النكبة الفلسطينية.. جرح ما زال نازفاً منذ 69 عاماً

رغم مرور 69 عاماً على النكبة التي حلت بالفلسطينيين، إلا أن جراح اللاجئين لم تكلم بعد، وما زالت معاناة التهجير والاجبار على ترك الديار بقوة السلاح، ماثلة أمام الجيل الثالث للاجئين.

عودة اللاجئين تنتظر حلا سياسيا مأمولا، إلا أن ذلك بعيد المنال في ظل تلّكيء المجتمع الدولي على مدار عشرات السنوات، في تنفيذ قرارات اتخذها سابقا تقضي بعودة اللاجئين لديارهم، وسط تمسك واضح للفلسطينيين بحق العودة.

عدد الفلسطينيين في العالم

وبحسب مركز الإحصاء الفلسطيني، فقد قدر عدد الفلسطينيين في العالم نهاية العام الماضي بحوالي 12.70 مليون نسمة، وهذا يعني أن عددهم في العالم تضاعف 9.1 مرة منذ أحداث نكبة 1948.

وفيما يتعلق بعدد الفلسطينيين المقيمين حاليًا في فلسطين التاريخية فإن البيانات تشير إلى أنه قد بلغ في نهاية العام الماضي حوالي 6.41 مليون نسمة، ومن المتوقع أن يبلغ نحو 7.12 مليون نسمة بحلول نهاية عام 2020، وذلك فيما لو بقيت معدلات النمو السائدة حاليًا.

اللاجئون الفلسطينيون

وتظهر المعطيات الإحصائية أن نسبة اللاجئين الفلسطينيين في فلسطين تشكل حوالي 42 في المائة من مجمل السكان الفلسطينيين المقيمين في فلسطين المحتلة نهاية العام الماضي، كما بلغ عدد اللاجئين المسجلين لدى وكالة الغوث في الأول من كانون ثاني للعام 2015، حوالي 5.59 مليون لاجئ فلسطيني.

ويعيش حوالي 29 في المائة من اللاجئين الفلسطينيين في 58 مخيمًا، تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، 9 في سورية، 12 في لبنان، 19 في الضفة الغربية، و8 في قطاع غزة.

وتمثل هذه التقديرات الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين باعتبار وجود لاجئين غير مسجلين، إذ لا يشمل هذا العدد من تم تشريدهم من الفلسطينيين بعد عام 1949 حتى عشية حرب حزيران 1967، “حسب تعريف وكالة الغوث للاجئين”، ولا يشمل أيضًا الفلسطينيين الذين رحلوا أو تم ترحيلهم عام 1967 على خلفية الحرب، والذين لم يكونوا لاجئين أصلًا.

اللاجئون رمز النكبة

ويرى عضو المجلس الثوري لحركة “فتح” تيسير نصر الله أن “اللاجئين هم أحد رموز ونتائج النكبة، ويمتلكوا مفتاح العودة ولديهم الأمل والحلم والإرادة بالرجوع لديارهم، وباتوا عنواناً لكل المراحل، فهم خسروا بيوتهم وأراضيهم، ودفعوا الثمن الأكبر نتيجة للنكبة، وعاشوا ظروف قاسية سواء في المخيمات أو أصقاع الأرض”.

وأكد نصر الله في تصريحات لـ”قدس برس” أن اللاجئين سيُفشلون أي حل سياسي لا يستجيب لمطالبهم بالعودة للأراضي التي خرجوا منها، وسيكون اللاجئ شاهداً وحكماً ورأس الحربة لتحقيق المطالب الفلسطينية،وأبرزها تحقيق حلم العودة.

ويعتبر أن “دولة الاحتلال متغطرسة وماضية في فرض وقائع على الأرض من أجل استدامة الاحتلال، وعدم السماح لأي لاجئ بالنفاذ عبر أي ثقب نحو تحقيق حلمه العودة، حيث أشغلت الفلسطينيين بالمطالبة في أراضي 1967 دون أن تستجيب لأي  دعوات  تنهي الصراع المستمر بين الفلسطينيين وصولاً الى معركة العودة”.

ولا يبدي تيسير نصر الله قلقاً على قضية اللاجئين وحق العودة رغم مرور 69 عاماً دون تحقيق خطوات عملية، وفاعلة صوب العودة، واصفاً حق العودة بأنه “كالذهب يزاد بريقاً ولمعاناً كلماً مضت عليه سنوات أطول، كما أنه يترسخ في قلوب الفلسطينيين بشكل أكبر”.

اللاجئون .. اجماع الفلسطينيين

ويرى أحمد حنون، مدير عام دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية أن “اللاجئ الفلسطيني كأن دوماً الضحية، مما جرى إبان النكبة في ظل عجز المجتمع الدولي والأمم المتحدة على إجبار تل أبيب على الاعتراف بجريمة نكبة اللاجئين، وتنفيذ قرار 194 بحقهم في العودة”.

وشدد حنون في حديث لـ”قدس برس”أن قضية اللاجئين بقيت كقضية إجماع وطني، وجزء من الذاكرة وعلى سلم أولويات البرنامج الأساسي لمنظمة التحرير والفصائل الوطنية، والذي يؤكد على ضرورة عودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها”.

ويعتبر أن “الفلسطينيين  تقدموا خطوات في طريق عودتهم لديارهم لولا وجود حامية كبيرة لإسرائيل كالولايات المتحدة والدول الغربية التي حالت دون أن ينفذ قرار الأمم المتحدة بحق عودة اللاجئين، رغم أنها ليست قضية إنسانية نتيجة لصراع داخلي، بل نتجت عن عدوان خارجي مد بأسباب الدعم الغربي الكامل في إطار مؤامرة دولية، وهم أصحاب قضية عادلة وهجروا بقوة السلاح من بلادهم ،وفي صراع مفتوح مع دولة الاحتلال”.

ويؤكد على أن الموقف الفلسطيني الرسمي ثابت على أن أي حل يتم التوافق عليه مع الإسرائيليين حول قضية اللاجئين، لا بد أن يتم وفقاً لقرار 194 بالعودة، بل يجب أن يخضع أي قرار لاستفتاء اللاجئين لقبوله أو رفضه”.

هذا وقد احيى الفلسطينيون امس الإثنين (15 أيار) الذكرى السنوية الـ 69 للنكبة التي خلقت واقعا سياسيا جديدا أوجد كيانا سُمّي بـ “إسرائيل” على أنقاض 78 في المائة من مساحة دولة فلسطين التاريخية، والتي تشهد تغيرًا مستمرًا لخارطتها منذ عام 1948.

وشكّلت “النكبة” عملية تحوّل مأساوي في خط سير حياة الشعب الفلسطيني بعد سلب أرضه ومقدراته وممتلكاته وثرواته، وما تعرّض له من عمليات قتل ممنهج وتهجير على أيدي العصابات الصهيونية قبل 69 عاما.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى