فشل عباس في اقناع حماس وقف تفاهماتها مع دحلان

تجرى السلطة الفلسطينية مفاوضات غير مباشرة مع حركة «حماس»، لإثنائها عن «التفاهمات» التي أجرتها مع «محمد دحلان» القيادي المفصول من حركة «فتح».

وبحسب مصادر فلسطينية، فإن الرئيس «محمود عباس» و«فتح» أرسلا اقتراحات لـ«حماس» عبر ثلاث جهات، إحداها دولية واثنتان محليتان، يطلبان فيها إلغاء التفاهمات مع «دحلان» وقطع العلاقة معه، إضافة إلى الشروط الثلاثة المعروفة لوقف ما سماه «الإجراءات غير المسبوقة»، وتتضمن أن تحل «حماس» اللجنة الادارية (حكومة الأمر الواقع) التي أعادت تشكيلها ومنحتها الثقة من المجلس التشريعي في قطاع غزة قبل شهور قليلة، والموافقة على تشكيل حكومة وحدة وطنية، وعلى تنظيم انتخابات عامة في فلسطين.

وأشارت المصادر التي تحدثت مع صحيفة «الحياة»، إلى أن «الوسطاء الثلاثة» نقلوا الرسالة الى «حماس» قبل أيام، وأبلغوها أن «عباس» جاهز لبحث أي قضية مع الحركة بعد تنفيذ هذه الشروط وليس قبلها.

وأوضحت المصادر أن «حماس» رفضت الشروط جميعاً، واشترطت تراجع «عباس» عن كل «الإجراءات غير المسبوقة» التي اتخذها خلال الشهور الثلاثة الأخيرة، ومن بينها فرض الضرائب على الوقود اللازم لتشغيل محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع، وإلغاء طلبه من (إسرائيل) تقليص نحو 48 ميغاواط من الكهرباء التي تزود بها القطاع، وإلغاء قرار وقف التحويلات الطبية وتغطية علاج مرضى القطاع مالياً، وإلغاء قرار الحسم بنسب كبيرة من رواتب موظفي السلطة، وكذلك التراجع عن وقف رواتب أسر الشهداء والأسرى.

كما اشترطت حركة «حماس»، دفع رواتب نحو 40 ألفاً من موظفيها الذين عينتهم غداة الانقسام في حزيران عام 2007.

وقالت المصادر إن الحركة في حاجة إلى ضمانات مسبقة من أطراف عدة، فلسطينية وعربية ودولية، للموافقة على حل اللجنة الإدارية.

وأضافت أن الحركة رفضت قطع العلاقة مع «دحلان» الذي يعتبر نفسه «زعيم التيار الإصلاحي» في «فتح»، أو التراجع عن أي تفاهمات معه، بل تعتبر أن هذا «شأناً يخصها»، فضلاً عن أن «المصالحة مع دحلان تصب في نهاية المطاف في المصالحة الفلسطينية عموماً».

واعتبرت المصادر أن لدى «حماس» خططاً وقرارات، من بينها منع سفر عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، مسؤولها في القطاع «أحمد حلس» الذي منعته أجهزتها الأمنية من مغادرة القطاع إلى رام الله قبل أيام. وتوقعت أن تتخذ قرارات مشابهة في حق قادة «فتحاويين» آخرين في مقابل منح تسهيلات كبيرة لتيار «دحلان» للعمل في القطاع والتحرك بحرية.

وأشارت المصادر إلى أن الحركة ردت بوضوح وصرامة على شروط «عباس» أمس عندما توجه وفد كبير من لجنتها الإدارية إلى القاهرة برئاسة عضو المكتب السياسي «روحي مشتهى».

واعتبرت المصادر أن استقبال الوفد في القاهرة يعني اعترافاً مصرياً صريحاً باللجنة الإدارية، وإشارة ضمنية واضحة إلى «عباس» برفض حلها، بل التعاون معها على أرض الواقع.

ولفتت أيضاً إلى «الدعوة» لزيارة القطاع التي وجهها رئيس المكتب السياسي للحركة في القطاع «يحيى السنوار»، إلى القيادي «سمير المشهراوي» الذراع الأيمن لـ«دحلان».

وكشفت المصادر أن «المشهراوي» و«سليمان أبو مطلق» أحد كبار مساعدي «دحلان»، سيصلان القطاع الأسبوع المقبل، مرجحة ألا يعود «دحلان» في الوقت الراهن، وأن عودته قد تتأخر أسابيع أو شهور قليلة.

وقالت إن أنصار «دحلان» سيحتفون بالرجلين، وسينظمون احتفالات لهما في مناطق عدة في القطاع، كما سيلتقيان قيادة «حماس»، وفي مقدمها رئيس المكتب السياسي «إسماعيل هنية».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى