مصر والسعودية والبحرين ودولة الامارات تقطع اليوم علاقاتها الدبلوماسية مع قطر وتقرر محاصرتها حد خنقها
على الباغي تدور الدوائر يا حكام قطر, وتصرخ في وجوهكم, طلباً للثأر, ارواح عشرات آلاف الشهداء السوريين والعراقيين والمصريين والليبيين التي ازهقتم, تتقدمها ارواح العقيد القذافي والرئيس صدام حسين والعماد داود راجحه والعماد حسن تركماني والعماد آصف شوكت.
اليوم, في ذكرى نكسة حزيران, تتنكس اعلامكم يا حكام قطر, وتضطرب احوالكم, وتنعدم خياراتكم, ويكتمل حصار كيانكم الارعن والنافذ مثل شوكة في عين الخليج.
اليوم يأتيكم العقاب, وتحل عليكم اللعنة, ليس من لدن ضحاياكم, بل من قبل حلفائكم واهل بيتكم الخليجي الذين ضاقوا ذرعاً بتعسفكم, رغم انهم ليسوا اقل عنتاً وتعسفاً منكم.. وما ظالم الا سيبلى باظلم.
فقد أعلنت البحرين في بيان رسمي نشرته وكالة الأنباء البحرينية «قطع جميع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وسحب البعثة الدبلوماسية البحرينية من الدوحة وإمهال جميع أفراد البعثة الدبلوماسية القطرية 48 ساعة لمغادرة البلاد مع استكمال تطبيق الإجراءات اللازمة».
وأعلن البيان أيضا «غلق الأجواء أمام حركة الطيران وإقفال المواني الإقليمية أمام الملاحة من وإلى قطر خلال 24 ساعة من إعلان البيان».
كما أعلنت البحرين أيضا منع مواطنيها من السفر إلى قطر أو الإقامة فيها وكذا عدم السماح للمواطنين القطريين بالدخول إلى أراضيها، كما أمهلت الزائرين القطريين مهلة 14 يوما لمغادرة البلاد تحرزا من أي محاولات ونشاطات عدائية تستغل الوضع على حد وصف البيان.
واتهم البيان قطر بـ«زعزعة الأمن والاستقرار في المملكة والتدخل في شؤونها والاستمرار في التصعيد والتحريض الإعلامي ودعم الأنشطة الإرهابية المسلحة وتمويل الجماعات المرتبطة بإيران للقيام بالتخريب ونشر الفوضى في البحرين».
وقال البيان «إن الممارسات القطرية الخطيرة لم يقتصر شرها على مملكة البحرين فقط .. إنما تعدته إلى دول شقيقة أحيطت علما بهذه الممارسات التي تجسد نمطا شديد الخطورة لا يمكن الصمت عليه أو القبول به» على حد وصف البيان.
وأعلنت المملكة العربية السعودية بدورها قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر.
ووفقا البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية فإن المملكة اتخذت قرارها الحاسم «نتيجة للانتهاكات الجسيمة التي تمارسها السلطات في الدوحة، سراً وعلناً، طوال السنوات الماضية بهدف شق الصف الداخلي السعودي ، والتحريض للخروج على الدولة ، والمساس بسيادتها، واحتضان جماعات إرهابية وطائفية متعددة تستهدف ضرب الاستقرار في المنطقة، ومنها جماعة الإخوان المسلمين وداعش والقاعدة».
واتهم البيان قطر بدعم نشاطات جماعات الإرهابية المدعومة من إيران في محافظة القطيف من المملكة العربية السعودية، وفي مملكة البحرين. كما اتهم البيان قطر بتوجيه الدعم لجماعة الحوثي في اليمن، رغم أن قطر أحد الدول الأعضاء في التحالف الذي يقاتل ضد الحوثيين في اليمن.
وقالت السعودية أنها اتخذت هذا القرار «بصحبة البحرين التي تتعرض لحملات وعمليات إرهابية مدعومة من قبل السلطات في الدوحة»، على حد وصف البيان.
كما أعلنت السعودية بدورها منع مواطنيها من السفر إلى قطر و الإقامة فيها، أو المرور عبرها، كما أمهلت المواطنين القطريين 14 يوما لمغادرة السعودية.
وقال البيان إن السعودية «صبرت طويلاً رغم استمرار السلطات في الدوحة على التملص من التزاماتها، والتآمر عليها، حرصاً منها على الشعب القطري»، حسب وصف البيان.
وأعلنت دولة الإمارات بدورها عن تأييدها لبياني مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية بشأن قطر.
وأكدت في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية التزامها التام ودعمها الكامل لمنظومة مجلس التعاون الخليجي والمحافظة على أمن واستقرار الدول الأعضاء.
وقال البيان: « تقرر بناء على مواصلة السلطات القطرية سياستها التي تزعزع أمن واستقرار المنطقة والتلاعب بالالتزامات اتخاذ عدد من الإجراءات ، قطع العلاقات مع قطر بما فيها العلاقات الدبلوماسية وإمهال البعثة الدبلوماسية القطرية 48 ساعة لمغادرة البلاد».
ومنعت الإمارات دخول أو عبور المواطنين القطريين إلى البلاد.
وبدورها قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية إن الحكومة المصرية قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر.
