فرقة المسحراتي تجوب شوارع الخليل فوق عربة تجرها الخيل

للعام الثالث على التوالي يحرص الشاب فرج أبو شخيدم من مدينة الخليل (جنوب القدس المحتلة) على أن يقوم بدور المسحراتي خلال شهر رمضان المبارك في شوارع وأزقة المدينة، فينطلق مع مجموعة من الشبان، الذين صمموا على إعادة إحياء العادة التي اندثرت منذ سنوات طويلة.

هذا العام أراد أبو شخيدم مع أعضاء فرقة “وطن” التي يقودها على تطوير أسلوب المسحراتي بتنقله من خلال عربة مزينة بهلال رمضان تجرها الخيل، ويشق طريقه بين حارات الخليل ويتنقل بين بلداتها وقراها ، لتسترجع المدينة عادات وذكريات قديمة عايشتها عندما كان الصائمون يعتمدون على المسحراتي ليوقظهم من أجل تناول وجبة السحور.

ويجد الشاب أبو شخيدم ( 27 عاماً) في إحياء هذا التقليد القديم فرصة لخلق أجواء رمضانية وإضفاء الابتسامة والمرح خاصة على وجه الاطفال، الذين لطالما استمعوا لقصص المسحراتي، أو شاهدوها عبر المسلسلات الرمضانية، فتكن أشبه بفرصة لهم أن يعايشوها كأجدادهم عندما كان “المسرحاتي” من أبرز مظاهر شهر رمضان قديماً.

أفراد فرقة المسحراتي الثمانية وجميعهم من الشبان، يحرصون خلال عملهم التطوعي على الوصول إلى البلدة القديمة في الخليل، لتسليط الضوء على معاناة المواطنين من مضايقات الاحتلال ومستوطنيه، في رسالة تجدد التأكيد على حضارة وتاريخ هذه المدينة، ولرفض كل محاولات الاحتلال لطمس تراثها.

ويؤكد الشاب أبو شخيدم في حديث لـ”قدس برس” أن أهمية فكرة “المسحراتي” تكمن في الحفاظ على الموروث التاريخي الذي كسبه شاب فلسطيني من أجداده، ورغبته في منع اندثار هذا التقليد وتجديده بطريقه خاصة، من خلال مجهود شبابي دون أن يتلقى دعماً من الجهات الرسمية في المدينة.

ويضيف أبو شيخدم، “نعلم أن ظروف الحياة تطورت كثيراً عن السنوات الماضية إبان وجود المسحراتي، فلم يعد الصائمون يعتمدون على قرع الطبل والأهازيج  ليستيقظوا من النوم كما كان قديماً، فوسائل التكنولوجيا اليوم متوفرة في كل  منزل، بل إن الهدف محاولة خلق اجواء مختلفة في شهر رمضان عن بقية شهور السنة الاخرى”.

ويفضل مسحراتي الخليل أن يتجول في المناطق ذات الكثافة السكانية وداخل أزقة الحارات القديمة في المدينة، كونها “تتميز بحفاظها على العادات والتقاليد وشغف أبنائها إلى ماضي أجدادهم، وكيف كان يقضون شهر رمضان ويستقبلون المسحراتي قديماً في أول أيامه”.

ولا تخلو الأهازيج والشعارات التي يرددها المسحراتي أبو شخيدم خلال جولته في الخليل من الشعارات الوطنية المتضامنة مع الأسرى، والتي تؤكد حسب قوله على “الحفاظ على أصالة المدينة ورفض خضوع أبنائها للاحتلال ومقاومتها لمخططاته الاستيطانية”.

ويشير إلى أن فكرة المسحراتي التي تستمر للعام الثالث على التوالي بعد انقطاع لسنوات طويلة، شجعت الشبان على خلق مبادرات لعمل فرقة للمسحراتي في بعض المناطق بالخليل، وضمن إمكانيات هؤلاء الشبان ممن مزجوا بين حاضر التكنولوجيا اليوم مع عبق تاريخ هذه المهمة.

ويضيف “لاقت الفكرة ترحيباً وتقبلاً كبيراً من المواطنين ودعوات توجه للفرقة منذ بدء شهر رمضان لزيارة مناطق في الخليل وخارجها”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى