كيف تكسب قلوب الناس وتنجح في تحويلهم الى اصدقاء
امضى علماء النفس والاجتماع عدة سنوات في البحث عن العوامل الدقيقة التي تجذب شخصاً ما إلى شخص آخر وتقربه اليه.
وقد توصل بعض هؤلاء العلماء الى عدد من هذه العوامل الجاذبة التي كثيرا ما تثير الاهتمام, وتؤدي الى استمالة القلوب واكتساب الاصدقاء.
وفيما يلي ابرز هذه العوامل..
- نادِهم بأسمائهم
كلنا في الحقيقة يحب سماع اسمه على ألسنة الناس، لذلك عوّد نفسك حفظ أسماء الناس الذين تقابلهم ومناداتهم بها.
تخيل التأثير الإيجابي لتذكُّرك اسم شخص قابلته سابقاً، بالتأكيد سيشعر بسعادة ويحس بأنه إنسان مميز.
وفي كتابه الشهير “كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس؟”، كشف ديل كارنيغي عن فائدة تلك الطريقة وأوضح أن لها تأثيراً مجرَّباً على توسيع قاعدة الأصدقاء والمحبين.
- قدِّم نقداً بطريقة بارعة
من المهم في علاقتنا بالآخرين أن نكون صادقين في مشاعرنا نحوهم، وكما أننا نقدم لهم الإطراء والمجاملة فإننا نقدم أيضا النقد والنصيحة.
وكما أن تقديم النصح مهم، فإن الطريقة التي يقدم بها مهمة أيضاً؛ فالناس لا يحبون من ينتقدهم أو يعلق سلباً على تصرفاتهم أمام العامة، أو بطريقة جافة وفظة.
ومن بين أفضل الطرق لتقديم النصيحة، “الساندويتش” والتي تعتمد على المدح قبل النقد وبعده، فتكون النصيحة أشبه بقطعة الطعام بين قطعتي الخبز.
- اكشف عيوبك احيانا
تشير “ظاهرة الخطأ المحرج” إلى أن الأشخاص سوف يحبونكم أكثر بعد أن ترتكبوا خطأً، ولكن فقط إن كانوا يعتقدون أنكم أشخاص ماهرون. فالكشف عن أنكم لستم كاملين يجعلكم أكثر ضعفاً واتصالاً تجاه من حولكم.
اكتشف إليوت أرنسون، الباحث بجامعة تكساس في أوستن، هذه الظاهرة لأول مرة عندما درس كيفية تأثير الأخطاء البسيطة على الجاذبية المحسوسة. طلب أرنسون من طلاب ذكور بجامعة مينيسوتا أن يستمعوا إلى تسجيلات لأشخاص يخوضون اختباراً.
وعندما أدَّى الأشخاص بشكل جيد في الاختبار لكنهم سكبوا القهوة في نهاية المقابلة، أعطاهم الطلاب تقييماً بإمكانية محبتهم أعلى ممن أدّوا الاختبار بشكل جيد ولم يسكبوا القهوة، وأيضاً أعلى ممن لم يؤدوا الاختبار بشكل جيد وسكبوا القهوة.
- أكد على المبادئ المشتركة
ذكرت دراسة قديمة لثيودور نيوكومب، أن الناس ينجذبون إلى من يشبهونهم، ويعرف هذا باسم “تأثير جاذبية التشابه” (Similarity-attraction effect).
أجرى نيوكومب في تجربته تقييماً على سلوكيات من خضعوا للتجربة فيما يتعلق بالموضوعات الجدلية، مثل الجنس والسياسة، ثم وضعهم معاً داخل منزل مملوك لجامعة ميشيغان.
وبنهاية إقامتهم، أبدى الأشخاص الذين خضعوا للتجربة محبة أكبر لزملائهم بالسكن الذين كان لديهم سلوكيات مشابهة فيما يتعلق بالموضوعات محل التقييم.
ومن المثير للاهتمام أن إحدى الدراسات الأحدث، التي أجراها باحثون من جامعة فيرجينيا وجامعة واشنطن في سانت لويز، توصلت إلى أن مجندي القوات الجوية أبدوا محبة بعضهم لبعض عندما كان لديهم سمات شخصية سلبية متشابهة أكثر ممن اشتركوا في سمات شخصية إيجابية.
- ابتسم معظم الوقت
في إحدى الدراسات التي أجريت بجامعة وايومنغ، نظر ما يقرب من 100 طالبة جامعية إلى صور لامرأة أخرى في 4 أوضاع: وهي تضحك وتتخذ وضعاً جسدياً مسترخياً، وهي تضحك وتتخذ وضعاً جسدياً منكمشاً، وهي لا تضحك وتتخذ وضعاً جسدياً مسترخياً، وهي لا تضحك وتتخذ وضعاً جسدياً منكمشاً.
أشارت النتائج إلى أن المرأة التي في الصورة أحبها الطالبات عندما كانت تضحك بغض النظر عن وضعية جسدها.
