النظارة الشمسية تحافظ على سلامة العين من الاشعة فوق البنفسجية
يلجأ الكثيرون في فصل الصيف إلى وضع النظارة الشمسية؛ لتقي أعينهم من أشعة الشمس، وحتى يتمكنوا من النظر بشكل أفضل. وتعرض العديد من المحال التجارية أشكالاً وألواناً مختلفة من النظارات؛ لتجذب بها المستهلكين.
ولكن، هل النظارة الشمسية تفيد العيون وتقيها من أشعة الشمس؟ وهل جميع النظارات في الأسواق تُطرح لحماية عيون المستهلكين أم للكسب منهم؟
وفي الاجابة عن هذه التساؤلات, اكد طبيب العيون رامي الأمين الضويحي، عضو الجمعية الأمريكية لجراحي العيون (ASRS)، وعضو الجمعية التركية لطب العيون (TOD)، ومدير مركز الأطباء السوريين في إسطنبول، أهمية النظارات الشمسية للأعمار كافة.
وبيَّن الضويحي أن “هناك أشعة ذات طاقة عالية وتعتبر مؤذية للعين والجلد تسمى (UV) فوق البنفسجية، وهذه الأشعة تؤذي شبكية العين ومستقبلِات الضوء فيها، وكذلك تتسبب في ظهور الماء البيضاء بسن مبكرة بالنسبة للأطفال”.
ويعد الأطفال “أكثر حساسية لها؛ لكون بِنْية القرنية والعدسة غير مقاومة لها كما عند الكبار؛ إذ إن الطفل يقضي وقتاً طويلاً تحت الشمس مقارنة بالكبار.. ومن الضروري أن يلبس نظارة شمسية تؤمِّن حماية من UV وبنسبة 100%”.
الطبيب يوضح أن “بعض النظارات الشمسية زهيدة الثمن وتجارية ولا تحقق الحماية المطلوبة؛ بل قد تسبب الضرر”، وأشار إلى أنه “من المهم أن تكون عدسات النظارة من نوعية جيدة وتؤمِّن حماية فوق 98% من الـUV، ولا يُفضَّل اللون الغامق كثيراً لعدسات النظارة الشمسية؛ فهو يغير تأقلم العين للضوء ويمنح الشخص أو الطفل شعوراً كاذباً ليبقى طويلاً تحت الشمس؛ ما يؤذي جلده”.
واكد الضويحي، أنه “يجب على الأبوين تحذير الطفل من البقاء فتراتٍ طويلةً، وتزويده بالسوائل، وعدم السماح له بالنظر المباشر نحو الشمس مهما كان السبب، حتى من خلال النظارة الشمسية، ومن الواجب التنبيه إلى خطر فلاشات الكاميرا والإضاءه العالية، خاصة على عيون الأطفال”.
ونوه إلى أنه يفضل اختيار شكل مناسب للنظارة الشمسية يراعي قياس الرأس ومسافة الأذنين، ولا يسبب الحساسية.
الأشعة فوق البنفسجية
مجلس الرؤية البصرية الأمريكي “The Vision Council” أصدر نشرة إخبارية حديثة ضمن فعاليات يوم النظارات الشمسية الوطني بالولايات المتحدة في 27 حزيران الماضي، حول أهمية حماية العين من التعرض للأشعة فوق البنفسجية القادمة مع حزمة أشعة الشمس، وذلك بالحرص على ارتداء الأنواع الصحية للنظارات الشمسية.
كما حدَّثت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض واتقائها “FDA” توصياتها حول حماية العين بارتداء النظارات الشمسية، بحسب صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية، وقالت: “تنعكس أشعة الشمس عن أسطح الرمال والماء والثلج؛ ما يزيد من التعرض للأشعة فوق البنفسجية؛ ومن ثم ارتفاع احتمالات نشوء مشكلات في العينين. وثمة أنواع من النظارات الشمسية يُمكن أن تساعد في حماية العينين”.
وكانت “FDA” قد حدثت إرشاداتها حول العناية بالصحة خلال الصيف في 24 أيار الماضي تحت عنوان: “نصائح للحفاظ على سلامة التعرض لأشعة الشمس: من مستحضرات وقاية أشعة الشمس إلى النظارات الشمسية”.
وأكدت ضرورة انتقاء نظارات شمسية تحجب الأشعة فوق البنفسجية بنسبة 100% من نوع إيه (UVA) والأشعة من نوع بي (UVB)؛ وذلك لحماية العين من التأثيرات الضارة لتلك النوعية من الأشعة القادمة ضمن حزمة الأشعة الشمسية التي تصل إلى سطح الأرض.
عيون الأطفال
وأصدرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال “APA”، في 2 أيار الماضي، إرشاداتها حول السلامة من أشعة الشمس لعام 2017، والتي تضمنت ضرورة حرص الوالدين على ارتداء أطفالهم النظارات الشمسية ذات القدرة على حجب ما بين 97 و100% للأشعة فوق البنفسجية.
وذكرت نتائج دراسة مراقبة الإبصار “VisionWatch” التي أجراها مجلس رؤية الإبصار الأمريكي، أن نحو 30% من الناس فقط يحرصون على ارتداء النظارات الشمسية عند خروجهم من منازلهم في ساعات النهار، و27% لا يرتدونها مطلقاً، وأن نحو 36% من الناس يقضون معظم الوقت في الفترة ما بين العاشرة صباحاً والرابعة بعد الظهر، وهي الفترة الأعلى في تعرض العينين للأشعة فوق البنفسجية.
وعلى الرغم من إشارة المصادر الطبية إلى أن الأطفال يتعرضون لثلاثة أضعاف كمية الأشعة فوق البنفسجية التي يتعرض لها البالغون، فإن من ضمن نتائج هذا البحث الإحصائي أمراً مثيراً للدهشة؛ ذلك أن 7% فقط من البالغين الأمريكيين ذكروا أن أطفالهم يرتدون دائماً نظارات شمسية عند الخروج إلى أشعة الشمس.
وتعتبر العين، مقارنة بالجلد والأنف والأذن والشعر، أكثر أجزاء الجسم ذات التركيب الدقيق والتي تتعرض بشكل مباشر لعوامل بيئية متعددة، كأشعة الشمس والهواء والحرارة وغيرها، وهو الوضع الذي يفرض على الإنسان وقاية تراكيبها من أضرار تلك المؤثرات البيئية المختلفة.