ونقلت الوكالة بيانا لوزارة الخارجية يقول «قررت حكومة جمهورية مصر العربية قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر في ظل إصرار الحكم القطري على اتخاذ مسلك معاد لمصر وفشل كافة المحاولات لإثنائه عن دعم التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم الإخوان الإرهابي وإيواء قياداته الصادر بحقهم أحكام قضائية في عمليات إرهابية استهدفت أمن وسلامة مصر».
ومن جانبها قررت قيادة التحالف الخليجي التي تحارب باليمن إنهاء مشاركة دولة قطر في هذا التحالف بسبب ممارساتها التي تعزز الإرهاب ودعمها تنظيماته في اليمن ومنها القاعدة وداعش وتعاملها مع المليشيات الانقلابية في اليمن مما يتناقض مع أهداف التحالف التي من أهمها محاربة الإرهاب, وذلك وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء السعودية اليوم الإثنين.
كما أعلنت شركة “الاتحاد” للطيران تعليق جميع رحلاتها المتجهة إلى ومن الدوحة اعتباراً من صباح غد الثلاثاء حتى إشعار آخر.
وبحسب البيان المنشور على موقعها الإلكتروني، ستغادر آخر رحلات “الاتحاد” للطيران من أبوظبي إلى الدوحة تحت الرقم EY399 في الساعة 02:45 (بالتوقيت المحلي) بتاريخ 6 حزيران.
وستغادر الرحلة الأخيرة القادمة من الدوحة إلى أبوظبي تحت الرقم EY390 في الساعة 04:00 (بالتوقيت المحلي) بتاريخ 6 حزيران.
فيما ستعمل الرحلات المقررة لهذا اليوم الاثنين حسب المعتاد.
وتابع البيان أنه يجري في الوقت الحالي توفير خيارات بديلة للمسافرين ممن لديهم حجوزات على متن رحلات الاتحاد للطيران المتجهة إلى ومن الدوحة، بما في ذلك إعادة قيمة التذكرة بالكامل فيما يخص التذاكر غير المستخدمة وإعادة الحجز مجاناً إلى أقرب وجهة بديلة على شبكة الاتحاد للطيران.
وفي اول رد فعل اقتصادي, هبطت سوق الأسهم القطرية في بداية تعاملات اليوم، الاثنين، بعدما قطعت السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة والبحرين العلاقات مع الدوحة.
فقد نزل مؤشر البورصة القطرية 5.7 بالمئة في الدقائق الخمس الأولى من التعاملات. وكانت بعض الأسهم القيادية في السوق هي الأكثر تضررا، حيث هوى سهم “فودافون قطر” الأكثر تداولا 8.9 بالمئة، وانخفض مؤشر بنك قطر الوطني، أكبر مصرف في البلاد، بنسبة 4.6 بالمئة.
وفي بيان عاجل ومرتبك, أعربت وزارة الخارجية القطرية عن أسفها لقرار السعودية والإمارات والبحرين قطع العلاقات مع الإمارة، معتبرة أن هذه الإجراءات غير مبررة وتقوم على مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة.
وأضافت وزارة الخارجية، تقول في بيانها، اليوم الاثنين أن هذه الإجراءات لن تؤثر على سير الحياة الطبيعي للمواطنين والمقيمين، مؤكدة أن قطر ستسعى لإفشال محاولات التأثير على المجتمع والاقتصاد القطريين.
وقالت الخارجية ايضا: “لقد تعرضت دولة قطر إلى حملة تحريض تقوم على افتراءات وصلت حد الفبركة الكاملة، ما يدل على نوايا مبيته للإضرار بالدولة، علما بأن دولة قطر عضو فاعل في مجلس التعاون الخليجي وملتزمة بميثاقه وتحترم سيادة الدول الأخرى ولا تتدخل في شؤونها الداخلية كما تقوم بواجباتها في محاربة الإرهاب والتطرف”.
وأضاف البيان: “من الواضح أن الحملة الإعلامية فشلت في اقناع الرأي العام في المنطقة وفي دول الخليج بشكل خاص وهذا ما يفسر التصعيد المتواصل”.
وتابعت الوزارة في بيانها: “إن اختلاق أسباب لاتخاذ إجراءات ضد دولة شقيقة في مجلس التعاون لهو دليل ساطع على عدم وجود مبررات شرعية لهذه الإجراءات التي اتخذت بالتنسيق مع مصر والهدف منها واضح وهو فرض الوصاية على الدولة وهذا بحد ذاته انتهاك لسيادتها كدولة وهو أمر مرفوض قطعيا”.
وكانت الأزمة الأخيرة قد اندلعت داخل البيت الخليجي في أعقاب قيام وسائل إعلام سعودية وإماراتية بالترويج لتصريحات مفبركة منسوبة إلى أمير قطر بعد اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية. ورغم إعلان وكالة «قنا» تعرضها للاختراق، إلا أن التصريحات المنسوبة لأمير قطر تصدرت الموقعين الإلكترونيين لقناتي «العربية» و«سكاي نيوز عربية»، كما أفردت القناتان حيزا كبيرا لمناقشتها وتداولها في نشراتهما الإخبارية.
وإثر واقعة التصريحات المفبركة، شنت وسائل إعلام سعودية وإماراتية ومصرية حملة إعلامية ضد قطر وأميرها للأسبوع الثاني على التوالي، قبل أن تعلن الدول الثلاث إضافة إلى البحرين قطع علاقاتها الدبوماسية ومع قطر والطلب من المواطنين القطريين مغادرة البلاد.