يضاف إلى ما سبق، دراسة أخرى تشير إلى أن الابتسام عندما تقابل شخصاً لأول مرة يساعد على التأكد من أنه سيتذكرك فيما بعد.
6.أخبرهم بأحد الأسرار
قد يكون الإفصاح عن الذات أحد أفضل الأساليب المتبعة في بناء الصداقات.
في دراسة قادها باحثون من جامعة ولاية نيويورك بستوني بروك، ومدرسة كاليفورنيا للدراسات العليا لعلم النفس الأسري، وجامعة كاليفورنيا في سانتا كروز، وجامعة ولاية أريزونا- جُمع الطلاب في مجموعات تتكون كل مجموعة من زوجين، وقضى عضوا كل مجموعة 45 دقيقة لمعرفة بعضهما بعضاً.
أمدّ أصحاب التجربة بعض مجموعات الطلاب بسلسلة من الأسئلة ليلقوها على زملائهم؛ إذ وصلت هذه الأسئلة إلى درجة أكثر عمقاً وأكثر شخصية، على سبيل المثال، كان أحد الأسئلة المتوسطة يقول: “ما هي مشاعرك تجاه علاقتك مع أمك؟”، فيما حظيت مجموعات أخرى بنوعية الأسئلة التي تُلقى في المحادثات القصيرة، مثل: “ما هو لونك المفضل؟ ولماذا؟”.
وفي نهاية التجربة، نقلت مجموعات الطلبة التي كان عضواها يسأل بعضهما بعضاً أسئلة أكثر شخصية شعورهم بقرب بعضهما تجاه بعض أكثر من المجموعات التي كان عضواها يدخلان في محادثات قصيرة.
عندما تشاركون المعلومات العاطفية مع شخص آخر، فإنهم على الأرجح يشعرون بالقرب منكم ويريدون أن يثقوا بكم في المستقبل.
- اشعرهم باستعدادك لصون اسرارهم
اكتشفت دراستان أجرتهما جامعة فلوريدا، وجامعة ولاية أريزونا، وجامعة سنغافورة للإدارة، أن الأشخاص يقدِّرون بشدة، الثقة والجدارة بالثقة في علاقاتهم.
فقد ثبت أن هاتين السمتين هامتان عندما يتخيل الأشخاص صديقهم الأمثل أو موظفهم الأمثل.
فقد كتبت سوزان ديغز-وايت، الأستاذة بجامعة إلينوي، بموقع PsychologyToday.com: “تتضمن الجدارة بالثقة العديد من المكونات، ومن ضمنها الأمانة والثقة والولاء، على الرغم من أن كلاً منها هام لنجاح العلاقة، تُعرف الأمانة والثقة بأنهما الأكثر أهمية في عالم الصداقات”.
- اظهر حساً من الفكاهة
توصل بحث لجامعة ولاية إلينوي وجامعة ولاية كاليفورنيا في لوس أنجلوس إلى أنه بغض النظر عما إذا كان الناس يفكرون في صديقهم الأمثل أو شريك حياتهم الرومانسي، يعتبر حس الفكاهة هاماً حقاً.
فيما أشارت دراسة أخرى، أجراها باحثون من جامعة دي بول وجامعة ولاية إلينوي، إلى أن استخدام الفكاهة عندما تتعرف على شخص ما لأول مرة يمكن أن يجعل الشخص يحبك أكثر.
- اتركهم يتحدثون عن أنفسهم
اكتشف باحثون من جامعة هارفارد مؤخراً، أن الحديث عن نفسك ربما يكون مثمراً بطبيعة الحال، بالطريقة نفسها التي يكون عليها الطعام والمال والجنس.
وكان لدى الباحثين في إحدى الدراسات مشاركون يجلسون داخل آلة تصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي ويجيبون عن أسئلة حول آرائهم أو آراء أشخاص آخرين.
طُلب من المشاركين أن يجلبوا صديقاً أو أحد أعضاء العائلة إلى التجربة؛ إذ كان يجلس هذا الشخص خارج آلة التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، في بعض الحالات، قيل للمشاركين إن استجاباتهم قد تُشارَك مع الصديق أو القريب، وفي بعض الحالات الأخرى قد تُحفظ استجاباتهم سراً.
أظهرت النتائج أن مناطق الدماغ المرتبطة بالتحفيز والمكافأة كانت نشطة لأقصى درجة عندما كان المشاركون ينقلون معلومات علانيةً، إلا أنها كانت نشطة أيضاً عندما كانوا يتحدثون عن أنفسهم من دون أن يسمع أي شخص ما يقولونه.
بعبارة أخرى، يمكن أن يؤدي الاستماع إلى الآخرين، وهم يشاركون قصة أو قصتين عن حياتهم بدلاً من الثرثرة عن نفسك، إلى إعطائهم ذكريات إيجابية عن تفاعلك معهم.