الصائمون على موعد مع “القطايف” في شهر رمضان الفضيل
القدس المحتلة - قدس برس
تظهر بشكل بارز في شهر رمضان حلويات الـ “قطايف”، والتي باتت “بسطات بيعها” تكاد لا تُفارق عشرات المحال التجارية في المدن الفلسطينية. وقد وضعت بجانب البضاعة الدائمة لتلك المحال؛ حتى وإن كانت غير مختصة ببيع الحلويات.
وتشتهر الحلوى الرمضانية في بلاد الشام خاصة؛ سوريا ولبنان وفلسطين والأردن، حيث تتكون من عدة أصناف وهي “طحين وسميد وخميرة وسكر”، يتم خلطها مع الماء ومن ثم توضع على فرن مخصص لها لبضع دقائق ومن ثم يتم رفعها ووضعها على قماش أبيض اللون.
لكن، لماذا اقترن اسم “القطايف” بشهر رمضان بهذه القوّة، كما يتسارع الناس لشرائها رغم وجود أنواع متعددة من الحلويات التي تملأ أسواقنا الفلسطينية؟!.
يُقال إن بعض المؤرخين أرجعوا أصل تسميته (القطايف) إلى تشابه ملمس ذاك النوع من الحلويات بقماش القطيفة “المخمل”.
أمّا عن ظهوره، فقد تعدّدت الروايات حول ذلك؛ فمن المؤرخين من قال إنه عُرف في العصر العباسي, حيث كتب عنه شعراء العصر كـ “ابن الرومي”، ومنهم من أشار إلى أنه ظهر في أواخر العصر الأموي، بحسب الباحث في الموروث الشعبي الفلسطيني حمزة العقرباوي.
وأردف العقرباوي في حديث لـ “قدس برس”، بأن أول من أكل القطايف في رمضان هو الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك، سنة 98 هجري.
وقال الشعراء في وصف القطايف؛
لله در قطائف محشوة من فستق دعت النواظر ولدا
شبهتها لما بدت في صحنها بحقاق عاج قد حشين زبرجدا
“إن في البطن لخلوة لا يملأها إلا الحلوى”، هذا ما قيل قديمًا في الأمثال العربية عن الحلوى بشكل عام، لكن في أمثالنا الفلسطينية كان يُقال عن القطايف: “اللي قطايفه مش بجِبِن عيشته مثل سَكَن التِتن” (أي مثل سَكَن الدخان)، والقصد أن الأصل يبقى كما هو دون تغيير، بحسب العقرباوي.
ويقصد القدماء بذلك، أن المتعارف عليه، أن حشوة القطايف تتكون من الجبن أو الجوز مع قليل من القرفة والسكر وجوز الهند، كلٌّ حسب رغبته، ومن غيّر في ذلك فقد أفسد الأمر.
وقديمًا كانت القطايف عبارة عن فطيرة كبيرة تنثر عليها المكسرات والعسل، ومنذ سنوات اختلفت في شكلها وحتى مكوناتها، وتنوعت أحجامها.
وفي عصرنا هذا، أصبح أصحاب المحال التجارية يتفنّنون في عمل القطايف لجذب الناس لشرائها، فمنهم من وضع صبغة ألوان على العجينة الخاصة به، فأصبح باللون الأخضر والزهري والبني (…) الخ، ومنهم من وضع حشوة مختلفة تمامًا، مثل القشطة مع المكسرات أو الشوكولاتة.
لكنّ النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ثاروا هذا العام على هؤلاء الذين يغيّرون في لون القطايف وحشوته، وقالوا إن هذا من شأنه إفساده، وهاجموا كل من يُحاول أن يغيّر في حشوته ولونه، وبدأوا في سرد الأمثال الفلسطينية والنكات التي تؤكد قولهم.
ومنهم من أمر بحبس كلّ من يُفسد شهر رمضان، ويغير في حشوة القطايف، حتى العيد الكبير “الأضحى” المبارك، على سبيل الدّعابة والمزاح.