استراتيجية المقاومة في مواجهة الاستراتيجية الصهيو-امريكية- الوهابية

بقلم : اكرم عبيد

لا شك ان الحرب العدوانية الكونية المعلنة على سورية بشكل خاص وعلى محور المقاومة بشكل عام منذ نيف وست سنوات مضت غيرت الكثير من البديهيات في التاريخ والجغرافية واصبحت سورية بموجب هذا العدوان الكوني عليها وصمودها الاسطوري بدعم ومساندة حلفائها مركز الحدث العالمي الذي يعول عليه في تغيير الخارطة الاقليمية وربما العالمية.

وخاصة ان هذه الحرب تحولت الى ميدان لتنافس القوى العظمى على الارض السورية بعدما فشل الوكلاء من العصابات الوهابية التكفيرية من القاعدة واخواتها الدواعش في تحقيق اهداف أسيادهم في الغرب الاستعماري بقيادة العدو الصهيوامريكي فتقدم الاصلاء في تدخل عسكري مباشر ولم تكن الاستراتيجية العسكرية الامريكية الجديدة التي اعتمدها الرئيس الامريكي ترامب منذ اللحظة الاولى لوصوله للبيت الاسود الأمريكي لتغير قواعد اللعبة في المنطقة بشكل عام وفي سورية بشكل خاص والتي اعتمدت على نشر عدة وحدات عسكرية امريكية من قوات المارينز في بعض المناطق التي تسيطر عليها عصاباتها سواء في الشمال الشرقي من سورية التي تسيطر عليها عصابات ما يسمى ” قوات سورية الديمقراطية ” وجنوب شرق سورية في قاعدة بالقرب من المثلث الحدودي السوري العراقي الاردني على معبر التنف والتي تسيطر عليها عصابات ما يسمى ” جيش سورية الجديد ” التابع لعصابات الجيش الحر بالإضافة لوجود قاعدة جوية محتلة في منطقة الرميلان بالقرب من مدينة الحسكة وقواعد اخرى لم تعلن عنها الادارة الامريكية .

وقد شجعت هذه الاستراتيجية الامريكية الجديدة بعض حلفائها في تحالف الشر الغربي بنشر وحدات مماثلة في نفس المناطق من بريطانيا الى فرنسا والمانيا بالإضافة للاحتلال التركي لبعض المناطق على الحدود التركية السورية والدعم اللوجستي المفتوح من قبل الجيش الصهيوني للعصابات الوهابية التكفيرية على جبهة الجولان والتحركات المشبوهة للنظام الاردني المتصهين في الجنوب السوري الداعم لتحركات لعصابات على الحدود الاردنية السورية

وفي هذا السياق لا بد من التساؤل ما هي اسباب هذا التدخل العسكري الغربي المباشر في سورية في هذا التوقيت ولماذا ؟؟ .

وبصراحة ان الاجابة على هذا السؤال لا تحتاج الكثير من البحث والعناء لأنه واضح ويكمن في الهزائم المتلاحقة للعصابات الوهابية التكفيرية تحت ضربات الجيش العربي السوري وحلفائه وقد سربت بعض التقرير الاستخباراتية ” البريطانية – والامريكية ” في بداية شهر ايار من هذا العام 2017 معلومات تؤكد ان تحرير الجيش العربي السوري لمناطق ” في الريف الشرقي لمدينة حمص وخاصة التقاطع الواصل بين القلمون الشرقي وصولا الى عمق البادية السورية والذي يشمل اجزاء واسعو من ريف حلب الشرقي مرورا بريفي حماه ” الجنوبي والشرقي “, يعتبر هزيمة كبرى وخطيرة للمشروع الصهيوامريكي وعملائهم الصغار في المنطقة, وفي مقدمتهم النظام الوهابي التكفيري السعودي, وهذا ما يقلق الادارة الصهيوامريكية وحلفائها بشكل كبير على مختلف الجغرافية السورية من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها, مما فرض عليهم التدخل العسكري المباشر للحد من انتصارات الجيش العربي السوري وحلفائه وتمددهم في مناطق جديدة, فتعمدت اشعال معظم الجبهات على الجغرافية السورية من خلال عصاباتها بدءا بداعش في الرقة باتجاه جنوب وغرب جبهة دير الزور وتدمر الى الجبهة الجنوبية الشرقية في عمق البادية السورية لقطع الطريق على تحركات الجيش العربي السوري من خلال عصاباتها ممن يسمى ” اسود الشرقية “وعصابات احرار العشائر الى عصابات ما يسمى مغاوير الثورة وعصابات الارهابي احمد العبدو.

وفي هذا السياق لم يميز تحالف الشر العدواني الغربي على سورية بين ما يسمى معارضة معتدلة او معارضة ارهابية مسلحة فاصبح الجميع في نفس الكفة ولم يكتفوا بإشعال الجبهات بل والتدخل العسكري المباشر لتوجيه الضربات للجيش السوري وحلفائه واصدار التحذيرات بعدم الاقتراب من التنف والهدف قطع الطريق على التقدم المتسارع للجيش العربي السوري وحلفائه الذين ردوا على العدوان باستهداف مواقع الاحتلال الامريكي من قبل الطائرات السورية, وتعمد الجيش العربي السوري تجاهل العدوان والانذارات الامريكية, وما زال يخوض ربع الساعة الاخيرة لسحق الارهاب والارهابين واعلان النصر الكبير على الارهاب والارهابين بقيادة الزعيم القومي الكبير المقاوم بشار الاسد الذي استطاع بحكمة وحنكة القائد الاستراتيجي الكبير قيادة المعركة مع الاصيل الصهيوامريكي قبل الوكيل من الانظمة المتصهينة وعصاباتها الوهابية التكفيرية التي تحاول التصعيد العسكري في دير الزور وعمق البادية ومحيط معبر التنف, متوهمة ان تدخلها المباشر سيعيق ويربك الجيش العربي السوري المنتصر.

اعداء سورية لم يكتفوا بذلك بل تعمدوا توجيه عصاباتهم للقيام بتفجيرات ارهابية في العاصمة الايرانية طهران , واستهداف رموز السيادة الوطنية, لكنهم فشلوا في تحقيق اهدافهم الاجرامية, كما فشلو في سورية والعراق واليمن ولبنان وفلسطين, وسيتواصل من طهران لبغداد ودمشق الى بيروت المقاومة والى ارض الرباط مع المقاومة الباسلة في فلسطين المحتلة.

لذلك وبعدما فقدو الامل ولو بتحقيق أي انجاز مهما كان صغيرا على هذا الجبهات عادوا لاستحضار فزاعة ما يسمى المناطق الامنة في الشمال والجنوب السوري. وهذا لم ولن يزيد سورية وحلفاءها الا صمودا واصرارا على دحر الارهاب والارهابيين, وتحطيم كل مشاريع ومخططات اسيادهم بقيادة العدو الصهيوامريكي تحت اقدام الجيش العربي السوري وحلفائه كمقدمة لخوض المعركة الكبرى في مواجهة الغدة السرطانية الصهيونية المصطنعة في فلسطين المحتلة وتحرير ترابها المغتصب وكل ذرة مقدسة من التراب العربي المحتل من الجولان العربي السوري الى مزارع شبعا وتلال كفر شوبا وغيرها .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى