منطقة الخليج على كف عفريت بعد الاتهام الايراني للسعودية بالوقوف خلف العمليتين الارهابيتين في طهران امس
في تصعيد خطير بين طهران والرياض وبعد ساعات على انتهاء الهجوم الذي تبناه تنظيم داعش في طهران امس، حمل الحرس الثوري الإيراني السعودية وواشنطن بالمسؤولية عن الهجوم.
وقال الحرس الثوري الإيراني في بيان إن السعودية والولايات المتحدة لعبا دورا في الهجومين اللذين وقعا في طهران امس الأربعاء وأسفرا عن مقتل 12 شخصا على الأقل وإصابة 43.
وقال البيان الذي نشرته وسائل إعلام إيرانية “هذا الهجوم الإرهابي حدث بعد أسبوع فقط من اجتماع بين الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) والقادة (السعوديين) الذين يدعمون الإرهابيين، وحقيقة أن تنظيم داعش أعلن مسؤوليته تثبت أنهم ضالعون في هذا الهجوم الوحشي”.
وفي اول رد رسمي من الرياض على الاتهامات الإيرانية قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إنه لا توجد أدلة “على أن متطرفين سعوديين مسؤولون عن هجومي طهران” .
والهجومان هما أول عملية يعلن تنظيم داعش المسؤولية عنها داخل إيران.
وتوعد نائب قائد الحرس الثوري الإيراني بالانتقام من تنظيم داعش و”حلفائه” بعدما أعلن التنظيم مسؤوليته عن الهجومين ، ونقلت وسائل إعلام رسمية عن البريجادير جنرال حسين سلامي قوله: “يجب ألا يشك أحد في أننا سوف ننتقم للهجمات في طهران من الإرهابيين والتابعين لهم وداعميهم”.
وقال الحرس الثوري أيضا في بيان نشرته وسائل إعلام رسمية إنه “أثبت في الماضي أنه ينتقم لكل الدماء البريئة” في إيران.
وفي التفاصيل توعد الحرس الثوري الإيراني بالانتقام من منفذي الهجومين، اللذين هزا، امس الأربعاء، طهران وأوديا بحياة 12 شخصا، موجها أصابع الاتهام بالوقوف وراءهما إلى السعودية والولايات المتحدة.
وقال الحرس الثوري في بيان صدر عنه على خلفية هذه العملية: “في الساعة 10:15 صباحا بالتوقيت المحلي حاول 3 من العناصر الإرهابية الدخول إلي مبنى مجلس الشورى الإسلامي من بوابة زوار النواب وذلك بذريعة زيارة نواب المجلس فاشتبكوا مع حارس البوابة وأردوه قتيلا ومن ثم أطلقوا النار على عدد من المواطنين الأبرياء وأردوهم قتلى”.
وتابع البيان موضحا: “ومن ثم حاول الإرهابيون اقتحام مبنى المجلس، لكن قوى الأمن تصدت لهم وأجبرتهم على اللجوء إلى الطوابق العليا للمبنى الإداري للمجلس وأطلقوا النار على الموظفين هناك, مما أسفر عن استشهاد بعضهم، ومع وصول القوى الخاصة التابعة للحرس الثوري تمت محاصرة الإرهابيين في أماكنهم ومن ثم القضاء عليهم”.
وشدد الحرس الثوري على أن “النقطة المهمة هي أن أعضاء مجلس الشورى الإسلامي كانوا يعقدون حينها اجتماعا علنيا حيث لم يتأثر الاجتماع طيلة فترة الاشتباكات”.
بالتزامن مع هذا الاعتداء قام عنصران إرهابيان، حسب ما بينه الحرس الثوري، بـ”اقتحام مرقد الإمام الخميني… (جنوب العاصمة) وقتلوا بواب الضريح فيما تدخلت قوى الأمن فورا وقضت على هذين العنصرين”.
وفي إشارة إلى السلطات السعودية وحلفائها، قال الحرس الثوري “إن وقوع هذا الاعتداء الإرهابي بعد أسبوع من الاجتماع، الذي عقده الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) مع قادة الدول الرجعية في المنطقة، والتي ما زالت مستمرة في دعمها للإرهاب التكفيري، له معان كبيرة، كما أن تبني داعش مسؤولية هذا الاعتداء يوضح دور هؤلاء (القادة) في هذا العمل الشنيع”.
واعتبر الحرس، في بيانه، أنه “لقد أثبت في الماضي أن سفك دماء الأبرياء لن يترك دون انتقام”، مشددا على أنه “يطمئن الشعب الإيراني بأنه لن يتأخر للحظة في الدفاع عن الأمن القومي والحفاظ على أرواحهم”.
من جانبه، قال العميد محمد حسين نجات، نائب رئيس الاستخبارات التابعة للحرس الثوري، إن “وقوع هاتين العمليتين بعد أسبوع من عقد ذلك الاجتماع، يعني أن الولايات المتحدة والنظام السعودي أوعزا إلى مرتزقتهما بتنفيذ الاعتداءين، وعلى الرغم من استشهاد وإصابة عدد من المواطنين وعناصر الحرس الثوري، إلا أنهم (المرتزقة وأسيادهم) لم يتمكنوا من تحقيق مآربهم”.
وفي تطرقه إلى جنسية منفذي الهجومين، قال نجات: “حسب شريط الفيديو، الذي صوره الإرهابيون أنفسهم وبثته شبكة داعش، فإن هؤلاء كانوا يتكلمون باللغة العربية، لكن جنسياتهم لم تتضح حتى الآن”.