الهدوء يسود منطقة درعا بعد دخول الهدنة حيز التطبيق اليوم

اعلن هربرت ماكماستر, مستشار الأمن القومي الأمريكي إن اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب غربي سوريا، الذي توصلت إليه بلاده مع روسيا، يشكل أولوية بالنسبة للولايات المتحدة التي تنظر إليه باعتباره “تطورا يبعث على الأمل”.

وذكر ماكماستر في بيان صحفي، أن قرار وقف إطلاق النار الذي تم إبرامه بين الولايات المتحدة وروسيا والأردن، قد دخل حيز التطبيق ظهر اليوم الأحد.

وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغ العديد من القادة المشاركين في قمة العشرين بألمانيا بأمر الاتفاق، ومن بينهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قد أعلن مساء أمس الأول الجمعة، أن موسكو وواشنطن توصلتا لاتفاق وقف إطلاق النار جنوب غربي سوريا.

وفي سياق متصل، كشفت مصادر في البيت الأبيض والكونغرس عن تفاصيل الاستراتيجية الأميركية الجديدة المتعلقة بالملف السوري، والتي ستتضمن التسليم بخطة المناطق الآمنة التي اقترحتها روسيا، والتنسيق مع قوات الأخيرة على الأرض السورية، بالإضافة إلى التسليم ببقاء بشار الأسد في منصبه.

هذا وقد شهدت مدينة درعا وريفها اليوم هدوءاً نسبياً في العمليات العسكرية بين الجيش السوري والفصائل المسلحة، عقب إعلان الجيش تهدئة منذ مطلع الأسبوع الجاري.
وقد تجول بعض الصحفيين داخل المدينة التي تشهد هدوءاً تاما وحياة شبه طبيعية حيث فتحت المحال التجارية وعادت الحركة الى الاحياء والشوارع التي يسيطر عليها الجيش السوري.

وكان الجيش قد استقدم الشهر الفائت تعزيزات هامة إلى مدينة درعا بالتزامن مع وقف العمليات حيث استكمل تعزيزاته وتحسين خطوط الصد مع استطلاع واسع لكامل المنطقة واستهدف بنك الأهداف المكون من مستودعات سلاح ومرابض راجمات ومدفعية، إضافة لنقاط دعم لوجستي للمسلحين ضمن نطاق جغرافي ممتد من مدينة درعا حتى الحدود الأردنية مستخدما الطيران المروحي والقذائف المدفعية مع استخدام فعال لمنصات إطلاق صواريخ “جولان”.

كما أجرى الجيش السوري عملية برية محدودة انطلاقا من المنطقة الصناعية شمال شرق درعا أنشأ خلالها نطاق أمان بري وقاعدة انطلاق ممتدة من بلدة النعيمة شرق درعا مرورا بحي طريق السد ووصولا إلى محاذاة مخيم درعا ومحرزا الجيش تقدما باتجاه حي المنشية.

وتوزع السيطرة في مدينة درعا حيث ان الجيش يسيطر بدءاً من مركز المدينة باتجاه الشمال والشمال الشرقي من ريف المدينة والذي يشمل مناطق عديدة أهمها درعا المحطة والقسم الأكبر من حي المنشية داخل المدينة، وكذلك كل من مدينة الصنمين وإزرع وبلدات المسمية وغباغب ومحجة وقرفا، بالإضافة إلى بعض القرى المحيطة بتلك المناطق ومن ضمنها الطريق الدولي درعا دمشق وصولاً إلى الحدود الإدارية مع ريف دمشق .

في المقابل تسيطر الفصائل المسلحة على كاملة الحدود الإدارية مع المحافظات المجاور لدرعا وهي السويداء شرقاً والقنيطرة والجولان المحتل غرباً بالإضافة إلى المعبرين الحدوديين مع الاردن.

ويسعى الجيش الى توسيع نطاق سيطرته في حال فشل مساعي الهدنة ووقف الاعمال القتالية من اجل تأمين الحدود الجنوبية للبلاد وضبطها لمنع خروج ودخول المسلحين وقطع خطوط الامداد عنهم وتأمين حصار كامل عليهم في درعا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى