“الجاسوس الاخضر” زج بوالده في السجن وانقذ حياة بيريس والحاخام عوفاديا يوسيف
إعترف غونين بن يتسحاق, وكيل جهاز الأمن العام الإسرائيلي العام سابقا أن الشخص الذي جنده كعميل للشاباك، وكان نجل أحد أبرز قياديي حركة حماس في الضفة الغربية، كان مسؤولا عن إحباط مخططات لاغتيال عدد من القادة الإسرائيليين، معتبرا أنه بذلك قد أنقذ مئات وآلاف الفلسطينيين من الموت. بل حتى ذهب أبعد من ذلك ليقول إن مصعب حسن يوسف، أنقذ حياة والده حسن يوسف، عبر تعاونه مع جهاز المخابرات الإسرائيلي.
وفي حديثه الى برنامج “حديث آخر”، أكد غونين بن يتسحاق، وكيل الشاباك الذي جنّد من بات يعرف بلقب “الأمير الأخضر”، رؤيته بأن معظم أبناء الشعب الفلسطيني يرغبون بتحقيق السلام والعيش بأمن وأمان، “تماما ما نرغبه نحن”.
وقال بن يتسحاق الذي تجنّد للشاباك عام 1996، مباشرة بعد انهاء خدمته العسكرية في سلاح البحرية الإسرائيلي، وبعد عامين على اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحاق رابين، مشيرا الى أن كان لذلك تأثيرا كبيرا على قراره بالانضمام لجهاز استخباراتي. وقال “صدمني قتل رئيس الوزراء إسحاق رابين. ترعرعنا في ظل موجة من العمليات الفلسطينية، الفكرة بأن يقوم بقتل الرئيس رابين شخص يهودي لم تخطر على بالنا”.
وبالنسبة للانتفاضة الثانية، أشار وكيل الشاباك سابقا إنه مع انهيار محادثات كامب دافيد بين باراك وعرفات في العام 2000 كان واضحا أن الاحتقان في الضفة الغربية فاق الحدود، موضحا أن الكل لم يجرؤ على التفكير بهذه المسألة في ظل الاعتقاد بأن اتفاقيات أوسلو راسخة. بالنسبة له، كشخص يعتبر نفسه يسارا، مؤيدا لاتفاقيات أوسلو ولعملية السلام مع الفلسطينيين، قال إن “الانتفاضة زعزعت تفكيري بأنه يصعب تحقيق السلام. خرج الجن من القمقم، لم يكن بالإمكان السيطرة عليه” في إشارة للغضب الفلسطيني الذي انفجر مع اندلاع الانتفاضة!
وبالنسبة للعميل الأبرز الذي شغلّه بن يتسحاق خلال سنوات عمله لصالح الشاباك، فأشار الى أن وظيفة مصعب حسن يوسف كانت تقديم معلومات له كضابط، حول ناشطين في الفصائل الفلسطينية الفاعلة في الضفة الغربية.
وفي رده على سؤال حول القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي الذي يعتبر من أبرز القيادات المسجونة لدوره في كتائب شهداء الأقصى – الذراع المسلحة لحركة فتح، والمسؤول عن تفنيذ سلسلة من العمليات الانتحارية خلال الانتفاضة الثانية، قال بن يتسحاق إنه شارك بعملية اعتقال البرغوثي، ضمن عمله كضابط استخبارات في منطقة رام الله، أشار الى مسؤولية البرغوثي بتوجيه العمليات، ولكن رغم ذلك يقول إن الاسرائيليين أحبوه. معتبرا أنه كانت له علاقات قوية مع الاسرائيليين الذين خاب ظنهم منه.
وأضاف “لم يكن الوحيد من حركة فتح، كثيرون كانوا ضليعين، بينهم توفيق الطيراوي – مدير المخابرات، الذي اجتاز الانتفاضة دون ضرر. ولكن بسبب حضور البرغوثي الإعلامي استفز الإسرائيليين وأغضبهم”.
وبما يخص مطاردة ابراهيم حامد زعيم كتائب القسام – ذراع حركة حماس العسكرية سابقا، والمحكوم بالسجن المؤبد 54 مرة، لمسؤوليته عن عدة عمليات قتالية وتفجيرية أدت لمقتل إسرائيليين في سلسلة عمليات نفذت طيلة مطاردته نحو 10 أعوام،اعتبر بن يتسحاق أنه كان الشخصية الرئيسية التي طاردها كضابط بالشاباك، معتبرا أنه تسبب له بصداع كبير، وقال “كان الهدف الأول بالنسبة لنا، طاردته لسنوات، بل إن مطاردته كان تطاردني وتلاحقني حتى في المنزل، كنت أحلم بابراهيم حامد ومطاردته”.
وأوضح أن لوكيله مصعب كان دور حاسم في اعتقال حامد، موضحا أن معلومات قدمها نجل القيادي في حركة حماس، أدت الى اعتقال ابراهيم حامد في العام 2006.
وأوضح بما يخص عبدالله البرغوثي القيادي في كتائب القسام، المحكوم بالسجن المؤبد 67 مرة، إضافة إلى خمسة آلاف ومائتي (5200) عام؛ لمسؤوليته عن مقتل 67 إسرائيلياً خلال الانتفاضية الثانية، أن “عبدالله البرغوثي كان شبحا بالنسبة لنا، لم نكن نعرف من هو، ومصعب لعب دورا رئيسيا في عملية تشخيص دور واعتقال عبدالله البرغوثي”.
وتهرب غونين بن يتسحاق من الرد على سؤال حول اذا ما كان وكيله مصعب حسن يوسف قد قدم معلومات عن خالد مشعل وتحركاته.
وفي رده على سؤال حول دور “الأمير الأخضر”، بمنع وإفشال عمليات انتحارية أو عمليات ضد أهداف إسرائيلية، قال بن يستحاق إن لمصعب كان دور في إحباط عمليات اغتيال الرئيس الإسرائيلي الأسبق شمعون بيريس، وزعيم حركة شاس الحاخام عوفاديا يوسيف.
وأوضح أن مصعب “كان ضليعا باكتشاف خلايا، وبعض هذه الخلايا خططت لاغتيال شمعون بيريس وعوفاديا يوسيف”. مضيفا أنه يصعب تحديد عدد الإسرائيليين الذين أنقذ مصعب حياتهم، لكنه “هو يصر على القول إنه أنقذ حياة مئات الفلسطينيين، لأنه بعد كل عملية كان الجيش الإسرائيلي يرد ويقتل مواطنين فلسطينيين أيضا، لذلك فهو أنقذ حياة فلسطينيين أكثر من الإسرائيليين”.
وفي الختام أشار غونين بن يتسحاق الى أن مصعب هو الذي زج بوالده حسن يوسف في السجن الاسرائيلي.