نجوى كرم تطلق البومها الجديد بعنوان “يحرقلك قلبك”  

 

أطلقت الفنانة اللبنانية نجوى كرم، مؤخرا، آخر أغنيات ألبومها الجديد على قناتها الخاصة على موقع يوتيوب انسجاما مع استرتيجيتها التسويقية الجديدة. وحملت هذه الأغنية التي كتبت كلماتها أريج ضو عنوان “يحرقلك قلبك” ويدور موضوعها حول التعبير عن مشاعر الحقد والغضب من الحبيب والدعاء عليه والتمني بأن يحترق قلبه كما حرق قلب الحبيبة.

ولم يتوقف السجال حول كلمات الأغنية منذ إطلاقها وخرجت جملة من المواقف المتباينة منها، حيث بدا للبعض أنها تتوج زمان الفظاظة الغنائية، في حين رأى البعض الآخر أنها عرض لموضوع جديد واقعي.

ولم تكن كرم السبّاقة في إطلاق مثل هذا النوع من الأغنيات التي تتضمن كلمات صادمة، بل بدت وكأنها تتبع هذا السياق.

وكانت الأغنيات ذات الدلالات الفظة قد انتشرت بقوة في هذه الفترة من الأغنية التي تقول كلماتها ل… لا ترجعي، وصولا إلى إدخال السلاح والتهديد إلى قلب المعادلة الغنائية في كلمات تقول “اللي بيرميك بوردي براسو بخرطش فردي”.

ويستغرب متابعو أعمال كرم هذا التوجه وينظرون إلى غنائها لمثل هذه الكلمات بوصفه مغامرة غير محسوبة، ويعتبرون أن عالم الغناء يجب أن يقدم للناس مخرجا من عالم القسوة والفظاظة الذي يعيشون فيه، لا أن يجرهم إلى عالم التباغض والمشاعر السلبية والدعاء الحاقد على الحبيب.

ويعرب جزء من محبي الفنانة عن إعجابهم بكلمات الأغنية, معتبرين أنها نجحت في “فش خلقهم” بالتعبير اللبناني، وأنها تصوير صادق وأمين لما تحس به المرأة المجروحة، ولم يتم تناوله من قبل بهذا الشكل الواضح والصريح، كما أن مغزى هذه الأغنية يشكل خروجا من حالة الانسحاق والتفجّع أمام الحبيب التي طالما كرستها كلمات الأغاني العربية.

واتخذ النقاش في بعض مفاصله منحى سيكولوجيا حيث تم ربط كلمات الأغنية بحالة من التطهير التي تسمح بتفريغ المشاعر السلبية تمهيدا إما للخروج من أسر العلاقات الجارحة أو لإعادة ترميمها بشكل آخر.

وبرز توجه يميل إلى التعامل مع الموضوع بسخرية تامة والنظر إلى الكلمات على أنها رصد للعلاقة العميقة بين الحب والمشاوي والنرجيلة الذي لا بد أن يفرض لغة عاطفية غنائية جديدة تقوم على مفردات الاحتراق وتوابعها، بحيث يكون من الطبيعي والضروري أن تصدر في الفترة القادمة كلمات أغاني تقول “يا فحمة أرجيلتي، ويا كفتة حياتي”.

ويرسم التلقّي الساخر لكلمات الأغنية تصورا يؤكد أنه ما دامت كلمات الأغنية توكل أمر الحرق إلى السماء فإن الوضع يبقى تحت السيطرة، ولكن الخشية بعد ذلك من إطلاق أغنية تشجع الحبيبة أن تأخذ حقها بيدها ويمكن أن تقول كلماتها “جايي إشويلك قلبك، وبدي ولعلك بيتك”.

وخرج النقاش في بعض مفاصله عن الضوابط التي يفترض أن تحكم تبادل الآراء ليتحول إلى شكل مماثل للنقاشات السائدة في الوسط السياسي والتي يعتبر فيها إبداء الرأي في سلوكات الزعيم ومواقفه ممنوعا.

وقد شهدت مواقع التواصل الاجتماعي سجالات تحوّل فيها فانزات الفنانة إلى انتحاريين مستعدين لتفجير أنفسهم في كل من يتناول كلمات أغنية كرم بالتعليق معتبرين الأمر اعتداء عليها وإهانة لها ولتراثها الفني العريق.

ويبقى أن نتوجه إلى نجوى كرم بسؤال: ألا يوجد ما يستحق تناوله غنائيا في هذه المرحلة الحرجة سوى الدعاء على الحبيب؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى