ترامب يتعمد التصعيد والتهديد في سوريا, فيما يطالب وزير الخارجية الالماني بمفاوضة الرئيس الاسد لانهاء الازمة

كشفت قناة CNN  بأن السفن والطائرات الحربية الأمريكية في الشرق الأوسط تأهبت وأخذت وضع الإستعداد للقيام باعتداء محتمل ضد سوريا، منتظرة أوامر الرئيس الأمريكي تنفيذ الهجوم.

ونقلت القناة عن مصادر في البيت الأبيض، إن البنتاغون يراقب قاعدة الشعيرات الجوية السورية التابعة للجيش العربي السوري، وذلك بعد أن زعمت واشنطن بأنه من المحتمل أن ينطلق من خلالها هجوم كيميائي. حسبما ذكرت “سبوتنيك” الروسية.

الى ذلك قال وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، بأن السلطات السورية “تعاملت بجدية مع التحذيرات الأمريكية” وأعادت النظر فى فكرة الهجوم الكيميائي.

يذكر أن الإدارة الأمريكية زعمت يوم الاثنين الماضي، أن الجيش السوري يعدّ لهجوم كيميائي صاروخي، في حين لم يقدم أي أدلة تثبت إدعاءاته، بل وعد حينها بأن السلطات السورية “ستدفع ثمنا باهظا” إذا ما حدث الهجوم.

من جانبها سارعت الحكومة السورية بالردّ على هذه المزاعم بأنها لم تستخدم السلاح  الكيميائي ولن تستخدمه في المستقبل.

وأما وزارة الخارجية الروسية فقد وصفت هذه الادعاءات بـ “الهراء”، كما دعا وزير الخارجية الروسي، سيرغى لافروف، نظيره الأمريكي في مكالمة هاتفية امس الاربعاء لعدم وضع واشنطن العراقيل أمام الجيش السوري الذي يطارد الإرهابيين داخل سوريا.

وبالمقابل فقد أكد زيغمار غابرييل، وزير الخارجية الألماني, امس الأربعاء، على ضرورة التفاوض مع الرئيس السوري بشار الاسد من أجل انهاء الأزمة السورية.

وأضاف الوزير الألمانية في المؤتمر الروسي الألماني للمدن الشريكة، امس: “نحن نريد فتح صفحة جديدة إيجابية في تاريخ علاقات بين برلين وموسكو”، وأضاف: “على سبيل المثال، هناك صراعات في سوريا وفي أوكرانيا، لدينا نظرة مختلفة حولها، لكننا نرى صداقة بين الناس، بين المجتمع.. لدينا صعوبات من وجهة نظر الرؤية السياسية، لكن لا يجب علينا رفض التعاون بين مجتمعي البلدين لأن أغلب الصعوبات على الصعيد السياسي، لكن الأهم أكثر إقامة علاقات أفضل على المستوى المدني”.

وأضاف غابرييل، بأنه يعتزم زيارة موسكو اليوم الخميس، وسيبحث مع نظيره الروسي عدداً من المسائل، وأشار إلى أنه لدى الغرب وروسيا إمكانيات هائلة للتعاون، خاصة في المجال السياسي، والاقتصادي، والثقافي، وقال: “نحن لا نستخدم هذه الإمكانيات حاليا، وهذا أدى إلى أن مستوى معيشة السكان أقل مما كان يمكن أن يكون، لكننا نعتزم اليوم وغدا في موسكو تبادل الآراء حول ذلك”.

كما دعا وزير الخارجية الألماني لاستخدام إمكانيات العلاقات بين البلدين من أجل تسوية الأزمات في العالم، وقال الوزير: “أنا واثق تماما من أنه يمكننا تسوية هذه النزاعات التي يجب علينا حلها، ويجب علينا استخدام إمكانيات التعاون بين روسيا والغرب، وبين ألمانيا وروسيا، في ذلك.

ومن جانبها أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن اتهامات واشنطن لدمشق بأنها تخطط لهجوم كيميائي هي العمل الاستفزازي الموجه ضد سوريا وكذلك روسيا، معتبرة أن هذه الاتهامات تأتي تمهيدا للتدخل في سوريا.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحفي اليوم الخميس، “للأسف كانت هناك اتهامات جديدة عديمة الأساس من قبل واشنطن تجاه القيادة السورية التي تخطط بحسب زعم الجانب الأمريكي لشن هجوم كيميائي جديد”، وأكدت أن هذا الوضع يشبه عملا استفزازيا من الناحيتين العسكرية والإعلامية يستهدف ليس فقط السلطات السورية، بل وكذلك روسيا.

وأضافت زاخاروفا أن هذه الاتهامات والتهديدات تبدو “ساخرة تماما على خلفية الخطوات المخالفة للقانون لما يسمى بالتحالف المناهض لـ”داعش” بقيادة الولايات المتحدة حيال سوريا المستقلة”.

وقالت زاخاروفا إن “الحملة الإعلامية الحالية هي تمهيد لتدخل جديد في سوريا”.

وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الروسية إلى أن واشنطن بدأت هذه المرة تتحدث عن تخطيط دمشق لشن هجوم كيميائي جديد في المستقبل في محاولة “للحفاظ على ماء الوجه في حال تسرب معلومات حول التخطيط لعمل استفزازي في أراضي سوريا”.

وترى زاخاروفا أن الولايات المتحدة تسعى إلى تقويض عملية المفاوضات في أستانا، وذلك من خلال تنفيذ عمل استفزازي يؤدي إلى سقوط العديد من الضحايا ويجعل مواصلة عملية التسوية السياسية في سوريا غير ممكنة.

وأضافت أن عملية أستانا تتطور على الرغم من كل الصعوبات، لأن بعض قوى المعارضة السورية أدركت أن بلادهم قد تنهار بسبب سياسة الجهات التي كانت تدعمها وتمولها.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى