لعبة توزيع الادوار السعودية.. امراء يدعمون الارهاب وآخرون يحاربونه

نشرت صحيفة “البايس” الإسبانية؛ مقالا تطرق فيه الكاتب إلى هوية الإرهابيين الحقيقيين من بين الأطراف المشاركة في أزمة الخليج.

وبيّن الكاتب أنه لا توجد أية جهة تعرف الإرهاب أكثر من المملكة العربية السعودية، التي تتهم قطر بدعم الجماعات المتطرفة.

وقال الكاتب، في مقاله، إن النظام الملكي السعودي يعرف الكثير من الأمور عن مسألة الإرهاب، وذلك بفضل تجربته المتأتية من أمراء العائلة المالكة في حد ذاتها، ثم يعود الكاتب ليقول إن السعودية وقطر متورطتان في دعم “الجماعات الإرهابية المتطرفة”.

ويقول الكاتب إن ولي العهد السعودي السابق، الأمير محمد بن نايف، يعتبر خبيرا عالميا في مجال مكافحة الإرهاب، حيث يحظى بتقدير كبير من قبل الوكالات الغربية لتفانيه في محاربة المتطرفين وإعادة إدماجهم في المجتمع، ولعل هذا ما جعله عرضة لأربع هجمات كادت إحداها تكلّفه حياته، وذلك عندما أقدم إرهابي على تفجير نفسه في مكتب الأمير.

وأشار الكاتب إلى أن القادة والأمراء السعوديين ينقسمون إلى شقين أساسيين، إذ أن شقا منهم يساهم في تعزيز الإرهاب، بينما يعمل الشق الآخر على محاربته. وحيال هذا الشأن، أحال الكاتب على المقالة التي كتبها الفرنسي المتخصص في الإرهاب الجهادي، بيار كونيسا، تحت عنوان “الدكتور سعود والسيد جهاد”.

وقد بين بيار كونيسا من خلال هذه المقالة أن “السعوديين شكلوا أكبر وحدة من المقاتلين الأجانب ضد الجيش الأحمر (الروسي) في أفغانستان بعدد يقارب 5000 مقاتل. كذلك، لعب الإرهابيون المتحدرون من أصول سعودية دورا هاما في أحداث 11 أيلول/ سبتمبر، إذ أن عددهم كان 15 سعوديا من بين 19 متورطا في الهجمات. ويضاف إلى هذه الأعداد، السعوديون المحتجزون في سجن غوانتانامو. أما في تنظيم الدولة، هناك نسبة كبيرة من السعوديين ضمن المقاتلين الأجانب المنتشرين في كل من سوريا والعراق، ويقدر عددهم بحوالي 2500 شخص”.

وذكر الكاتب أن الوهابية، العقيدة الدينية الرسمية في المملكة العربية السعودية، اعتادت دائما البحث عن مبررات للإرهابيين، علما بأن الوهابية تُمارس تحت إشراف عدد من عناصر الشرطة ورجال الدين المدللين المفضلين لدى النظام.

ووفقا للمحلل السياسي التونسي، حمادي الرديسي، فإن “الوهابية تدعو إلى الإسلام الملياري، والمسنثروبيا (الكراهية) ومعاداة المسيحيين واليهود، فضلا عن احتقار النساء”.

وأفاد الكاتب أنه يصعب فهم الإرهاب دون النظر في العقائد المتعصبة التي تمكنت السعودية من نشرها في شتى أنحاء العالم، والفضل في ذلك يعود إلى الاستثمار في التعليم والديبلوماسية الدينية، التي تروج لها الرياض منذ 50 سنة تقريبا. فهذه الممارسات تهدف أولا إلى محاربة التيار الفكري العلماني واليساري، وفيما بعد مهاجمة الغرب وإسرائيل، وفق الكاتب.

وأورد الكاتب أن تعاون السعودية والرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمحاسبة كل طرف متورط في الإرهاب، هو تماما مثل طلب المشورة من الثعلب لحماية الدجاج. كما أن الاتهامات التي وجهتها السعودية ضد قطر بالتواطؤ مع الإرهاب تفتقر إلى أي أساس من المصداقية. فالسعودية تتفوق على قطر من حيث درجة دعم وحماية الجماعات الإرهابية، وخير شاهد على ذلك دعم القطريين للحركات الديمقراطية في المنطقة من خلال قناة الجزيرة، وفق تقدير الكاتب.

ويقول الكاتب إنه من المثير للاهتمام أن الإرهابيين التائبين يتلقون معاملة جيدة في السعودية، أفضل من تلك التي يتلقاها سجناء الرأي المتهمين بانضمامهم إلى الاحتجاجات الديمقراطية. ومثال ذلك في هذا السياق؛ رائف بدوي، الكاتب والمدون الذي تعرض للاعتقال سنة 2012 وحكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات والجلد ألف جلدة بتهمة “إهانة الإسلام”، وهي نفس التهمة التي يوجهها تنظيم الدولة لأعدائه.

وأكد الكاتب أنه بإمكان السعوديين محاسبة المتورطين والمسؤولين عن الإرهاب؛ عندما يكونون أولا على استعداد لإطلاق سراح رائف بدوي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى