طرابلس تودع ابنها القطب القومي عبد المجيد الرافعي
شيعت مدينة طرابلس في مأتم مهيب أمس الجمعة، النائب السابق عبد المجيد الرافعي، عقب صلاة العصر، حيث سُجي جثمانه في مقابر المدينة. وكان جثمان الرافعي قد نقل من دارته في أبي سمراء إلى المسجد المنصوري الكبير، محاطاً بحملة الأكاليل والفرق الكشفية.
وفي باحة المسجد، أمّ المصلين مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، بحضور النائب قاسم عبد العزيز ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب سمير الجسر ممثلاً رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، عبد الاله ميقاتي على رأس وفد من جمعية «العزم والسعادة» و«تيار العزم» ممثلاً الرئيس نجيب ميقاتي، وزير العمل محمد كبارة.
وقد ألقى الشيخ الشعار كلمة تأبينية قال فيها: «إن الراحل الكبير طيب ابن طيب، وكبير من زمن الكبار، حمل رسالة الإنسان، وأحسن علاقته بأبناء بلده، وتشهد له الدور بالتلطف والإحسان، وهو ابن أرومة طيبة، وابن الطيب الرافعي التقي الصالح، وقد انتهج رسالة خيرة صافية حملته إلى قيادة مجتمع ومدينة من خلال أصالته ومعالجته لمشاكل أبناء بلده، هو قامة عالية يغادر طرابلس إلى عفو الله ورحمته، وهو ابن مدينتنا المتمسك بقيمها إلى آخر لحظة من عمره، وإقامته في مدينته لم تختلف عن إقامته في منفاه، فاستوعب قاصديه من طرابلس. نودعه إلى جنة الخلد، متمسكين بأصالتنا، فطرابلس لا تنسى كل من قدم الخير إليها».
قال النائب محمد الصفدي: «بغيابه نفتقد قامة طرابلسية ولبنانية وعربية، ونتذكر زمناً كان فيه الدكتور عبد المجيد رمزاً من رموز النضال القومي وطبيباً ونائباً قريباً من الناس الذين أحبوه وبادلوه العطاء».
نعى الوزير السابق جان عبيد الفقيد الرافعي وقال: «الدكتور الحكيم الطيب عبدالمجيد محمد الطيب الرافعي رحل أمس، بعد أكثر من نصف قرن من النضال الوطني والعربي والإنساني الراقي. والى الحضور الكفاحي النبيل يترك الطيب ابن الطيب تراثاً مضافاً إنسانياً مشرقاً ومشرفاً وعطراً يجعل رفاقه وأهل طرابلس ولبنان وأهله بالذات يلهجون به ويعتزون ويقتدون لأجيال».
أضاف: «كان دائماً قدوة وقائداً ورمزاً للنزاهة والوطنية والعروبة والحس الإنساني والعلماني العميق والترفع المشهود ونذر النفس للفقراء قبل سواهم. كان طليعة في جيل من القوميين العرب قبل أن ينشئ من جديد حزباً للطليعة وهو على مشارف المغيب. لقد شكل عبد المجيد الرافعي علامة فارقة لجيله وتحولاً كبيراً لمعاصريه في طرابلس وخارجها».
وتابع: «إننا نشعر ونحس بعمق غيابه وفداحة خسارته مع زوجته وإخوانه وأخواته وأصهاره وأحبائه، وهو كان بالنسبة الي شخصياً أخاً وصديقاً ونبيلاً في الخلق والخلق لعمر كبير وطويل. ونحن نعزيهم جميعاً وفرداً فرداً، ونتعزى معهم بالتراث العريق والإرث الاستثنائي الذي يخلفه وراءه: صراطاً ونهجاً ومنارة واستقامة».
قال نائب رئيس المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، الوزير السابق عمر مسقاوي، «الدكتور عبد المجيد الرافعي كلمة كبيرة في حياتنا الاجتماعية والوطنية والسياسية منذ ستينات القرن الماضي الى يومنا. لقد سكب حضوره في أجيال المدينة في كل أمرها كشخصية استثنائية في كل موقف، طبيباً وسياسياً ملتزماً وطنياً وقريباً من الناس جميعاً».
قال رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن «يُشكل رحيل النائب السابق عبد المجيد الرافعي خسارة تاريخية لوجه وطني وعروبي عرفته طرابلس التي اندفع في خدمتها ردحاً طويلاً من الزمن، كما عرفته المحافل العربية علماً من أعلام البعث العراقي في الأصالة الحزبية التي أطلقها مؤسس الحزب ميشال عفلق في سوريا والعراق».
وتابع: «قد عرِف هذا الوجه الوطني المناضل في ميادين السياسة التي بقيت تعطي الأولوية لقضايا لبنان ولمفهوم العروبة، يوم كانت القومية العربية في أوج صدارتها، والتي كان فيها منظراً بمفهومها المناصر للقضايا العربية وفي طليعتها القضية الفلسطينية».