تسلم ابن سلمان لولاية العهد السعودية يسبب الاحباط الشديد لحكام قطر

اكدت مراجع خليجية أن صعود الأمير محمد بن سلمان إلى مرتبة ولي العهد, يشكل إعلانا رسميا للعالم أجمع باسم وهوية الملك السعودي المقبل، هو ما سيفرض على كل شركاء السعودية إقليميا ودوليا التموضع وفق المعطى الجديد، وما سيفرض على المترددين إقليميا ودوليا، المجاهرة بمواقف تدين مشيخة قطر من أجل الضغط عليها للعودة إلى الحضن الخليجي.

ولفتت مصادر دبلوماسية عربية إلى أن قطر لجأت في الأيام الأولى التي تلت قرارات المقاطعة في 5 يونيو الجاري إلى محاولة استخدام خطاب ودي مع السعودية وتحميل الإمارات مسؤولية الأزمة. وكانت الدوحة تحاول بذلك دق إسفين يائس بين الرياض وأبوظبي، وحين فشلت في مسعاها عملت من خلال منابرها الإعلامية على الترويج لخلاف مزعوم داخل القيادة السعودية في شأن مقاربة المسألة القطرية، فيما سرّبت تقارير إعلامية قطرية عن موقف للأمير محمد بن نايف ولي العهد السابق أنه رافض لقرارات المقاطعة.

وتقول هذه المصادر إن القيادة السعودية بكافة وجوهها كانت مجمعة على موقف واحد ضد قطر، وإن التقارير القطرية المغرضة بخصوص مواقف القيادات السعودية كشفت عن جهل بحقيقة المزاج السعودي العام، لكنها أثارت مع ذلك استياء لدى مؤسسات الحكم في السعودية بسبب ما تسعى إليه الدوحة، منذ انقلاب عام 1995، من تدخل في شؤون الحكم في السعودية كما في شؤون الحكم داخل كافة دول مجلس التعاون الخليحي وبقية دول المنطقة.

وتؤكد مصادر سعودية مراقبة أن الأوامر الملكية الأخيرة غير مرتبطة بتاتا بالأزمة مع قطر وهي تخضع لأجندة سعودية خالصة، وأن إعفاء الأمير محمد بن نايف من ولاية العهد لصالح الأمير محمد بن سلمان هو قرار يتّسق مع خيارات ملك البلاد ومقاربته الخاصة لإدارة شؤون الدولة ورؤيته الواضحة لمستقبل السعودية ومستقبل الحكم في المملكة.

وتؤكد هذه المصادر أن هذه القرارات ستعزز قرارات المقاطعة ضد قطر، وترسل إشارات جديدة إلى المجتمع الدولي بأن خارطة طريق الحكم باتت واضحة، وأنه بات من العبث أن تعوّل الدوحة على لبس في هذا المجال وتسعى إلى تسويقه داخل العواصم الكبرى.

ويرى باحثون غربيون في الشؤون الخليجية أن تعيين الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد في السعودية يرسل إشارة قاسية إلى الدوحة بإهمال أي أوهام حول مرونة قد تطرأ على الموقف الخليجي، خصوصا وأن فيديوهات بثت على مواقع التواصل الاجتماعي كشفت عن دخول الأمير محمد بن سلمان شخصيا على خط الأزمة الخليجية.

وكانت هذه المواقع نشرت خلال الأيام الماضية فيديو لاستقبال الأمير محمد بن سلمان عددا من شيوخ قبيلة آل مرة في السعودية، أعاد نشرها أيضا على حسابه في تويتر المستشار في الديوان الملكي سعود القحطاني.

وذكرت وسائل إعلام سعودية تعليقا على الفيديو، أن عددا من شيوخ قبيلة آل مرة في السعودية أكدوا وقوفهم إلى جانب بلادهم في مقاطعتها لقطر، أثناء لقائهم الأمير محمد بن سلمان، مستنكرين في الوقت نفسه ما فعلته حكومة قطر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى