الأمير المنشق خالد آل سعود يعلن دعمه لحراك 7 رمضان الاحتجاجي
بِسْم الله الرحمن الرحيم .. كل عام والشعب السعودي والامة الاسلامية بخير بمناسبة شهر رمضان المبارك أعاده الله عليكم باليمن والبركات. ونستأنف بعون الله نشاطنا على تويتر.
أبدأ بالاعتذار عن الانقطاع الخارج عن إرادتي عنكم ، حيث تتابعت علينا ظروف صحية مفاجئة صعبة وما زالت آثارها “حسبي الله ونعم الوكيل في مسببها”.
كما أشغلتني كذلك التزامات اجتماعية وقانونية ، استهلكت مني وقتا وجهدا كثير وأعانني الله على تجاوز معظمها والباقي في الطريق.
لكني ولله الحمد كنت متابعاً لما يجري وعلى صلة بعدد من النشطاء المخلصين الذين يطلعوني بإنتظام على مجريات الأحداث وتداعياتها وردود الأفعال.
احبائي واخواني واخواتي ، قد حان الوقت الأن للتواصل معكم مرة اخرى, بخصوص مستقبل وطننا الغالي التي سيطرت عليه قوى الظلم والجبروت التي تعصف به الآن بقوة إلى الهاوية.
وآسف على انقطاعي الطويل في التواصل معكم نظرآ لظروف علاجي.
لذا يهمني أن اطرح عليكم بياني التالي في الأيام القليلة القادمة .
وقد أسعدني كثيرا الوعي الشعبي الذي لم يعد يصدق أكاذيب الإعلام المضلل ولا مزاعم صناع القرار الخونه ولا الوزراء الكذابين.
وأسعدني أكثر وعي الناس بسوء استخدام الدين لإسكات الناس عن المطالبة بحقوقهم وتضليل رجال الدين المنافقين الذين شوهوا صورة الإسلام بنفاقهم.
وبصفتي على معرفة واطلاع بعقلية ونفسية الذين يسمونهم “ولاة الأمر” ، أؤكد لكم أن هذا الوعي المجتمعي يخيفهم ويرعبهم كثير جدا.
وعلى حد علمي أنهم يعيشون قلقا مستمرا ولا يكادون ينامون إلا بالمنومات ولكنهم يتظاهرون لكم باللامبالاة.
كما أن التخبط السياسي وصل ذروته سواء في الاقتصاد والنفط أو العلاقات الخارجية أو الدفاع الأمن أو العلاقة مع الدين والإعلام أو غيرها.
والسبب هو السياسة الهوجاء التي تبناها سلمان بن عبد العزيز وابنه المدلل المتهور محمد الذي لديه رغبات مالية وسلطوية يريد أن يحققها بأي ثمن.
فمثلا هناك تخبط واضح بالحرب الفاشلة ضد اليمن الشقيق الذي نتج عنه كارثة عسكرية من خلال توريط جيشنا في داخل اليمن والتوغل المتكرر داخل حدودنا.
ومن جهة أخرى تسببت الحرب في تقسيم اليمن وتدميرها وقتل الآلاف من إخواننا اليمنيين خاصة الأطفال والنساء ومجاعة خطيرة وأمراض وبائية قاتلة.
ولو كان هناك أدنى حد للعقل والتروي ومعرفة التبعات العسكرية والأمنية والسياسية والإنسانية لما أقدم الملك على هذه الحرب لكن القرار بيد ابنه.
وفي نفس الاتجاه مشاركتنا العبثية في الحرب في سوريا، وفوضى علاقتنا مع دول المنطقة مثل مصر والعراق وتركيا التي لا تقوم على أي مصلحة وطنية.
والأعجب هو الفوضى في العلاقة مع دول الجوار الخليجية مثل الخلافات الصبيانية مع قطر وغموض العلاقة مع الإمارات وتقلب المواقف مع عمان والكويت.
أما السياسة النفطية والاقتصادية فهي مزيج من سوء التخطيط سواء في إنتاج النفط وأسعاره أو في إدارة الموارد والمصارف والتي أدت لضياع التريليونات.
وقد أدى ذلك إلى إثقال كاهل الاقتصاد حيث اختفت تريليونات كما دلت على ذلك مراجعات أكدها اقتصاديون محترفون وخسر الاحتياطي أكثر من 650 مليار $.
يضاف لذلك المسرحية الهزلية التي تهدف إلى بيع المقدرات الحيوية للدولة (أرامكو) للصالح الشخصي لمن تقدم بهذه الرؤية العمياء “رؤية 2030″.
