اضواء على عمليات “التنويم المغناطيسي” وفوائدها العلاجية

كثرت التعريفات حول مصطلح “التنويم المغناطيسي” وجرت الكثير من الأبحاث عن الهدف منه وماهي أنواعه وكيف يمكن أن نستفيد منه في المجال الطبي والنفسي وكيف نطوع هذه العملية التي اكتشفها الطبيب السويسري فرانز أنطوان في القرن الثامن عشر لخدمتنا.

في البداية يجب أن نعلم ما هو “التنويم المغناطيسي” أو ما يعرف بـ هبنوس الكلمة المشتقة من اسم إله النوم في الأساطير الإغريقية. إن كل ظواهر التنويم المغناطيسي يمكن اعتبارها تنويما مغناطيسيا ذاتيا أي ان الشخص بنفسه وقدرته الذاتية يدخل في هذه الحالة من الوعي او اللاوعي الذهني ولكن عندما يدعو هذا الشخص شخصا آخر ليرشده إلى كيفية الوصول إلى هذه الحالة عند ذلك يكون هذا الشخص الثاني بمثابة المنوم وتبدأ علاقتهما الشخصية العميقة الخاصة أثناء هذه الظاهرة.

إذاً “التنويم المغناطيسي” هو حالة من الهدوء تشبه النوم، يصل إليه المريض بمساعدة الطبيب، لكنها تختلف عن النوم في أن المريض يستمر في الإستماع إلى طبيبه والإستجابة لما يقوله. وتكون هذه الحالة مناسبة لمساعدة الشخص على قبول ما يطلبه منه الطبيب دون مقاومة، فهي عملية تركيز على شيء معين وانتباه إليه مع اختفاء الشعور او الوعي حول المحيط الخارجي.

ويمكن أن نحصل على تعريف أكثر دقة للتنويم المغناطيسي من كتاب غوستاف لوبون، الشهير “سيكولوجية الجماهير”، اذ يقول “إن حياة الدماغ تصبح مشلولة لدى الإنسان المنوَّم مغناطيسيا، فإنه يصبح عبدا لكل فعالياته اللاواعية، ويصبح منومه قادرا على توجيهه الوجهة التي يشاء، وهكذا تصبح الشخصية الواعية مغشيا عليها وتصبح إرادة التمييز والفهم ملغاة، وعندئذ تصبح عواطف المنوَّم وأفكاره موجهة في الاتجاه الذي يحدده المنوِم”.

استخدامات التنويم المغناطيسي

يستخدم التنويم المغناطيسي في علاج الكثير من الأمراض، لاسيما، حالات الفوبيا، اضطرابات النوم والأرق، الاكتئاب وفقدان أو موت شخص عزيز، أما استخداماته في معالجة الأمراض العضوية فتتمثل في تخفيف حدة الألم الناتجة عنها مثل الصداع النصفي، السرطان، العلاج الكيماوي، العلاج الإشعاعي، آلام الظهر، أمراض الكبد، أمراض المناعة، الأمراض العصبية وغيرها.

ومن ناحية أخرى يستخدم التنويم المغناطيسي في تقليل حدة الأعراض الناتجة عن الإصابة بمتلازمة كرون “مرض التهاب الأمعاء الشديد”، والذي يسبب أعراضاً حادة مؤلمة وهو مرض ليس له علاج محدد ولكن يمكن تقليل أعراضه بالتنويم المغناطيسي.

أما الأطباء النفسيون فيستخدمون التنويم المغناطيسي لعلاج مشاكل الأعصاب والأرق والصداع وإدمان الكحول أو المخدرات.

وهناك فوائد كثيرة للتنويم المغناطيسي فهو يساهم في إقلاع الناس عن التدخين وتطوير الذات، تقنيات الاسترخاء، تحسن التركيز، تطوير عادات الدراسة، التهيؤ للاختبار والتغلب على قلق الاختبار، تحسن القدرات الرياضية، تسريع القراءة، تحسين الإبداعية، تحسين أداء البيع، زيادة الثقة بالنفس، التسويف والمماطلة، توقف عن قضم الأظافر والاجتهاد في العمل.

أنواع التنويم المغناطيسي

1- التنويم المغناطيسي التقليدي: تتم هذه العملية عن طريق المختصين في هذا المجال سواء طبيب نفسي أو شخص متدرب على التنويم ويسمى “المنوم”، أما الشخص الذي سيخضع للتنويم فيدعى الوسيط “المريض”.

2- التنويم المغناطيسي الذاتي: يختلف هذا التنويم عن التنويم المغناطيسي التقليدي بأن عملية التنويم تتم من خلال المريض نفسه حيث يقوم هو نفسه بدور المنوم “المعالج” وغالباً يكون المعالج قد درَّب الشخص للقيام به وذلك ليكون بالتزامن مع الجلسات التنويمية التقليدية للوصول لنتيجة أفضل ويشبه كثير التأمل.

أغرب المواقف

من أطرف وأغرب المواقف التي حدثت خلال جلسات التنويم المغناطيسي أن شبكة bbc البريطانية أرسلت فريق عمل لنقل عروض مباشرة عن التنويم المغناطيسي وإجراء مقابلة مع أحد المنومين المغناطيسيين، فقام الأخير بتنويم الفريق بإستثناء المخرج، وعندما طلب المخرج من الفريق متابعة العمل لم يتلق أية إستجابة لأن الجميع كانوا منومين, ومنذ أن حدث هذا الأمر أخذت قناة الـ bbc على عاتقها عدم نقل عروض مباشرة عن التنويم المغناطيسي.

موقف طريف آخر حصل مع طفل في الثامنة في عمره أثناء مشاهدة العرض التليفزيوني لمنوّم مغناطيسي، ليدخل الطفل في غيبوبة أثناء متابعة الحلقة، فشبك الطفل أصابع يديه معاً في حالة من اللاوعي بحيث تعذّر فكها برغم أن الأطباء لجأوا إلى حقنة بعقاقير مهدئة قوية، ولم يتمكن الطفل من إرخاء عضلات أصابعه وفكها إلا بعد العثور على المنّوم المغناطيسي الذي خاطبه عبر التلفاز بقوله “واحد، إثنان، ثلاثة، يداك الآن حرتان”!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى