مدينة تخضع أمنيا لسيطرة دولة الاحتلال وأجهزة مخابراتهم ويحملون الهوية الزرقاء, ثانيا مستوى التخطيط الدقيق للعملية واستخدام تكتيكات معينة وتجاوز السيطرة الأمنية والحواجز والمخابرات الصهيونية ليهزموا أدواتها التقنية والبشرية, وهذا النصر شكل ضربة للمنظومة الأمنية الصهيونية فاقت عدد القتلى في العملية الفدائي منهم.

المتابع للوضع الداخلي الصهيوني يرى حجم الخوف والفزع الذي ساد بينهم عقب العملية الفدائية التي نفذها محمد أحمد جبارين ومحمد حامد جبارين وأحمد جبارين, فنجد القيادة الصهيونية بداية من بينت والوزير أرئيل وليبرمان ورئيس وزرائهم نتنياهو يأمر بتعزيز الإجراءات الأمنية على الطرق المؤدية للقدس واعتقال حراس المسجد الأقصى واعتقال مفتي المسجد الشيخ حسين يعقوب وتفكيك بيوت عزاء الشهداء, اضافة الى منع المصلين من أداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى للمرة الأولي منذ العام 1969م الأمر الذي يحمل خطورة ويشكل تعديا كبيرا على حرمة المسجد الأقصى وقدسيته الدينية مما سيشعل مواجهات كبيرة رفضا لهذا التجاوز الخطير لمشاعر المسلمين حول العالم .

أين المنادون بحرية العبادة وحرمة الأماكن المقدسة لماذا نعتب عليهم ونلومهم إذا كان رئيس حركة فتح محمود عباس وأمير المقاطعة برام الله قدم العزاء لنتنياهو بجنوده الصرعي بالعملية واصفاً اياها العملية بالإرهابية فماذا سننتظر من الدول الأخرى.

لقد باركت حركة حماس وحركة الجهاد الاسلامي والعديد من الفصائل الوطنية هذه العملية الفدائية باعتبارها عملية فدائية بطولية تأتي كرد طبيعي على اجراءات الاحتلال وممارساته الاجرامية بحق شعبنا ومقدساته وهذا يعبر عن الموقف الوطني الحقيقي لكل وطني حر.

لقد جاءت هذه العملية لتؤكد أن انتفاضة القدس مستمرة رغم أنف الاحتلال وأعوانه, ولتثبت للجميع أن ارادة المقاومة لن تنطفي في قلوب الشعب الفلسطيني وأنهم مستمرون بالمقاومة حتى تحرير آخر ذرة تراب من أرضنا الطهور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى