المانيا تفكر بنقل قواتها من قاعدة إنجرليك التركية إلى الازرق بالاردن
قالت أوساط أردنية مطّلعة إن الاردن تتوقع نقل جزء من أنشطة قاعدة إنجرليك التركية إلى أراضيها في ضوء الخلافات الألمانية التركية, ورغبة برلين في أن تنقل أنشطتها ضمن الحلف إلى الأردن، وخاصة ما تعلق بدورها في الحرب على الإرهاب.
وأشارت هذه الأوساط إلى أن الأردن يلعب دورا محوريا في الحرب على داعش على الأراضي السورية، وأن نقل جزء من أنشطة إنجرليك سيقوي دوره المستقبلي في هذه الحرب التي يمتلك فيها خبرات سابقة.
وقد صرحت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين امس الجمعة أن نقل القوات الألمانية من قاعدة إنجرليك التركية إلى الأراضي الأردنية أمر ممكن.
وقالت الوزيرة الألمانية عقب زيارة إلى القاعدة الجوية (الأزرق) التي يدور حولها الحديث كمكان بديل لإنجرليك “انطباعي الأول عن قاعدة الأزرق هنا في الأردن هو انطباع إيجابي”.
وأضافت أن الجهد التنظيمي لنقل القوات إلى الأردن سيكون هائلا بالتأكيد، إلا أنه بعد “فترة استراحة من العمليات” يمكن أن يقوم الجيش الألماني من هذه القاعدة بواجباته في الحرب على داعش ضمن قوات التحالف الدولي.
ويرجع السبب في طرح هذه الأفكار بشأن سحب حوالي 260 جنديا ألمانيا من تركيا إلى فرض السلطات التركية حظرا على زيارة المسؤولين الألمان للجنود العاملين في قاعدة إنجرليك بتركيا والتابعة لحلف شمال الأطلسي “الناتو”.
وكانت السلطات التركية رفضت هذا الأسبوع مرة أخرى رحلة لمندوبين من لجنة الدفاع المشكلة من البرلمان الألماني “بوندستاج” إلى الجنود الألمان في تركيا.
وتعتزم الحكومة الألمانية إصدار قرار نهائي بشأن نقل القوات الألمانية إلى الأردن عقب انتهاء قمة حلف الناتو التي تعقد الأسبوع المقبل.
وكان مولود تشاووش أوغلو وزير الخارجية التركي قد صرح يوم امس الاول الخميس، لتلفزيون (إن.تي.في) إن لألمانيا حرية سحب قواتها المتمركزة في قاعدة إنجيرليك إذا أرادت ذلك.
وأضاف الوزير التركي ردّا على تلويح وزارة الدفاع الألمانية بسحب قواتها المشاركة في قوات حلف الأطلسي من قاعدة إنجيرليك التركية: إن على برلين التخلي عن “أسلوب التفضل على” أنقرة عند التعامل معها.
ومن المعروف ان المناوشات بين أنقرة وبرلين ليست وليدة اللحظة, وإنما استعرت بعد إلغاء خطابات لوزراء ونواب أتراك في ألمانيا أمام تجمعات لأتراك يعيشون في ألمانيا، لاسيما وأن أعداد الأتراك في ذلك البلد تتجاوز الـ 3 مليون نسمة ومن يحق لهم التصويت يقدّرون بنحو 4ر1 مليون شخص، وهو ما أُثار حنق اردوغان الذي كان يتأمل الحصول على أصوات أتراك الخارج لتأييد توسيع صلاحياته الرئاسية.
وتفاقم التوتر بين البلدين بعدما رفضت برلين السماح لوزير العدل التركي “بكر بوزداج” ووزير الاقتصاد “نهاد زيبكجي” بحضور اجتماع جماهيري كان من المقرر أن يلقيا خلاله خطابًا أمام مؤيدين للرئيس التركي في مدينة غاغناو، ومدينة كولونيا.
وجاء هذا أيضا بعد سلسلة من الإعتقالات شنّتها أنقرة بحقّ مراسلين ألمان كان من بينهم مراسل صحيفة “دي فيلت” الذي قام بنشر تقرير أثار غضب السلطة التركية، الأمر الذي بدوره أغضب المستشارة الألمانية انجيلا ميركل لتعبّر عن خيبة أملها من إجراءات الأمن التركي الجائرة ولتعدّها قاسية بحق الصحفي الألماني الذي كان قد قدّم نفسه للعدالة.
ومنذ اندلاع أزمة المهاجرين في العام 2015 بين تركيا وألمانيا زادت حدّة التوتر بينهما، وقد أحصي منذ آذار العام الماضي استدعاء الخارجية التركية السفير الألماني لدى أنقرة، ستة مرات.
يذكر أن أكثر ما أثار غضب أنقرة من برلين، هو اعتراف البرلمان الاتحادي الألماني حديثا بالمجازر التي تعرض لها الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى من قبل السلطنة العثمانية في ذلك الوقت.