«حبيبي داعشي».. رواية مثيرة لكاتبة مصرية شابة حول جهاد المناكحة
على طريقة رواية “حبيبي دائمًا” والتي كتبها الناقد السينمائي المعروف “رفيق الصبان”، والتي تم إنتاجها في عام 1980، وهو فيلم رومانسي، أبطاله “نور الشريف” و”بوسي”، وكعادة الأفلام الرومانسية، تدور حول الصراع بين الرغبة في الجواز بين البطل والبطلة، ورفض أيًا من أهل الحبيب أو الحبيبة، وبعد مواقف عديدة وأحداث، يتحقق لهم ما أرادوا، إلا أنه في قصة “حبيبي دائمًا” لم تدم السعادة بينهما، حتى تنتهي بوفاة الحبيبة “بوسي” بمرضٍ خطير، وقد كشف الناقد السينمائي المؤلف للفيلم، أنه استوحاها من قصة واقعية للفنان الراحل “عبد الحليم حافظ”.
أما عن رواية “حبيبي داعشي”، التي ربما استلهمت مؤلفته الشابة “هاجر عبد الصمد” الاسم من الفيلم السابق ذكره، وقد ناقشت خلاله قضية اجتماعية عن حياة صعبة تعيشها فتاة مطلقة، والمعروف بالطبع نظرة المجتمعات العربية للمرأة المُطلقة، والتي اضطرتها الظروف للهروب إلى جحيم داعش الإرهابي، كما تسلط الرواية الضوء على الحب والرومانسية في حياة الدواعش، مستنكرة بالضبط ذلك، فالذبح والجلد والحرق والمشاهد الهوليوودية لإزهاق أرواح الخصوم، تنكر أي مشاعر أو عواطف رومانسية لدى الدواعش، وقد انحازت الرواية بعض الشيء إلى جانب “داعش”، وذلك لجذب القراء، وتعاطفهم مع بطلة الرواية، وإن كانت في تنظيم دموي متطرف.
مؤلفة الرواية حاولت تسليط الضوء على قضية خطيرة، داخل صفوف تنظيم “داعش” الإرهابي، والمتمثل في “جهاد المناكحة”، وهو الذي يرغم فيه التنظيم أنصاره من النساء على الاشتراك فيه مع الجهاديين من الرجال في صفوفه، وقد كان أيضًا محل للتمييز بين “جبهة النصرة” الذراع الشامي أو السوري لـ “تنظيم القاعدة”، وبين “داعش”، وحاولت المؤلفة إظهار “القاعدة” في مظهر المحترم للمرأة وعدم إجبارها على القتال أمام أطفالها، أو إجبارها على “جهاد المناكحة” بعكس تنظيم “داعش” الإرهابي.
رواية “حبيبي داعشي” للكاتبة الشابة “هاجر عبد الصمد” المصرية الجنسية ومن مواليد عام 1989، هي رواية شيقة ومثيرة وتستحق القراءة.