مؤشرات لا تخطئها العين الناقدة على تقارب وشيك بين قيادة “حماس” الجديدة وكل من ايران وحزب الله اللبناني

ذكرت مصادر فلسطينية موثوقة في غزة ان القيادة الجديدة لحركة حماس برئاسة اسماعيل هنية تتجه نحو التقارب الجدي والتدريجي مع ايران وحزب الله اللبناني.

وقالت هذه المصادر ان القيادة الحمساوية قد شعرت بالمرارة والاستياء الشديد جراء صمت قادة 55 دولة عربية واسلامية شاركوا في قمة الرياض, عن وصم الرئيس الامريكي لحركة حماس بالارهاب, وادراجها جنباً الى جنب مع تنظيمي “داعش” و”القاعدة”.

واشارت المصادر الى ان الرهان الحمساوي على تغير النظرة الامريكية والاوروبية لحركة حماس عقب تغيير ميثاقها مؤخرا, قد سقط عمليا ولم يؤد الى اعادة تعريفها كحركة تحرر وطني لا علاقة لها بالارهاب.

ولفتت هذه المصادر الانظار الى رسالة التهنئة التي بعثها قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني الى إسماعيل هنية لانتخابه رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس، في خطوة لافتة تعكس عودة العلاقات الحمساوية الإيرانية إلى عهدها السابق بعد فتور شابها بسبب مواقف الحركة الإسلامية، خلال السنوات الست الماضية.

وقال قاسم سليماني في رسالته “نتطلع إلى جهودكم لتجذير المقاومة امتدادا للخط الجهادي لحركة حماس”.

ولفت سليماني إلى أن ما أسماه بـ”الاستكبار العالمي وأداته الصهيونية يسعيان إلى حرف جهاد الأمة عن بوصلته الإسلامية وخطف القدس في لحظة عصيبة غاب عنها الصديق الذي ضعفت إرادته”، مؤكدا أن على الجميع أن يتفرغ لخدمة فلسطين و”ألا نسمح بأن تغدو قضيتها ضحية لمصالح الآخرين وتجاذباتهم”.

وأعرب قائد فيلق القدس في رسالته عن “تطلعه إلى تعزيز التكامل مع رفاق حماس حلفاء المحور المقاوم لإعادة الألق للقضية الفلسطينية”، مضيفا “نرجو أن يجري على أيديكم كل خير لمصلحة الشعب المجاهد”.

وكان مجلس شورى حركة حماس قد انتخب في 6 ايار الجاري إسماعيل هنية رئيسا للمكتب السياسي خلفا لخالد مشعل، الذي شغل هذا المنصب منذ العام 1996، واتسمت علاقته بطهران بحالة مد وجزر، وقد شارفت على القطيعة مع اندلاع الأزمة السورية حينما قررت قيادة “حماس” مغادرة دمشق إلى الدوحة.

وقال قاسم سليماني في رسالة التهنئة التي حرص على نشرها “نتطلع إلى إدارة حكيمة تعد ‘كما عهدناكم’ بمستقبل أفضل تعالج فيه بحنكة الأزمات الداخلية”.

ويرى مراقبون أن قيام قائد فيلق القدس بالذات بإرسال رسالة تهنئة لهنية بعد فترة من إعلان فوزه برئاسة المكتب السياسي لحماس، تحمل بين طياتها معاني عديدة.

ومعلوم أن قاسم سليماني، قد اتخذ موقفا متصلبا حيال حماس منذ خروجها من سورية وانحيازها  الى قطر وتركيا في العام 2011.

وكان سليماني يشكل حجر عثرة أمام مساعي حماس لإعادة ترطيب الأجواء مع طهران خلال السنتين الأخيرتين، ليعود ويهنئ بنفسه اليوم هنية على المنصب الجديد، ما ينبئ بأن تحولا كبيرا قد دفع هذا الرجل الذي يحتل مكانة كبيرة لدى المرشد الإيراني علي خامنئي، لاعادة حساباته تجاه الحركة الفلسطينية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى