حنظلة.. صبي فلسطيني مشرد انجبه الفنان ناجي العلي يوم 5 حزيران

 

شخصية حنظلة هي شخصية كاريكاتيرية اخترعها الفنان الفلسطيني العالمي الراحل ناجي العلي، وكانت هذه الشخصية رمزاً للطفولة الفلسطينية، كما أنها تناولت الحديث عن القضية الفلسطينة في المجلات الفلسطينية وجرائد الأخبار اليومية، كما أنه لم يكن يوجد حائط لمنزل فلسطيني لم ترسم عليه هذه الصورة، كما أنها شكلت رمزاً للثورة الفلسطينية، والتمرد على الظلم وعدم الانصياع للاحتلال.

استشهد ناجي العلي عام1987، ولكن بقي حنظلة على قيد الحياة، فهو لم يمت بموت الفنان الذي أبدع رسمه واخترعه، وما زال موجوداً حتى هذه اللحظة، كما توقع ناجي العلي، حيث قال بأن حنظلة هو شاهد على الجرائم التي تحدث بحق الشعب الفلسطيني، وهذا المخلوق لا يحق له أن يموت أبداً لأنه سيبقى يدافع عن القضية الفلسطينية.

وكان أول ظهور لحنظلة في 5 حزيران عام 1967، وكان ذلك في يوم حادثة النكسة التي لحقت بالأمة العربية، وكانت الصورة عبارة عن طفل صغير يرتدي ثياباً بالية، ومرقعة وقدر عمره بحوالي العشر سنوات، وكان المبدأ من رسم حنظلة هو الدفاع عن الطفولة الفلسطينية في وقت نسي فيه العالم العربي الطفل الفلسطيني ولم ينظر أحد إلى حقوقه.

بدأت رسمة حنظلة تظهر في البلدان العربية وتنتشر شيئاً فشيئاً، فكان ظهورها في الكويت في عام 1969، وكان ذلك على الصحف الكويتية، وكان حنظلة يرسم بصورة أنه يدير ظهره للقارئ ولا يرى القارئ منه سوى سلسلة يحمها في يده للخلف، وعندما سئل ناجي العلي عن سبب تكتيف يدين حنظلة فقال أنه بعد حرب تشرين الأول عام 1973 كانت المنطقة تشهد تطويعا وتطبيعا، ولهذا الأمر رفض ناجي العلي التطبيع وقام بتكتيف يدين حنظلة.

وعاش حنظلة العلي رمز الطفولة الفلسطينية المفقودة على مر السنين، حيث إنه كان يمثل الهجرة الفلسطينية من الأراضي الفلسطينية في عام 1948، ولد في العاشرة في عمره وسيظل دائما في العاشرة من عمره، ففي تلك السن غادر فلسطين وحين يعود حنظلة إلى فلسطين سيكون بعد في العاشرة ثم يبدأ في الكبر، فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء، كما هو فقدان الوطن استثناء.

كما أن ناجي العلي نفسه كان قد عانى من مشوار الهجرة من مخيم عين الحلوة، ومن ثم بدأ حياته على الورق، وسافر إلى الكويت وأصبح رساماً يرسم بقلم جميع الفلسطينين دفاعاً عن حقوقهم المنهكة، كما أنه عمل في الاخراج الفني، كما أنه اعتبر الفن الساخر هو من أروع الطرق من أجل محاربة الاحتلال.

وفي سنة 1987 كان ناجي العلي يعيش في لندن في ذلك الحين، عندما اغتالته يد مجهولة لم يتم معرفتها، واستشهد في لندن ودفن في أراضيها، وقام نور الشريف بعمل فيلم سينمائي باسم ناجي العلي تكريماً له.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى