دور الاعلام في نشر ثقافة الحوار وقبول الاخر

يلعب الاعلام بمسمياته المتعددة واشكالة المتنوعة دورا هاما وحيويا في عمليات البناء المجتمعي وفي تنمية الحس الوطني وفي تصليب الجبهة الداخلية للمجتمعات والاوطان من خلال برامج وعمليات التوعية الجمعية للحواضر الانسانية تجاه القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي تهم الوطن والمواطن معا .

لهذا فالاعلام يملك الداء والدواء يضيء وفي نفس الوقت يحرق خاصة بعد دخول الاعلام الرقمي العصر الذي اصبح يؤثر في الاجيال الشابة رأيا وسلوكا واتجاها .

لقد لعبت حوارات مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي والاسلامي دورا طليعيا في الثورة على الاستبداد والظلم وهتفت الجماهير المحتشدة بصوتا واحد – الحرية الكرامة العدالة الاجتماعية – لقد ساهم الاعلام الرقمي والفضائيات في نقل صورة حية لمشهد الاحداث في وقتها وفي التاثير في مسارها بقصد او بدون.

فالاعلام اصبح يدخل الى كل بيت دون ان يقرع جرس البيت او الاستئذان من اصحاب البيت فاصبح ذو قوة تؤثر في ثقافة الانسان وفي تشكيل وعيه وتحديد اتجاهاته .

لقد اصبح الاعلام بانواعه اداة رئيسة في تشكيل الراي العام وتوطيد ثقافة الحوار وزيادة الوعي ومعرفة الاخر بل اصبح “محرك نفاذ” نحو تعزيز ثقافة التسامح ومد جسور التواصل الانساني من خلال محاصرة خطاب الكراهية ونبذ ثقافة العنف وعدم التحشيد والاصطفاف تجاه التصادم الحضاري بل على العكس اصبح اداة حضارية لمد جسور التعارف والتواصل الانساني من اجل ما فيه خير لحياة الانسان واستقراره مصداقا لقولة تعالى ( يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكرا وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) لهذا فدور الاعلام اخذ بالتعاظم في النشاط البشري وعلى جميع الصعد خاصة فيما يتعلق ببناء قيم المجتمعات الانسانية من خلال تطويرها وتنميتها فكرا وثقافة وسلوكا ايجابيا .

فالانسان الذي كرمه الله من فوق سبع سموات جدير به على هذه الارض ان ينشد الحوار والتسامح والمحبة طريقا اوحد لبناء علاقات التعاون والابداع والانجاز الانساني والابتعاد عن كل ما يعكر صفو المزاج العام ويبعث على الشرذمة والتفرقة – كون الاعلام وسيلة لترجمة رغبة الافراد والجماعات نحو المثل العليا وبناء منظومة السلام العادل الضامن للاستقرار والامن والطمانينة للعيش الكريم في ظل ثقافة السلام والتسامح وقبول الاخر .

والاعلام الذي نتطلع اليه في هذا العصر هو الاعلام المنفتح على الاخر والذي يعزز قيم القبول ويبتعد عن خطاب الكراهية وينبذ العنف والتطرف والارهاب بكل اشكالة ومفراداته .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى