الاعلام السعودي يشن حملة ضارية على حكام قطر ويتهمهم بالردة

لليوم الثاني على التوالي تواصل الصحف السعودية هجومها الشرس على دولة قطر في إطار الحملة التي شنتها وسائل إعلام سعودية وإماراتية على الدوحة بعد نشر تصريحات مفبركة للشيخ تميم بن حمد على وكالة الأنباء القطرية.

وعلى الرغم من نفي قطر رسميا للتصريحات وتأكيد أنها نتيجة اختراق وقرصنة تعرضت له وكالة الأنباء القطرية،فقد واصلت الصحف السعودية هجمتها على الدوحة بشكل ملفت، لا يمكن فصله عن قرار سياسي في بلد تخضع فيه وسائل الإعلام للحكومة أو تتبع لها مباشرة.

صحيفة عكاظ واسعة الانتشار نشرت صورة كبيرة لوجه يجمع بين الأمير الحالي لقطر تميم ووالده حمد تحت عنوان (وسقط القناع.. قطر إلى أين)، وتحت العنوان العريض كتبت عكاظ: “تصريحات تميم تكشف المخبوء ولقاء وزير خارجيته مع سليماني يفضح المستور”، في إشارة إلى قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني.

وكتب فهيم الحامد مساعد رئيس تحرير الصحيفة افتتاحية تحت عنوان “خطاب أمير قطر.. مراهقة وانتحار سياسي”، تحدث فيها عن ما قال إنها “الأدوار القطرية المشبوهة في المحيط العربي والإسلامي”.

وبرغم النفي القطري الرسمي لتصريحات الشيخ تميم، يصرّ الحامد في مقاله على أن “التصريحات القطرية كشفت المستور وعرّت الموقف القطري.. وعكست ارتباط قطر الاستراتيجي بالنظام الإيراني الإرهابي القميء”.

أما صحيفة الوطن، فاختارت الهجوم على قطر بالشعر، إذ عنونت صفحتها الأولى بأبيات من الشعر الجاهلي للمثقب العبدي يقول فيها:

فإمَّا أنْ تكونَ أخي بحقِّ                   فأَعرِفَ منكَ غَثِّي من سَميني

وإلّا فاطَّرحني واتخذني                عَدُوًّا أَتَّقيكَ وتَتَّقيني

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن هذا الشعر “يصدق على السياسة الخارجية المتقلبة دوما لدولة قطر”، مستعرضة في رسم بياني ما وصفتها بـ”مواقف قطر التي تشق الصف العربي”، فيما حفلت الصحيفة بعدد من المقالات والمواد الإخبارية التي تهاجم الدوحة ومواقفها.

بدورها عنونت صحيفة المدينة صفحتها الأولى بالقول: “الدوحة.. ردة مفاجئة عن المواقف العربية، تمسكت بخيوط الإرهاب الإيراني متحدية مشاعر العرب”. واختارت الصحيفة كذلك التعامل مع التصريحات المفبركة على أنها صحيحة رغم النفي القطري الرسمي.

أما صحيفة الرياض، فلجأت إلى من سمتهم سياسيين في الهجوم على الدوحة، ونشرت في صفحتها الأولى تقريرا تحت عنوان “سياسيون للرياض: تصريحات أمير قطر لا تخدم الأهداف العربية المشتركة”. ونشرت في صفحاتها الداخلية مجموعة من التقارير التي تركز على فكرة “قطر تغرد خارج السرب”، وهو ذات المصطلح الذي اعتمدته قناتا “سكاي نيوز” و”العربية” في تغطيتهما مساء الأربعاء للحديث عن التصريحات المفبركة.

صحف سعودية أخرى مثل الجزيرة واليوم والبلاد، اختارت في المقابل تخفيف حدة الهجوم، واكتفت بنشر مقالات تهاجم الدوحة في صفحاتها الداخلية، فيما خلت صفحاتها الأولى من أي مواد أو عناوين عن الموضوع.

كما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي جدلا وجدلا مضادا بين مغردين سعوديين، أيد بعضهم ما تنقله صحفهم ووسائل إعلامهم ضد قطر، فيما عارضهم آخرون وهاجموا هذه الوسائل وطالبوها بالتزام الموضوعية والمهنية.

ومن جانبه علق مدير قناة العربية السابق، عبد الرحمن الراشد، على الحملة التي تشنها القناة رفقة وسائل إعلام سعودية وإماراتية على قطر.

ودافع الراشد عن هجوم “العربية” على قطر، الذي أجمع نقاد بأنه “غير مهني”، وزعم أن وسائل إعلام محسوبة على قطر هي من بدأت الهجوم.

وفي تعليقه على خبر حجب السعودية لموقع “الجزيرة نت”، ومواقع صحف قطرية، قال الراشد: “شبكة الإعلام القطرية هي من بدأت الهجوم منذ أيام”.

وقال الراشد إن وسائل الإعلام التي يعنيها، هي “الجزيرة، وعربي21، والعربي الجديد، والخليج الجديد، وقناة الشرق، والمغاربية، ومكملين، وشبكة التلفزيون العربي”.

وعند سؤال أحد المغردين له “هل هذا يبرر الفعل المشين بالاختراق”، قال الراشد: “الاختراق يعبر عن لسان الحال”.

وتابع: “كلها حقائق، ما مفروض أحد يغضب منها”، في إشارة إلى أن التصريحات التي فبركها القراصنة هي ما تتبناه قطر.

فيما قال مغردون إن المدير العام الحالي لقناة “العربية”، تركي الدخيل، وجه رسالة إلى قطر بشكل غير مباشر.

الدخيل الذي لم ينشر أي تغريدة عن قضية اختراق وكالة الأنباء القطرية، التي شغلت الرأي العام الخليجي، أعاد تغريدة قال ناشطون إنه يقصد بها قطر.

وأعاد الدخيل نشر تغريدة لشخص يدعى الحميدي العبيسان، قال فيها: “لا تستفز البحر وأنت تغرق بشبر ماء !”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى