الرجوب يهدي حائط البراق لاسرائيل.. و”حماس” تعتبر ذلك جريمة وطنية
اعتبرت حركة “حماس” تصريحات القيادي في حركة “فتح” جبريل الرجوب، حول أحقية اليهود بحائط “البراق” (المبكى)، بأنها “جريمة وطنية تحمل في طياتها إساءة للشعب الفلسطيني ومقدساته”.
وقال الرجوب لبرنامج “واجهة الصحافة” الذي تبثه القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي: “إن المسجد الأقصى سيكون بيد الفلسطينيين خلال أي اتفاق مستقبلي، وبالمقابل فسيكون لليهود حائط البراق المقدس لهم”.
وعقّب الناطق الإعلامي باسم حركة “حماس”، حازم قاسم، على ذلك قائلا: “إن التصريحات رسالة واضحة للاحتلال بالتنازل رسميًا عن ثابت مقدس ووطني وتاريخي طمعًا في الحصول على الفتات”.
واعتبر أن هذه التصريحات “تكشف حالة الانحدار الوطني والأخلاقي الذي وصل إليه بعض قيادات فتح بعد انقلابهم على المشروع الوطني الفلسطيني”، كمال قال.
وأوضح أن التصريحات تؤكد مضي قيادات من حركة “فتح”، “في مشروع تصفية القضية الفلسطينية والتنازل عن ثوابتها الوطنية والدينية”.
وأشار إلى أن التصريحات تأتي في سياق ترويج قيادات فتحاوية لنفسها في المجتمع الإسرائيلي كـ”حمائم سلام”، على حساب قضيتهم ووطنهم. وأكد قاسم “أن التصريحات هي استخفاف بنضال الشعب الفلسطيني وتضحياته الجسام”، داعيًا حركة “فتح” إلى ضرورة توضيح موقفها من مثل هذه التصريحات “غير الوطنية” التي تكرر مثيلاتها في الآونة الأخير على لسان عدد من قياداتها.
كما وطالب الفصائل الفلسطينية “بتحمل مسئولياتها ولجم كل من تسول له نفسه بالتنازل والتفريط بالقضية الفلسطينية”.
ومن جانبه، فقد نشر الرجوب، على موقعه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك “توضيحا” لما ادلى به من تصريح للقناة الإسرائيلية جاء فيه:
“تتناقل بعض المواقع الإعلامية والأقلام المأجورة الصفراء، خبراً مفاده أنني تنازلتُ عن حائط البراق، وأخرى عن القدس، في مقابلة تلفزيونية باللغة العبرية. ما وردَ على لساني هو أن ترامب عندما زار حائط البراق المقدس عند اليهود، لم يسمح أن يرافقه أي إسرائيلي، وهذه رسالة بعدم إقراره بشرعية سيادتكم على المكان… هذا حدود ما قلته في القناة الثانية ولم أذكر كلمة سيادة أو إسرائيل بالمطلق، وهذا ما ورد على لساني نصاً… فدعكمْ من الكلاب لأنَّ القافلة رغم النباح… حتماً ستسير… تحياتي لكم”.
غير ان وكالة الصحافة الفرنسية قد نقلت عن الرجوب قوله في مقابلة امس السبت مع قناة اسرائيلية ان حائط المبكى (البراق) في القدس الشرقية المحتلة يجب ان يكون “تحت السيادة اليهودية” في مقابل ان يكون المسجد الاقصى وساحاته “حق خالص للمسلمين وللشعب الفلسطيني”.
واضاف الرجوب يقول, في المقابلة التي اجراها بالعبرية مع القناة الثانية الاسرائيلية ان “حائط البراق (..) له مكانة وقدسية لدى الشعب اليهودي، وعليه يجب أن يبقى تحت السيادة اليهودية، فلا خلاف على ذلك، في المقابل فإن المسجد الأقصى وساحاته حق خالص للمسلمين وللشعب الفلسطيني”.
ويقع حائط المبكى في القدس الشرقية التي تحتلها اسرائيل منذ 1967 وضمتها الامر الذي لا يعترف به المجتمع الدولي.
ويعتبر مصير الاماكن المقدسة في القدس الشرقية المحتلة احد اكثر القضايا حساسية وتعقيدا في النزاع الفلسطيني الاسرائيلي.
وخلال زيارته مؤخرا لاسرائيل والاراضي الفلسطينية بات دونالد ترامب اول رئيس اميركي مباشر يزور حائط المبكى.
لكنه قام بتلك الزيارة دون مرافقة اي مسؤول اسرائيلي حتى لا تفهم زيارته على انها اعتراف بسيادة اسرائيل على المكان. ولا تزال الادارة الاميركية تعتبر ان الوضع الدبلوماسي للقدس سيتقرر عبر التفاوض.
ويعتبر القادة الاسرائيليون القدس عاصمة “ابدية وموحدة” لاسرائيل في حين يريد الفلسطينيون جعل القدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولتهم التي يطمحون لاقامتها.