ولذلك فمن المؤكد أن الدولة مقبلة على فرض مزيد من الضرائب على المواطنين ورفع أسعار الخدمات والسلع الأساسية وغير الأساسية وتأخير حقوق الشركات.
أما الوعود بمزيد من الوظائف وحل مشكلة السكن وتحسين الاستثمار ونمو القطاع الخاص فكلها وعود كاذبة تستهين بالمواطنين وتستخف بعقولهم.
كما أن السياسة الداخلية قائمة على قمع وإرهاب أي نوع من أنواع المعارضة المشروعة السلمية، واستخدام القضاء الشرعي المزعوم لتبرير هذا القمع.
وتكرر في الآونة الأخيرة كثرة الأحكام بالسجن أوالقتل ظلماً لمن ينتقد سياسة الدولة أو أي شخصية رسمية خاصة داخل العائلة الحاكمة وكأنهم أنبياء.
كل الذي ذكرته -والذي لا يمثل سوى جزء بسيط من واقعنا المؤلم والمدمر لبلدنا- لم يستفزني كما استفزتني زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنا.
فما شاهدته كان وقعه علي وكأنه كابوس مرعب جعلني لا أصدق الواقع إلا بعد تجاوز الصدمة وبعد أن تيقنت أن ما أشاهده حقيقة وليس حلما مزعجا.
لم أتصور أن يستقبل ترامب بكل هذا الترحيب في دولة الحرمين وقبلة المسلمين ويجمع له قادة الدول الإسلامية بعد أن أهان الدين الإسلامي والمسلمين.
ولم أتصور أن تدفع له جزية خيالية تعجز قدرتنا المالية الوفاء بها والتعهد له بمزيد من الترليونات المستقبلية التي تجعلنا رهينة له لسنين طويلة.
ولم أتصور أن نتعهد بالتخلي عن ثوابتنا الدينية وأمركة المجتمع والتطبيع الكامل مع اسرائيل، كله لأجل موافقته على تنصيب الابن المدلل في الحكم.
أما السياسة الأمنية فالأمن منهار والجرائم البشعة تكاثرت كما تدل التسجيلات المنتشرة عن السرقات والقتل والسطو وقطع الطريق والتحرش بالنساء.
لكل ما ذكرته فإن علي واجب شرعي أمام الله أن أبريء الذمة خاصة وأنني من العائلة, ولهذا أؤكد أن هذا الوضع المأساوى لا يجوز السكوت عليه بأي حال.
وعلى حد علمي لا يوجد أمل في تدارك الأمر من داخل العائلة رغم أن الوضع يزداد سوءً وخطورة حيث لا يوجد أحد في العائلة لديه الاستعداد للتحرك.
ويدرك الجميع أن هدف هذا الشاب المتهور تثبيت نفسه في الحكم بالتفاهم مع الأمريكان وتحقيق مطالبهم على حساب مصالح الدولة وحقوق وكرامة المواطنين.
لذا فمن واجبي أن أبين أن الطريقة الوحيدة لتدارك الأمر هي ضغط شعبي قوي ينتزع فيه الشعب حقه المشروع انتزاعاً جريئا بطريقة راقية وسلمية.
ولا بد من التعجيل بذلك لاستعادة البلد من سارقي السلطة وقاهري شعبهم الذين شوهوا صورة الإسلام أمام العالم وذلوا وظلموا شعبهم.
وقد اطلعت جيدا على بيانات حراك 7 رمضان فأعجبني طرحهم الراقي والأهداف التي حدّدوها وطمأنتني إجاباتهم على التساؤلات وبعدهم عن العنف والفوضى.
لذا أعلن تأييدي لهذا الحراك، وأدعو من له كرامة وخشية من الله أن يدعمه سواء من خلال وسائل التواصل الإجتماعي أو من خلال المشاركة الفعلية.
وعلينا أن نرفع همتنا من خلال ثقتنا الكبيرة بالله الذي حرم الظلم على نفسه وجعله بيننا محرما ، ولا ننسى ان الساكت عن الحق شيطان اخرس.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جدير بالذكر ان الأمير السعودي خالد بن فرحان بن عبد العزيز بن سعود الفرحان آل سعود قد اعلن انشقاقه على النظام السعودي عام 2013 ، واعلن ولاءه للتيارات الإصلاحية في البلاد ، داعيا من أسماهم بـ”الأمراء الصامتين” إلى أن يحذوا حذوه.