احمد رزق يعتز بمسلسله الرمضاني ” إزّي الصحة” لانه يدعو لمحاربة الفساد
صرح الممثل المصري أحمد رزق مسلسله “إزّي الصحة” من تأليف يوسف معاطي وإخراج إبراهيم فخر، والذي عُرض ضمن الماراثون الرمضاني الأخير، قد حرص على مناقشة قضية فساد الصحة والمستشفيات في إطار كوميدي، وأكد أنه لا يوجد منزل في مصر لا يعاني من فساد الصحة بشكل عام، على مستوى الإدارة بالمستشفيات أو الأطباء أو التمريض.
وكان البناء الحقيقي لقصته قائما على الدراما وليس الكوميديا والضحك، وناقش قضية الاتجار بصحة المصريين في إطار صادم وجريء وتحذيري للدولة للتصدي لفساد بعض العناصر في المستشفيات ومخالفتهم للقانون واحتكار العلاج. وعن المسلسل يقول “صراحة الفكرة جعلتني منذ قراءتي للسيناريو أقرر أن يواجه رضا، بطل المسلسل، مشاكله المتكررة بالابتسامة والسخرية مهما كان حجم المأساة”.
وأشار الممثل رزق إلى أن رضا في المسلسل هو شخص خفيف الظل، لكن عندما يقع في أزمة سيكون مطلوبا منه بالتأكيد ملء مساحة تمثيل باقتدار حتى يعيش الأزمة كما هي، كي يتفاعل معه الجمهور، حيث سيشاهده يبكي ويضحك كأي إنسان عادي، فالحالتان لا تنفصلان، إذ لا يمكن أن تجد شخصا يبكي فقط أو يضحك فقط طوال اليوم.
ويجد أحمد رزق أن شخصية رضا في مسلسل “إزّي الصحة” قريبة من الناس وتتحدث بلسان حالهم؛ فهو كبير العائلة ويحمل على عاتقه مسؤولية أسرته بعد وفاة أبيه منذ أن كان طالبا في كلية الطب، وضحى بحلمه من أجل والدته وأخواته البنات وتحول من طالب إلى قدوة للجميع، وهذا نموذج حقيقي موجود داخل المجتمع المصري، خاصة في المناطق الشعبية الفقيرة، ويقول “إنها عائلة تشبه كثيرا تلك العائلات التي تربينا فيها جميعا”.
وأضاف رزق أن شخصية رضا فيها الكثير من شخصيته هو، في ما يتعلق بعلاقته بأخواته والكثير من مناحي حياته، لذلك لم يجد صعوبة في تجسيدها على الشاشة، وقال “رضا يشبهني في الابتسامة رغم الوجع، وكان بالنسبة إلي السهل الممتنع، لأن السهولة سلاح ذو حدين في إيصال الرسالة إلى المشاهد دون استخفاف”.
وتعمد مخرج العمل إبراهيم فخر عدم الاعتماد على ديكور مصنوع للتعبير عن الحارة المصرية، ولكنه انتقل إلى منطقة بولاق أبوالعلا بوسط القاهرة، وهنا رأى رزق أن الواقعية في تجسيد الحارة أو المكان تلفت انتباه المشاهد دون أن يشعر فيتفاعل مع العمل حتى وإن لم ينتبه لهذه الجزئية، لأنه يعيش هذه التفاصيل في حياته اليومية، وبالتالي لن يشعر بغربة تجاه العمل الذي يشاهده، قائلا “بالنسبة إلي من المهم أن يصدق المشاهد العمل الفني، لأنه إذا صدق سيستمتع بالعمل”.
ورغم أهمية القضية التي يناقشها المسلسل، إلا أن أحمد رزق يقول إن مسلسل “إزيّ الصحة” ظُلم في الدعاية، لكنه لم يظلم في العرض، نافيا أن تكون مواقع التواصل الاجتماعي قادرة وحدها على المساهمة في انتشار أي مسلسل بين الجمهور، ولكنها تساعده على متابعة المسلسل في أوقات أخرى من العرض.
ورفض رزق الاعتماد على فكرة الفرصة الثانية في المشاهدة بعد انتهاء شهر رمضان لإعادة تقييم المسلسل جماهيريا، مبررا ذلك بأن العمل الفني يُعاد تقييمه كل فترة، والمطلوب من الممثل تقديم منتج جيد فقط، ويترك الحكم للجمهور، وفي هذا الصدد يقول “الفيلم الذي تم إنتاجه في الخمسينات والستينات من القرن الماضي يُعاد تقييمه اليوم”.
وأكد أن العرض الرمضاني مفيد بالنسبة إلى أي عمل فني، لأن كل مسلسل جيد سيحصل على حقه من نسبة المشاهدة، وبالنسبة إلى مسلسله “إزيّ الصحة” يجد أن الظروف كانت لصالحه، لأنه الوحيد الذي اعتمد على كوميديا الموضوع، في حين أن الأعمال الأخرى، في تقديره، قامت على “الفانتازيا” فقط.
والخريطة الفنية للأفضل أو الأسوأ دائما تتوقف على مدى ثقافة وتعليم المجتمع، حيث يجد رزق أن الارتقاء بالتعليم هو بداية الارتقاء بالذوق العام وبالثقافة العامة، ويوضح “أهملنا التعليم فحصدنا نتائج سلبية تمثلت في فئة من الشباب قد لا تود رؤيتهم”.